دائمًا ما يكون للقصص عبرة، فما هي قصة تيدي ستودارد وما العبرة منها؟ حيث يُعد تيدي ستودارد واحد من أشهر الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية الذي مر بالعديد من الصعاب والفشل في حياته وكافح حتى وصل إلى مكانة مرموقة .
حتى نتعرف معًا على إجابة سؤال ما هي قصة تيدي ستودارد وما أهميتها والعبرة منها.. يجب أن نلتفت جميعًا إلى ما سوف نقوم بعرضه فيما يلي.
في إحدى الأيام وقفت المعلمة أمام طلاب الصف الخامس بعد أول يوم من العودة للدراسة.. وألقت على التلاميذ بعض الجمل اللطيفة حتى تجاملهم بها، ثم نظرت إليهم وقالت لهم إني أحبكم جميعًا، وهذا ما يفعله جميع المعلمين والمعلمات مع تلاميذهم.
لكنها كانت تستثني منهم تلميذًا كان يجلس في الصف الأول، وكان يسمى ديدي ستودارد.. وذلك لأن ملابسه دائمًا تكون غير نظيفة، ومستواه الدراسي ضعيف، كما كان دائمًا منطوي على ذاته.
في العام السابق لاحظت المعلمة أن الطفل تيدي ستودارد لا يلعب مع أصدقائه.. بالإضافة إلى أنه يبدو دائمًا حزين وغير مبهج، وهذا غريب بالنسبة لطفل لازال في الصف الخامس.
كانت السيدة تومسون تشمئز من تيدي ستودارد لدرجة أنها تجد متعة في تصحيح الأوراق الخاصة به بقلم أحمر.. وتضع عليها علامة x بخط عريض، ومن ثم تقوم بكتابة عبارة راسب أعلي الورقة الخاصة به.
في المدرسة التي كانت تعمل بها السيدة تومسون، طلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة للتلاميذ.. فوضعت سجل تيدي في النهاية، وبينما كانت تراجع ملفه رأت شيء غريب.
تيدي ستودارت في الصف الأول
رأت السيدة تومسون أن معلم الصف الأول كتب عن تيدي ستودارد ما يلي:
تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح المرح، كما إنه يؤدي عملة بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما يتمتع بروح الفكاهة ويتمتع بالأخلاق الحسنة.
تيدي ستودارد في الصف الثاني
كتبت معلمة الصف الثاني عن تيدي ما يلي:
تيدي تلميذ نجيب ويحب زملائه في الصف، وهم أيضًا يحبونه، ولكنه منزعج بسبب أن والدته أصابها مرض السرطان، وذلك جعل الحياة في المنزل سيئة وشاقة.
تيدي ستودارد في الصف الثالث
وجدت السيدة تومسون أن معلمة الصف الثالث قالت عن تيدي ما يلي:
كان لوفاة والدة تيدي وقع صعب عليه وعلى كونه مازال طفلًا.. ولكنه بالرغم من ذلك حاول الاجتهاد وبذل مجهود شاق ولكن والده لم يكن مهتمًا به.. وذلك الوضع في المنزل سوف يؤثر عليه بشكل سريع وملحوظ إن لم يتم اتخاذ بعض الإجراءات.
تيدي ستودارد في الصف الرابع
كتبت معلمة الصف الرابع أن تيدي تلميذ منعزل على نفسه ولا يظهر أي اهتمام بالدراسة، كما أنه ليس له أصدقاء وينام في الدرس أحيانًا.
تكملة قصة تيدي ستودارد
أدركت السيدة تومسون مشكلة تيدي، وشعرت بالسوء حيال ما كانت تفعله معه.
في إحدى الأيام أحضر لها التلاميذ الهدايا الخاصة بعيد الميلاد ملفوفة بأشرطة جميلة وورق براق وبشكل أنيق.. ماعدا تيدي كانت هديته ملفوفة بشكل مهمل وببعض أوراق البقالة وبعدم انتظام.
تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي وضحكوا التلاميذ عندما شاهدوا الهدية المكونة من عقد مكون من بعض الماسات المزيفة ناقصة الأحجار، وزجاجة عطر ليس بها إلا الربع فقط.
