حكم الزواج العرفى للمطلقة ؟ نتطرق معكم اليوم الى احد اهم المواضيع الشائكة والتي يكثر فيها الجدل واللغط بشكل كبير وهو الحكم الشرعي في زواج المرأة المطلقة زواجا عرفيا والتي نوضحه لكم اليوم في اطار تناولنا لسلسلة الاحكام الشرعية المرتبطة بالزواج في كافة صوره وأشكاله، كما نتطرق لذكر الأركان الواجب توافرها فيه الشروط لضمان صحة العقد، وآراء أهل العلم.
الزواج العرفي للمطلقة
اليكم نبذة مختصرة عن مفهوم الزواج العرفي والمقصود منه هو عقد اتفاق بين الطرفين على الزواج قد يكون موثق أو لا يتم توثيقه ولا يضمن هذا النوع من الزواج إي حقوق للمرأة من إنفاق أو متعة أو مسكن، وغالبا ما يتم بدون الإعلان او الاشهار ويكون بحضور الشهود والولي وفي بعض الأحيان لا يستوجب وجود ولي، والتعرف أكثر على الأحكام الخاصة بالزواج العرفي انواعه وأركانه يمكنك الاطلاع على مقال حكم الزواج العرفي للثيب.
حكم الزواج العرفى للمطلقة
أما عن حكم الزواج العرفى للمطلقة فقد أجاز العلماء كونه زواج حلال ما دام استوف عقده شروط الزواج الصحيح والتي تتمثل في الرضا بين الطرفين وجود ولي وقد لا يستوجب للمرأة المطلقة أن يكون لها وليا كونها يقع عليها نفس حكم زواج المراة الثيب بدون ولي حيث أنها أولى بنفسها من وليها وفقا لمذهب الإمام أبي حنيفة، ومن ضمن الشروط أيضا وجود الشهود وهما شاهدان.
الزواج العرفى للمطلقة دون ولي
اختلف جمهور العلماء حول حكم الزواج العرفى للمطلقة بدون إذن وليها فاتجه البعض أنه على المرأة المطلقة عدم الزواج بدون وليها وإذا تم عقد الزواج بدون ولي لها يعد هذا العقد باطلا وعلى الطرفين الرجوع الى الله والتوبة على ما ارتكبناه من إثم وإعادة العقد مرة أخرى وتم أخذ هذا الرأي عند مذهب الشافعية والحنابلة وغيرهم.
بينما في مذهب الحنفية لا يعد زواج المطلقة بدون ولي عقد باطل لكونها له الحق في تزويج نفسها بنفسها، وعليه يكون عقد الزواج حلال.
الولي هنا المقصود به ولي أمر المرأة والذي يكون الأب إذا كان على قيد الحياة وان لم يكن فيكون الجد (أبو الأب) بعدها ابن المطلقة ان وجد ويشترط أن يكون عاقلا رشيدا وبالغ، بعده ابن الابن أي الحفيد ويقع عليه نفس ما سبق راشد وعاقل، الأخ الشقيق، الأخ من الأب، ابن الأخ الشقيق، ابن الأخ من الأب، العم أخو الأب، وأي شخص آخر من عصبة الأب يأتي بعد ما سبق ذكرهم في حال عدم توفر أو وجود أي منهم.
الزواج العرفى للمطلقة دون توثيق
نتناول الآن ذكر حكم الزواج العرفي دون توثيق، ما هي الأضرار الناتجة عن عدم توثيق المرأة المطلقة لعقد زواجها العرفي؟
كثيرا ما يتجه المقبلين والمتزوجين بعقد عرفي إلى عدم توثيقه رغبة منهم في عدم كشف الأمر مثلا أو تخاذلا منهم عن ذلك بخصوص حكم عدم توثيق عقد الزواج العرفي على صحة العقد من بطلانه فهو عقد صحيح حيث ان شرط التوثيق هو ليس شرط لصحة العقد بل هو شرط لكماله، وعليه فيكون الزواج حلال وعدم توثيقه لا يبطله، إلا أن هناك العديد من الأضرار التي قد تقع بسبب عدم توثيق العقد ومنها؛
ان اي مشاكل قد تقع بين الزوجين في المستقبل وعلى اثرها يصل الأمر إلى القضاء أو المحاكم لن تنظر المحكمة إليها إلا بوجود عقد موثق لكونها لا تعترف بوقوع الزواج بينهما إلا به، كذلك إهدار الزوجة لكافة حقوقها، كما أنها قد تقع في حكم المعلقة إذا هجرها الزوج دون طلاقها وعدم قدرتها على اثبات زوجها من الأساس.
لعدم وجود عقد زواج موثق لها يثبت ذلك، كذلك يعمل على ضياع الأبناء من هذا الزواج لكونهم لن يعيشوا حياة طبيعية مثل ما يكفله العقد الموثق والزواج الرسمي للأبناء، ضياع نسب الأبناء إذا أنكر الزوج وقوع هذا الزواج في بعض الأحيان.
فتوى زواج المطلقة عرفيا
أما عن الفتوى التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية بخصوص زواج المطلقة عرفيا حيث أفتى الدكتور على جمعة مفتي الديار الأسبق في كون زواج المطلقة بعقد زواج عرفي هو صحيح وحلال ما دام استوفى العقد الشروط والأركان الأساسية للزواج كما يفضل أن يتم الزواج العرفي بعلم أهل الزوجة والزوج وأن يتم توثيقه تجنبا لوقوع مفاسد وأضرار في المستقبل.
زواج المطلقة عرفيا بالسر
السؤال هنا هل يجوز زواج المرأة المطلقة بعقد عرفي في السر دون الإعلان عنه؟
اختلف العلماء في الرد على هذا السؤال كما اختلفوا في زواج الثيب أو المطلقة بدون وليها، حيث اتجه جمهور العلماء بأنه لا يجوز زواج المطلقة في السر ولا ينبغي كتمانه لكون أساس الزواج هو الاشهار والاعلان.
أما البعض فقد اتجه إلى ان صحة عقد الزواج لا تتأثر سواء تم الإشهار به والاعلان عنه أو اسروا الطرفين كتمانه وتم الاكتفاء فقط بالشهود إلا أنه مكروه عدم إشهاره وابقاؤه سرا، وذلك استنادا لما قاله ابن قدامة رحمه الله بكتابه المغني فإن عقده بولي وشاهدين فأسروه، أو تواصوا بكتمانه؛ كره ذلك، وصح النكاح.
شروط وأركان الزواج الصحيح
أما عن شروط وأركان الزواج الصحيح فهي؛ رضا الطرفين على الزواج، وجود ولي المراة بالتحديد في تزويج البكر، الشهود وهما اثنان وأن يكونا عاقلين ورشدان، إشهار الزواج وإعلانه.
أن يخلو كلا الطرفين من أي موانع لها قد تبطل النكاح مثل أن تكون المطلقة في فترة عدتها، أو أن يكونوا اخوة في الرضاعة أو أي سبب أخر من شأنه تحريم هذا الزواج، الصيغة الواضحة التي تقال عند الزواج مثلا زوجتك ابنتي فلانة ليرد عليه الزوج بقبول الزواج، المهر مقدم الصداق ويتم تحديده برضا الزوجة الكامل.
بذلك نكون قد وصلنا لختام مقال اليوم ما هو حكم الزواج العرفى للمطلقة ويسعدنا دوما مناقشتكم لنا وترك آرائكم واقتراحاتكم أسفل المقال مع التعليقات.