نقدم لكم اليوم عبر موقع شملول قصة سورة البقرة مختصرة من القرآن الكريم ، مع آيات قرآنية لتدعيم أحداث القصة تعتبر سورة البقرة أطول سور القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد آياتها مائتان وست وثمانون آية وقد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة .
قصص سورة البقرة
وتناولت سورة البقرة العديد من القصص منها قصة أصحاب السبت ، وقصة بقرة بني إسرائيل ، وقصة هاروت وماروت ، وقصة طالوت وجالود ، وقصة النمرود ونبي الله إبراهيم ، وقصة عزيز .
عندما عاش المسلمين في مجتمع مفتوح متشعب لايمكن أم أن يفصل فيها الدين عن الحياة.
فقد احتوت سورة البقرة على الكثير من التشريعات الأساسية لإدارة وتنظيم الحياة.
كذلك ألقت التركيز على ضرورة تقوية إيمان المسلمين بالله وبالقدر واليوم الآخر.
وأيضاً أوضحت صفات كلاً من المسلمين والكافرين وأيضاً المنافقين.
و أن القرآن الكريم هو كلام منزل من رب العالمين على رسوله الأمين.
ثم تناولت خلق آدم عليه السلام، وكيف سجد الملائكة له، وأصل العداوة التي نشبت بين بني آدم وإبليس.
كما ورد في سورة البقرة أيضاً جرائم وفواحش بني إسرائيل، وعنادهم وإصرارهم على الكفر.
وقد وضح ذلك في القصص التي ورد ذكرها خاصة قصة بقرة بني اسرائيل .
ويرجع سبب تسمية سورة البقرة بهذا الإسم ، بسبب ورود قصة البقرة ، التي عاند بني اسرائيل نبيهم موسى عليه السلام في ذبحها كما أمرهم .
قصة سورة البقرة
تعود قصة البقرة في سورة البقرة إلى تلك الحادثة ، التي قتل فيها رجل من بني إسرائيل عمه ليستحوذ على كل ماله، لأن عمه كان لا يملك أبناء يرثون ما سيتركه .
فقتله الرجل وألقى بجثته أمام بيت رجب آخر في ظلمة الليل.
وعندما استيقظ القوم اتهموا صاحب البيت بقتله ، فقام أهل الرجل المظلوم بالدفاع عنه حتى أنهم كادوا أن يلتحموا في تعارك كبير .
لولا أن تحدث أحدهم وقال لهم : اهدأو واذهبوا إلى موسى وهو سيخبركم بحقيقة القاتل .
وبالفعل ذهبوا إلى موسى عليه السلام و سردوا له ما حدث ، وطلبوا منه أن يساعدهم في معرفة القاتل .
قصة البقرة المذكورة في القرآن
دعا موسى ربه عز وجل يساعده في أن يبين له القاتل.
فأوحى الله إلى موسى بذبح بقرة معينة، وضرب القتيل بلحمها ، فبقدرة الله سيقوم ويخبرهم بقاتله.
قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
تعجب بني إسرائيل من كلام موسى عليه السلام وطلبه، وظنوا أنه يستهزأ بهم.
حيث قال ابن عباس رضي الله عنه: (فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكن شددوا وتعنتوا على موسى، فشدّد الله عليهم)
ثم عادوا وسألوا موسى أكثر عن مواصفات تلك البقرة.
فقال لهم موسى: إنها بقرة متوسطة العمر ليست كبيرة ولدت الكثير، وليست بصغيرة لم تلد من قبل ، فاذبحوها.
ولكنهم لم يفعلوا ، ثم عادوا إليه ثانياً فسألوه: ما لونها؟
قال: أنها بقرة صفراء فاقع لونها وكأنه مشع، تدخل السرور على عيون من يراها.
” قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) “
ولكنهم أيضاً لم يذبحوها، وعادوا إليه مرة أخرى ليقولوا له : إن البقر تشابه علينا، فادعوا لنا ربك يوضح لنا أكثر صفاتها المميزة.
قصة ذبح البقرة
فقال لهم موسى: إنها بقرة لا تستخدم في حرث الأرض ولا السقاية، ولونهت صافٍ لا توجد به شائبة.