لكن سرعان ما توقفوا التلاميذ عن الضحك عندما عبرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بالهدية.. ثم ارتدت العقد ووضعت قطرات من العطر على معصمها، وفي ذلك اليوم لم يذهب تيدي بعد انتهاء اليوم الدراسي إلي بيته مباشرةً، بل انتظر لرغبته في التحدث مع المعلمة.
قال تيدي للمعلمة عندما ذهب للتحدث معها بأن رائحتها أصبحت مثل رائحة أمه الآن.. وعندما غادر تيدي والتلاميذ انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة طويلة، وذلك لأن تيدي أحضر لها العطر الذي كانت تستخدمه والدته.
بعد ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة والكتابة والحساب وبدأت في تدريس الأطفال كل المواد (معلمة فصل).. وقد أولت المعلمة اهتمام خاص بتيدي، وحينها بدأ مستوى الطفل أن يتحسن وبدأ يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كلما كان يستجيب أكثر.
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا..
نقطة التحول في حياة تيدي ستودارد
في نهاية العام الدراسي أصبح تيدي من أكثر التلاميذ المميزة في الفصل، ومن أكثر التلاميذ الذكية، كما أصبح أحد التلاميذ المدللة لدى المعلمة تومسون.
بعد مرور عام وجدت السيدة تومسون رسالة عند باب منزلها.. وكانت من التلميذ تيدي يقول فيها أنها أفضل معلمة قابلها طول حياته.
ثم بعد ذلك مضت ست سنوات ولم تلتقي أي أخبار عنه، وبعدها أرسل لها رسالة قال فيها أنه أكمل المرحلة الثانوية وحصل على المرتبة الثالثة في فصله.. وبالرغم من ذلك هي لا تزال أفضل معلمة قابلها في حياته.
ثم أرسل لها رسالة بعد أربع سنوات يقول لها بأن الدراسة في الكلية أصبحت شاقة.. وإنه يبقى جالس في الكلية لأوقات طويلة، وسوف يتخرج من جامعته في وقت قريب بدرجة الشرف الأولى، وبالرغم من ذلك أضاف بأنها أفضل معلمة قابلها في حياته.. ومرت 4 سنوات أخرى وأرسل لها رسالة تتضمن أنه بعد حصوله علي درجة البكالوريوس.. قرر أن يتقدم في دراسته، وأكد لها أنها لازالت أفضل معلمة قابلها في حياته، ولكن كان هذه المرة كان اسمه أطول قليلًا، كان اسمه الدكتور ثيودور إف ستودارد.
تواصل تيدي المستمر مع معلمته
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد تلقت السيدة تومسون خطابًا آخر بعد عدة سنوات عبارة عن دعوة من كلية الطب لحضور الحفل الخاص بتخرج الدفعة، وتم التوقيع عليها باسم ابنك تيدي.
وافقت المعلمة تومسون على الدعوة وذهبت إلى حفل التخرج.. والغريب في الأمر إنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أعطاه لها تيدي في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة، والأغراب إنها حرصت على وضع نفس العطر الذي كان قد ذكره بأمه فيما سبق.
احتضن كل منهما الآخر وهمس في أذنها قائلًا أشكرك علي ثقتك التي وضعتيها في.. وأشكرك شكرًا جزيلًا علي كونك لكِ الدور الأول والأساسي في شعوري بأنني مهم، ويمكنني أن أكون مميزًا في يوم من الأيام.
ردت السيدة تومسون والدموع في عينيها وقالت: أنت من علمني كيف أكون معلمة مميزة، لم أكن أعرف ذلك حتي قابلتك.
من ثم بعد التخرج قابل تيدي فتاة وتزوجها، وكان أباه قد توفى قبل زواجه بعامين.
بعد ذلك أصبح تيدي طبيب مشهور لديه جناح باسم مركز ستودارد لعلاج السرطان في مستشفي ميثوددست.. والذي يُعد من أفضل مراكز العلاج على مستوي الولايات المتحدة، وبذلك نكون أنهينا قصتنا وأجبنا لكم عن سؤال ما هي قصة تيدي ستودارد.
هكذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال ما هي قصة تيدي ستودارد منذ الصغر مرورًا بوفاة والدته وقصة كفاحه مع معلمته بعد أن أبدت اهتمامها به.. وتعرفنا أيضًا على مساره حتى أصبح في المكانة التي يتمتع بها الآن، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.