من الضروري معرفة طرق تدريس حروف الهجاء قبل البدء في تعليم الطفل لتلك الحروف، حتى يتم اختيار الطريقة التي تناسبه، وذلك وفقًا للمرحلة العمرية التي يمر بها؛ حيث يوجد العديد من المراحل التي يمر بها من يتولى مهمة تعليم الطفل لتناسب عمر الطفل.
لذا سيصحبكم موقع شملول عبر جولة قصيرة لنتعرف سويًا من خلالها على أفضل طرق تدريس حروف الهجاء، والمراحل التي تتطلبها.. كل ذلك وأكثر ستجده خلال السطور التالية.
طرق تدريس حروف الهجاء
إن تعلم الحروف الهجائية من أسس تعليم القراءة والكتابة، وهي أولى الخطوات التي يجب أن يرتكز عليها كل من أراد أن يبدأ عملية التعليم بصفة عامة.
حيث تعتبر مرحلة الروضة من أهم المراحل في حياة الطفل التعليمية؛ لأنه من خلالها يمكن بناء أساس جيد للطفل قبل البدء في مراحل التعليم المختلفة في المدرسة، وفيما يلي سنعرض لكم أفضل الطرق الخاصة بتدريس حروف الهجاء.
طريقة تدريس الحروف بالكلمات
تعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق التي يتبعها المعلمون في تعليم الحروف الهجائية، وتكون بتعريف الطفل نطق الحرف وشكله.. ثم يتعلم معها كلمة أو اكثر تبدأ بذلك الحرف، ولكن لابد أن تتحقق الشروط التالية:
- أن تتكون الكلمة من ثلاثة حروف أو أربعة حتى يسهل على الطفل حفظها، وكتابتها.
- يجب أن يعرف الطفل عدة كلمات أخرى بجانب الكلمة الأساسية حتى يعتاد على تهجي الحرف، ولا يرتبط في ذهنه بكلمة واحدة أو اسم واحد.
- يفضل أن يتم ربط الحروف بكلمات من واقع الطفل.. أي لا تقتصر على الكلمات الأساسية لكل حرف، بل يمكن أن تشير إلى أي أداة يستخدمها الطفل في حياته اليومية، وتبدأ بالحروف التي سبق وأن درسها.
- إن هذه الطريقة فعّالة جدًا وأثبتت نجاحها، لكن لا يُفضل أن يبدأ تعليم الطفل بها.. خاصة إذا كان في مرحلة عمرية صغيرة، فهي تناسب الطفل بعمر 4 سنوات أو أكثر.
طريقة تدريس الحروف بالغناء
تعد من طرق التدريس المحببة جدًا عند الأطفال وتناسب المراحل العمرية الصغيرة، ويمكن للشخص الذي يقوم بتعليم الطفل أن يستعين بالأغاني والأناشيد التي توجد في المواقع الإلكترونية، أو الكتب الكثيرة التي تحتوي على مناهج لتعليم الطفل.
على الرغم من أن تعليم الحروف بالأغاني والأناشيد من الوسائل المثالية في تعليم الطفل، لكن لابد أن تقتصر على أنها وسيلة مساعدة، وليست طريقة أساسية في تعليم الطفل؛ لذا يجب أن يكون ملازمًا لها استخدام الرسومات والألوان والصور، ولا تكون أغاني وأناشيد مسموعة فقط.. بل يلازمها فيديوهات حتى تترسخ في ذهن وذاكرة الطفل.
طريقة تدريس الحروف بالقصص
تعتبر من الطرق الشيقة جدًا للطفل، وتتميز هذه الطريقة بجذب انتباه الطفل، والشعور بالرغبة في التعلم عند الطفل، وتكون بقراءة قصة بطلها هو الحرف الذي يتعلمه الطفل، كما تعد من الطرق التي ترسخ في ذهن الطفل، ويمكن أن يستعين المعلم بالقصص المصورة أو القصص الموجودة في المنصات المختلفة مثل منصة اليوتيوب.
كما يجب مراعاة أن تشتمل القصة على كلمات تبدأ بنفس الحرف، وأن يكون الشخصيات الموجودة في القصة عبارة عن حروف تم دراستها أو أسماء عدد من الحيوانات.. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تحمل هدف أخلاقي إلى جانب الهدف التعليمي.
طريقة تدريس الحروف بالألعاب
إن الطفل في تلك المراحل العمرية الصغيرة يميل إلى اللعب والتلوين والإثارة، وتعتبر هذه الطريقة مناسبة جدًا لعمره ونشاطاته.. كما تناسب كثيرًا الأطفال الذين لديهم فرط في الحركة.
يمكن للأم أن تقوم بابتكار ألعاب حركية أو التلوين أو الرسم بالأشكال والألعاب.. كما يمكن استخدام طرق تدريس حروف الهجاء بالألعاب في مرحلة التدريب، ويعتبر استخدام ورق الصنفرة من الوسائل الناجحة والرائعة في هذه الطريقة؛ حيث إنها تساعد الطفل على التعرف على الحروف وحب كتابتها والتلوين، وعند استخدام الأقلام الملونة واللامعة يشعر الطفل بأنه يلعب ويرسم ويخرج من إحساس الملل.
كما تتضمن تلك الطريقة أيضًا إمكانية لصق الحروف على الكرات، وتسجيل الأهداف في السلة بالحروف الصحيحة.. وغيرها من الألعاب المتوفرة لدى الطفل، ويمكن أن تقوم الأم بتصميم الألعاب يحبها الطفل وتحويلها لطريقة للتعلم.. كذلك يمكن شراء الأطعمة التي على هيئة حروف من المحلات؛ حيث إن لها دور فعال في جذب انتباه الطفل إلى أسمائها والبحث عنها.. كما يمكن عمل المخبوزات المفضلة للطفل وتزيينها على أشكال الحروف التي يتعلمها الطفل.
الطريقة التكاملية في التدريس
يمكن أن نربط جميع الطرق السابقة في طريقة واحدة متكاملة، وتكمن تلك الطريقة في تدريس الحروف للطفل عن طريق الكلمات، من ثم دمجها في نشيد أو قصة عن نفس الحرف.. إلى جانب وجود عدد من الألعاب التي يمكن من خلالها القيام بذلك الأمر؛ حيث إن الأطفال في تلك المرحلة يستمتعون بمثل تلك الألعاب.
مراحل العملية التعليمية
بعدما تطرقنا إلى توضيح طرق تدريس حروف الهجاء التي يمكن اتباعها من أجل تعليم الطفل للحروف الهجائية.. توجب علينا أن نوضح لكم عدد من الاعتبارات الهامة أولًا قبل البدء في تلك المراحل؛ لأنها ستساعد كثيرًا في عملية التعليم، وسنوضحها لكم خلال السطور التالية.
التخطيط
يجب التخطيط لأي شيء قبل البدء فيه؛ حيث إن ذلك الأمر يساهم كثيرًا في نجاح أي نشاط أو عمل، وبالتأكيد من أهم المراحل التي يجب أن يضعها من يقوم بتعليم الطفل في اعتباره، فالتخطيط الجيد يساعد على سهولة العملية التعليمية التي سنقوم بها.
الشمولية
ينبغي أن تتسم الخطة بالشمولية، بحيث تشتمل على الأطر العامة كاملة التي تحيط بعملية تعليم الحروف الهجائية؛ لذا يتوجب علينا أن نحدد الهدف المراد من تلك الخطة أولًا، والذي يكمن في أن يتعلم الطفل الحروف كاملة وأن يكون قادر على تمييزها ونطقها وكتابتها.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يحدد الشخص القائم على عملية التعليم المدة الزمنية اللازمة للطفل حتى ينهي مرحلة التعلم، فعلى سبيل المثال أن يقوم المعلم بتحديد 3 أشهر.. يكون الطفل بعد انقضائها قادرًا على تمييز ونطق وكتابة الحروف.
كذلك يجب أن يضع في خطته الزمن الذي سيعلّم خلاله الحروف كل يوم أو يومين، والوقت الخاص بكل مرة مثل أن يحدد ساعة كاملة أو أكثر وفقًا لمدى استيعاب الطفل.
يمكن أن تشمل الخطة النفقات التي ينفقها الشخص القائم على عملية التعليم؛ لتغطية كافة احتياجات الطالب من أدوات، وكتب، وجوائز.. وغيرها من النفقات الأخرى.
المرونة
تعد المرونة من السمات الهامة للخطة التي يضعها المعلم، ويقصد بها إمكانية التغيير والتبديل، بل والقدرة على وضع أمور جديدة، بحيث يكون المعلم قادرًا على استيعاب التغيرات التي تطرأ أثناء تعليم الطفل للحروف الهجائية، كما يعطيها القدرة على الاستمرارية، وعدم الانقطاع أو التوقف أو الفشل.
الوضوح
على الرغم من أهمية مرونة الخطة التعليمية، إلا أنه يجب أيضًا تكون واضحة ومحددة الأهداف، فذلك الأمر لا يقل أهمية عن المرونة، لأن كثرة التغييرات قد تفقد الخطة القدرة على تحقيق الهدف ونجاحها بشكل عام.. فلابد أن تسجل الأم أو يسجل المعلم خطته، وأن تتسم الخطة بمعالم واضحة ومحددة الأهداف والزمن والنفقات.. وكل ما تحتاجه عملية التعليم حتى تصل لهدفها في آخر النشاط التعليمي.
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا:
تحديد طريقة التدريس
بعد الانتهاء من الخطوات السابقة.. يأتي الدور على تحديد الطريقة المناسبة للتدريس، وذلك من خلال أحد طرق تدريس حروف الهجاء التي أوضحناها في بداية الموضوع، مثل التدريس عن طريق الغناء، القصص، أو الألعاب.. إلخ.
اختيار الأدوات
تعد مرحلة تجهيز الأدوات من المراحل التي تمكن الشخص القائم على تعليم الطفل من البدء في عملية التعليم بسهولة، وتنفيذها بدقة، فيجب أن يقوم المعلم بإعداد طرق التدريس المناسبة للمرحلة العمرية للطفل، واختيار الأدوات اللازمة لتلك المهمة.
من تلك الأدوات الألوان الملونة واللامعة، بطاقات تعليمية مرسوم عليها الحروف والكلمات، قصص عن الحروف، كتب وكراسات وأدوات الكتابة، إعداد بعض الألعاب ولصق الحروف على الألعاب الموجودة.. وغيرها من الأدوات التي تتوافق مع كل طريقة تدريس.
التهيئة الشاملة
تعد تهيئة الطفل من أهم المراحل التي يجب أن تلقى اهتمامًا من المعلم خلال فترة التعليم، وتشمل عدة أمور وهي:
- تهيئة الطفل نفسيًا من خلال توطيد العلاقة بين الذي يقوم بالتدريس والطفل، وتحسين العلاقة يكون باللعب، والهدايا البسيطة، والمشاركة في الحديث وأوقات المرح.
- يجب تهيئة المكان الذي سيتعلم فيه الطفل، ويفضل أن يكون مكان يتوفر فيه التهوية الجيدة والإضاءة اللازمة، وأن يكون مكان هادئ ونظيف ومرتب.
- تهيئة الوقت الذي سيتعلم فيه الطفل، فيجب تحديد وقت لا تكون فيه زيارات أو حضور أطفال أو أقارب، أو الوقت الذي يعتاد الطفل فيه على تناول وجباته الأساسية.
- كذلك يجب أن يحاول المعلم جاهدًا على تحسين العلاقة بينه وبين الطفل، وأن يجعل العلاقة علاقة قوية، فإذا كان يتعامل مع الطفل سابقًا بتدليل زائد عليه أن يغير من سلوكه قليلًا.. أما إذا كان سلوكه يتسم بالصرامة والجدية الزائدة في معاملة الطفل عليه أن يغير هذه المعاملة؛ حيث إن التوسط في المعاملة هو أفضل طريقة لمعاملة الطفل.
التنفيذ
بعد التخطيط والإعداد تأتي مرحلة التنفيذ، وفيها ينفّذ الذي يقوم بتدريس الطفل ما قام به في المرحلتين السابقتين، ويجب أن تتسم تلك المرحلة بالسهولة والتبسيط والبعد عن التعقيد.
فيجب على الأم أو من يقوم بتعليم الطفل أن ينفذ طريقة التدريس بشكل سهل وبسيط ومرح؛ لأن ذلك الأمر سيشعر به الطفل، ولابد أن يبتعد تمامًا عن التعقيد.. بحيث لا يعتمد على أفكار كثيرة ولا وسائل متعددة، بل يحاول قدر الإمكان أن يستخدم الوسيلة التعليمية والطريقة المناسبة في الوقت المناسب.
يمكن تعميم تلك المراحل في جميع الخبرات التي نهدف أن يتعلمها الطفل، وليس في تدريس الحروف الهجائية فقط؛ لأن تلك المراحل تهدف في الأساس نجاح العملية التعليمية، ويمكن الاستفادة منها بطرق شتى.
يجب تقييم طرق تدريس حروف الهجاء التي نستخدمها لتعليم الطفل، وذلك عن طريق اختبارات وأسئلة بسيطة مناسبة لعمر الطفل حتى نتأكد من أن الطريقة التي اخترناها من بين كافة الطرق هي الطريقة المناسبة.
بعض النصائح الهامة
قبل البدء في اتباع طرق تدريس حروف الهجاء هنالك بعد النصائح الهامة التي يجب معرفتها واتباعها:
- يجب على الشخص القائم بعملية التدريس تهيئة نفسه ثقافيًا ونفسيًا أولًا، فيجب أن يطلع على بعض الكتب التربوية، والمعلومات التثقيفية الخاصة بمرحلة الطفولة، وطرق التدريس الحديثة أولًا بأول.
- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، فكل طفل يختلف عن الآخر؛ لذا فالطريقة التي تنجح مع طفل ليس شرطًا أن تنجح مع طفل آخر.
- هناك بعض الأطفال يعانون من صعوبات التعلم، فيمكن استشارة طبيب نفسي للأطفال، وعمل الفحوصات اللازمة والاختبارات التعليمية التي تقيس مستويات التعلم ونسبتها لدى الطفل، كما سينصح الطبيب ببعض التوجيهات والنصائح التي تساعد الطفل لتحسين حالة الطفل بشكل كبير.
- الاهتمام بالغذاء الصحي المتكامل يساعد كثيرًا على رفع ذكاء الطفل واستيعابه، وحمايته من الأمراض التي تتسبب في الانقطاع عن التعليم.
ذكرنا فيما سبق بعضًا من طرق تدريس حروف الهجاء، والمراحل الهامة في تعليم الحروف، فالمرحلة الأولى هي التخطيط، والمرحلة الثانية هي الإعداد، ويكون الإعداد عن طريق عدة خطوات، والخطوة الأولى في الإعداد هي تحديد طريقة تدريس من بين عدة طرق تدريس حروف الهجاء وخطوة إعداد الأدوات ثم التهيئة الشاملة، ثم تأتي المرحلة الثالثة التنفيذ، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.