فبحثوا كثيراً وكثيراً حتى وجدوا بقرة واحدة تنطبق عليها كل تلك المواصفات.
فطلبوا من صاحبها أن يشتروها منه، ولكنه رفض إلا أن يكون وزنها ذهب.
فاشتروها منه بعد أن أثقلهم ثمنها ، ثم ذبحوها وضربوا المقتول بقطعة من لحمها كما أمرهم موسى عليه السلام.
فشاء الله أن يعود المقتول إلى الحياة مرة أخرى ليشير إلى القاتل ثم يرجع للموت من جديد.
ليصبح ما حدث هو إحدى المعجزات التي أنزلها الله لبني إسرائيل.
كما قال الله تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
قصص وردت في سورة البقرة
نتيجة لما فعل بني اسرائيل مع الأنبياء ، انقطع فيهم نسل النبوة .
و أبدلهم ربهم بحكم الملوك الجبارين الظلمة ، فذاقوا الظلم والعذاب و سفك دمائهم
حتى أنه سلط عليهم أيضاً الأعداء ، فأوغل عليهم الأعداء .
وكان قبل ذلك فيهم التابوت ؛ الذي جعل الله فيه السكينة والبقية مما ترك آل موسى وهارون، ما يعظم الأجر و يشرف القدر ويظهر البركة .
وكان ضياع هذا التابوت منهم ، خلال حروبهم مع أهل غزة وعسقلان ، من أسباب تخلفهم وتبدل أحوالهم ، الى جانب ما فعلوه بالأنبياء من قتل .
وظلوا هكذا في شتات قرابة الأربعمائة وستين سنة .
حتى أرسل الله لهم شاؤول الملك ، أو كما ذكره القرآن الكريم بإسم طالوت الملك .
وهذه القصة أيضاً تدور احداثها مع بني إسرائيل ، حيث طلب مجموعة من بني إسرائيل من نبيهم أن يختار لهم ملكاً ، ليجتمعوا حوله ويقاتلوا معه في سبيل الله .
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
فاختار الله لهم طالوت ملكاً ، فلم يوافق القوم على هذا الاختيار .
لأن طالوت لم يكن من أغنياء القوم، فهو ليس أكثر من راعي أغنام ولا يُنسب إلى السلالة الملكية .
فأخبرهم نبيهم أن الله له حكمة في اختياره هذا، فالله قد منح طالوت زيادة في العلم والجسد ، فهو من أقوى الناس وأعلمهم .
لم يقتنع بني إسرائيل بكلام نبيهم ، وطلبوا منه أن يعطيهم آية تبرهن ذلك .
فأرسل الله لهم الملائكة يحملون تابوتا به بقايا من ملابس سيدنا موسى وهارون .
وقف القوم ينظرون إليه في دهشة وأخذوا يتدافعون إلى الجهاد .
قصة طالوت وجالوت
لكن طالوت لم يختار منهم سوى سبعين ألفاً فقط ، وتحرك بهم في يوم شديد الحرارة.
وبينما هم في الطريق ،عبروا بجوار نهر الأردن الذي يقع بين فلسطين و الأردن .
فقال لهم طالوت : هذا النهر ابتلاء من الله لكم، فمن ذهب ليشرب منه فلن يكمل معنا في الجيش ، و أن السموح لهم فقط هو شرب ملء الكف .
ولكنهم شربوا منه حتى ارتوا بإستثناء ثلاثمائة وبضعة عشر نفراً.
( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي )
ثم تحرك طالوت بجنوده حتى وصلوا إلى مكان القتال، وقبل الالتحام مع جالوت وجيشه، دعوا الله أن يثبت أقدامهم ، وينصرهم على القوم الكافرين .
وبالفعل استجاب لهم دعائهم ونصرهم بقدرته وفضله .
وقتل جندي من جيش طالوت عدوه جالوت ، وكان هذا الجندي هو داود.
عزيزي القارئ نتمنى أن نكون قد رضينا توقعاتكم ، عن قصة سورة البقرة مختصرة من القرآن ، ونحن على استعداد لتلقي تعليقاتكم واستفساراتكم وسرعة الرد عليها .