هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب ؟

مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعًا عالميًا فهل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب السكري هو مرض العصر حيث يشجع نظام الحياة الحديث على الإصابة به، لذا سنعرفكم اليوم من خلال موقع شملول على هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب؟ كما سنقوم بعرض كافة المعلومات التي تتعلق بالموضوع.

هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب؟

السكري مرض وراثي أم مكتسب ؟

يمكننا تعريف مرض السكري باختصار على إنه مرض ارتفاع نسبة سكر الجلوكوز في الجسم عن النسبة العادية، هذا السكر مصدر طاقة مهم للجسم والمخ بشكل خاص.. لذا يجب الحفاظ على نسبته الطبيعية حتى يؤدي هذا لخلل يعيق الجسم عن أداء وظائفه بشكل سليم.

المشكلة تكمن في ارتفاع نسبة المصابين به عالميًا فمثلًا نسبة المصابين به في دولة الإمارات 20% وفي السعودية 23% وفي الكويت 13% هذا بالإضافة لدول أخرى كثيرة في كل مكان بالعالم، فوصل الأمر أنه لا توجد دولة تخلو خلاء تام من المصابين بهذا الداء.

ما ساعد على تفشي المشكلة هو نظام الحياة الحديث من حيث الاعتماد بشكل كبير على الوجبات السريعة والجاهزة.. بالإضافة لفترات طويلة سواء في العمل أم المنزل، هذا إذا تغاضينا عن الخمول والكسل اللذان يعتبران عوامل متواجدة بشكل جلي في حياة الكثير من المراهقين وغيرهم.

لذا مع ارتفاع نسب الإصابة به عالميًا، يأتي سؤال محفوف بالخوف وهو هل السكري مرض وراثي أم مرض مكتسب؟ حيث كان الاعتقاد الشائع أن الوراثة هي سبب رئيسي للإصابة بالسكري.. إلا أن هذه معلومة مغلوطة فالوراثة عامل مساعد وليس عامل مسبب رئيسي في حدوث المرض.

لذا إذا كان الشخص لديه مصابين بالسكري في عائلته فهذا عامل مساعد يرفع احتمالية الإصابة بالسكري فقط في حالة توافر مع هذا العامل العوامل البيئية اللازمة مثل: الإكثار من الدهون وخاصة الدهون المهدرجة.. وقلة النشاط.. وتبني نظام غذائي غير صحي، عندها تكون احتمالية الإصابة أعلى من الشخص العادي.

حول الوراثة ومرض السكر

في حالة كانت الأم مصابة بهذا الداء فهنا احتمال انتقال هذا المرض للطفل يكون 3% إذا كانت الأم أكبر من 25 عام وتقل هذه النسبة 1% إذا كانت أقل من هذا السن، أما في حالة الأب تكون النسبة دائمًا بين 5% و6%.

في حالة إصابة أحد الأخوة بالسكري فعندها يكون مؤشر احتمالية الإصابة به أعلى، ذلك أنه في حالة الإخوة المصابين ترتفع نسبة الإصابة به لـ 8%.. لكن أعلى معدل للإصابة به يأتي في حالة أن كلًا من الأم والأب مصابين به.

علاقة أنواع داء السكري بالوراثة

جدير بالذكر أن احتمالية إصابة الفرد بداء السكري تتغير من نوع سكري إلى آخر.. لذا سنقوم بعرض كل نوع من هذه الأنواع مع بعض المعلومات حول كل نوع وعلاقته بالوراثة، وذلك في الآتي:

أولًا: السكري من النوع الأول

يحدث في هذا النوع أن مناعة الجسم تقوم بمهاجمة الأنسولين الذي يقوم البنكرياس بإنتاجه ليجهز عليها ويدمرها، أي أن المناعة هنا تعامل أنسولين الجسم معاملة الأجسام الفيروسية الضارة والبكتريا.. يسبب هذا خلل في الجسم حيث تقل نسبة الأنسولين أو يتدمر وجود الأنسولين تمامًا.

هذه المشكلة تسبب تراكم السكر في الدم بدلًا من انتقاله إلى أجهزة الجسم المختلفة لتغذيتها.

