ما هو حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان