آيات قرآنية عن الأخلاق الحسنة , التمتع بحسن الخلق من اهم الاشياء التى يجب ان يتحلى بها كل الإنسان , ويحثنا الإسلام على التحلي بحسن الاخلاق من اجل التعايش بين أفراد المجتمع الواحد , ولقد كان لنا فى رسول الله اسوة حسنة لأنه كان رمزا لحسن الخلق ولقد أمرنا الله عز وجل في كتابه العزيز بأن يتحلى المؤمن بحسن الخلق .
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) .
آيات عن أخلاق رسول الله
ولنا في رسول الله اسوة حسنة فكان مثال لحسن الخلق فقبل أن يتنزل عليه صل الله عليه وسلم الوحي المبين كان يعرف فى قومه بمكة بالصادق الأمين مما جعله محبوبا فى قريش وغيرها من القبائل .
وبعد ذلك التزم رسول الله بتعاليم القرآن الذى يؤكد علينا فى عديد من آياته ان حسن الخلق من اهم الشمائل التي يجب أن تتوفر في الإنسان المسلم .
وقد جاء عن السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: “عن سعد بن هشام قال: يا أمَّ المؤمنينَ حدِّثيني عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، قالت: ألستَ تقرأُ القرآنَ فإنَّ خُلُقَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ القرآنَ, وحسن الخلق من اكثر الفضائل التي تقرب الإنسان إلى الله وتجعله مؤهلا للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض .
قال الله تعالى في كتابه الحكيم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) .
وفي ذلك تأكيد من الله على المؤمنين باتباع فضائل رسوله الكريم والحرص على أن يتحلى المسلم بالأخلاق الحميدة تيمنا واتباعا لرسول الله .
وفي موضع آخر من آيات الله يقول الله تعالى في القرآن الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
وهنا يرفع الله من منزلة رسول الله أمام كل المؤمنين الذين يريدون الوصول الى ما كان عليه رسول الله من صفات محموده أنه كان يتحلى بحسن الخلق .
آيات عن حسن الخلق
فى القران آيات عديدة تحث المؤمنين والمسلمين والناس كافة على التمتع بمكارم الأخلاق .
مثل قول الله تعالى فى سورة آل عمران (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) .
فمن مكارم الأخلاق هو الإنفاق وعدم البخل والشح , تعظيما لفضل الله الرزاق الذي يهبنا القوة على العمل ومن ثم المال والمكاسب المادية فكان لزاما على كل مسلم أن ينفق مما آتاه الله ولكن بحكمة فى شتى مناحى الحياة وبما فيه رضا عنا من الله عز وجل .
كما يؤكد علينا الله عز وجل فى هذه الايه ان الصبر وكظم الغيظ من الفضائل الطيبة التى تجعلنا نستحق منزلتنا من الجنة , كما تشير إلينا الآية أن العفو عن الناس له فضل كبير علينا فى الدنيا والآخرة , كما كان رسول الله عفو عن الناس فى عدة مواضع عفوه عن كفار قريش عند دخوله مكة منتصرا قائلا لهم ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
وتتجلى قيمة مكارم الاخلاق ايضا فى سورة البقرة حيث يقول الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) .
وهنا توصيف لعديد من مكارم الأخلاق مثل أن نعبد الله وحده ولا يشرك بعبادته أحدا , وان نحسن إلى والدينا ونبرة فى جميع الاوقات , نكون رحماء بالفقراء والمساكين ونتصدق بما أوتينا من المال ولو بالقليل , وان نتطلع من القول مع الناس دون تجريح .
وفي سورة فصلت قال تعالى ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) .
و فى تلك الآية يحثنا الله على عدم التشاحن مع الناس والبر بهم حتى فى اوقات الخلاف وهو من اعظم اشكال حسن الخلق .
دور القرآن فى التربية وتعديل السلوك
الأسرة هي المصنع الذي يخرج للمجتمع أفراد يسعون من أجل اعماره والحفاظ على عبادة الله الواحد و تعمر هذه الارض بهذا الدين العظيم وهذا الدين القويم وها هو الإسلام يعم الكرة الارضية فى مشارقها ومغاربها سهولها وجبالها لتوحيد الله عز وجل .
ولما كانت الأسرة هي أول من يتعامل مع النشئ كان لزاما عليهم ان يضعوا الأسس التى عن طريقها يستطيع أن ينبت نباتا حسنا متمتعا بالخلق القويم وذلك باتباع تعاليم القرآن الكريم الذي له عظيم الأثر فى التأكيد على الفضائل والأخلاق الحميدة التي يجب أن نرسخها عند تربيتنا لاولادنا .
فيقول الله فى محكم آياته (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .
توضح الآية لنا كثير من شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه , مثل قوة الإيمان والبعد عن الكفر والشرك بالله , والتراحم فيما بينهم , يقيمون شعائر الله كما امرنا مما جعل صفاتهم الجسدية تظهر مدى تعلقهم بتقوى الله .
وكل تلك الاعمال الصالحة هى لوجه الله وحده لا شريك له , لان الله كان يريد ان يتم نعمته على الله وأصحابه وعلينا جميعا , كما يؤكد علينا القرآن الكريم بعض من الأخلاق الكريمة فى عبادة الله .
حيث يقول الله عز وجل ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
اثر القرآن في تهذيب السلوك
يهدى القرآن للتي هي أقوم و يعلمنا ويذكرنا بما علينا فعله وما علينا تركه ابتغاء لمرضاة الله تعالى لكى نحيا فى الدنيا بالشكل الذى ييسر امورنا دون الوقوع فى المصاعب التى ينهانا الله عن الخوض فيها .
كما قال الله تعالى في سورة الإسراء (ِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) .
وفي النهاية فقد عرضنا عليكم آيات قرآنية عن الأخلاق , من لدية اي استفسار نستقبل تعليقاتكم اسفل المقال .