جرى الاعتقاد بأن هذه المشكلة تحدث لعوامل وراثية بالإضافة لنظام حياة غير صحي للشخص المصاب، كما يشاع أن بعض الفيروسات المنتشرة في الهواء مثل: فيروس الحصبة تؤدي إلى ارتفاع احتمالي الإصابة بهذا المرض.. ولكن السبب الدقيق المباشر للإصابة بهذا النوع لا يزال لم يتم اكتشافه حتى اليوم.

كما يجدر بنا ذكر أن المصابين بهذا الداء يكثر عددهم في المناطق ذات الطبيعة المناخية الباردة، كما أن الطفل الذي يحصل على رضاعة طبيعية يقل لديه احتمال الإصابة بهذا النوع.

ثانيًا: السكري من النوع الثاني

هنا تقوم خلايا الجسم بمقاومة الأنسولين.. فيلجأ البنكرياس لزيادة ضخ الأنسولين في الجسم، ولكن تكمن المشكلة في أن هذه العملية ترهق البنكرياس حتى يتوقف عنها تدريجيًا ويتوقف عن إنتاج الأنسولين نفسه.

هذا النوع هو الشائع بين الناس.. فنسبة المصابين به تتراوح في حدود الـ 90% فما أكثر من إجمالي المصابين بداء السكري بكل أنواعه في العالم.

تزداد احتمالية الإصابة به مع تقدم السن، بالإضافة إلى لعب نمط التغذية الغير صحي دور كبير في رفع نسبة الإصابة به، ضف إلى هذا الخمول وعدم ممارسة الرياضة وحرمان الجسم من حاجته اليومية للحركة ويمكننا عندها أن نقول أن عليك أن ترحب بداء السكري كنمط حياة.

يدلي بعض الأطباء بأن الوراثة عامل من عوامل الإصابة به لكن هذا لم يتم إثباته بشكل قاطع.. إلا أن المثبت فقط هو أن الوراثة ترفع من نسبة الإصابة بهذا الداء مهما كان نوعه، إلا أن السكري مرض يسهل تجنبه بتبني نظام حياة صحي.

ثالثًا: سكري الحمل

في فترة الحمل تصاب فئة من النساء بمرض السكري ولكنه لا يكون ملازمًا للمرأة طوال حياتها بل يزول بعد الولادة، ينجم هذا بناء على إفراز الجسم لمجموعة هرمونات إضافية للاهتمام بصحة الجنين.. هذا الهرمونات تحفز خلايا الجسم على مهاجمة الأنسولين، لذا فبمجرد الولادة واستقرار الهرمونات مجددًا تختفي المشكلة.

إلا أن البعض ذهب بأن الأم التي تصاب بهذا الداء أثناء فترة الحمل ترتفع لديها احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني في مراحل متقدمة من عمرها.. لذا يجب على الأم الاهتمام بصحتها لتجنب الإصابة به مستقبلًا.

لم يتم إثبات أن سكري الحمل يتم توريثه يقينًا ولكن في جميع الأحوال يجب المتابعة مع الطبيب المختص ليزودك بالأدوية المناسبة لتخفيف الأعراض وتجنب تفاقم المشكلة أو الإضرار بالجنين.

رابعًا: السكري ذاتي المناعة الخافي

هذا النوع هو شكل متطور من أشكال سكري المناعة الذي سبق ذكره، يطلق البعض عليه سكري المناعة الخافي للبالغين.. ذلك أنه يصيب البالغين بعد سن الـ 30.

يمكن الحيلولة دون الإصابة بهذا النوع بتولية الجسم عناية خاصة بعد سن الـ 30 من حيث الحرص على اتباع نظام غذائي صحي يمنح الجسم حاجته من العناصر الغذائية دون إسراف، بالإضافة إلى أن الحركة مهمة لتجنب هذا الداء.

أما عن هل السكري مرض وراثي أم بيئي في هذا النوع؟ فيمكن أن نقول إنه الاثنان لذا احرص على زيادة الاهتمام بصحتك إذا كان بعائلتك أشخاص آخرين مصابين بهذا الداء.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا:

أقاويل شائعة حول مرض السكري

أقاويل شائعة حول مرض السكري

كالعادة تنتشر الإشاعات بخصوص مرض السكري مثل: إن المرض معدي إذا تم استخدام أدوات المريض وغيرها.. لذا سنقوم في النقاط التالية بالرد على بعض هذه الأقاويل بالمعلومات الصحيحة:

  • السكري لا ينتقل بالعدوى.. ولكن عمومًا إن التعامل بحذر حتى مع الأصحاء واجب لا رفاهية.
  • يجب تبني نظام رياضي فعلى خلاف الشائع بأن الرياضة تضر المصابين به نقول إن العكس هو الصحيح، لذا اغتنم وقت فراغك في ممارسة الرياضة بشكل ممنهج.
  • لن يشفى الطفل من داء السكري تلقائيًا عند الكبر لذا يجب تعليم الطفل كيفية الاهتمام بصحته منذ إصابته بالداء.
  • الأنسولين لا يعالج السكري بل هو دواء بمفعول محدود الأجل يساعد الإنسان على الحفاظ على نسبة السكر في دمه بشكل أشبه بالطبيعي.
  • أقراص علاج مرض السكر ليست أنسولين بل هي حبوب تساعد الجسم على إفراز الأنسولين أو استخدام المخزون الموجود بشكل جيد.
  • هل السكري داء جيني أم مرض بيئي؟ السكري مرض بيئي تزداد احتمالية الإصابة به لعوامل وراثية، إلا أنه ليس شرط أن يورث المصاب جميع أبناءه هذا الداء.. كما أنه ليس شرط أن وجود حاملي المرض في العائلة يعني حتمية الإصابة به.

أعراض الإصابة بالسكري

مرض السكري عمومًا ليس مرض خطير كالسرطان أو الإيدز وهكذا، ففي المجمل هو مرض يسهل تجنب الإصابة به ويمكن التعايش معه إذا تم الإصابة به.. ولكن إذا أهمل الشخص في العلاج فعندها تظهر عليه الأعراض الآتية:

  • الرغبة في التبول بشكل أعلى من الأشخاص العاديين.
  • الرغبة النهمة للسوائل والعطش الدائم.
  • جفاف الفم.
  • شهية كبيرة للطعام.
  • سرعة التعب.
  • الإغماء (غيبوبة السكر).
  • خسارة الوزن.
  • وجود رائحة منفرة في الفم، ويرجع هذا لما يسمى بتحمض الدم الكيوتني الذي ينجم عن لإصابة بالسكري.
  • تشوش الرؤية.
  • الرغبة في الغثيان.
  • مشاكل قلبية في مراحل متقدمة.

يجدر بنا الإشارة إلى أن السكري من النوع الثاني لا تظهر أعراضه على الشخص بوضوح إلا في الحالات المتقدمة منه، ولكن خلاف ذلك فيعيش الشخص حاملًا المرض وهو لا يدرى بوجوده، ولا يتم اكتشافه إلا بالصدفة.

علاج داء السكري

بعد أن علمنا إجابة هل داء السكري وراثي أم مكتسب؟ وعلمنا أعراضه علينا الآن أن نتطرق لكيفية علاجه.

العامل الأهم في العلاج هو المتابعة الطبية حتى يقيس الطبيب مستوى السكر في الدم، ويزود المريض بالعلاج المناسب.. ذلك بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها مع العلاج وهي:

  • تجنب كافة الدهون المهدرجة.
  • الإكثار من شرب السوائل.
  • تجنب السكريات.
  • تجنب المشروبات الغازية.
  • النوم المبكر.
  • اتباع نظام رياضي مناسب للحالة.
  • تجنب الإهمال في الصحة بشكل عام.

الجدير بالذكر أنه في الوقت  الحالي يتم إجراء المزيد من الأبحاث حول مرض السكري، وربما ذات يوم سيتم إيجاد علاج نهائي للمرض.

بعد أن علمنا إجابة سؤال هل السكري مرض جيني أم داء مكتسب؟ ندرك الآن إننا نقف أمام مرض تكون نتاج مزيج فريد من عوامل الإهمال الصحي والعوامل الوراثية التي ترفع نسبة الإصابة بالمرض، لذا اغتنم صحتك قبل مرضك وتجنب ما يمكن تجنبه من الأمراض باتباع روتين حياة مفيد، وقد عرضن لكم كافة المعلومات التي تفيد الموضوع.. ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *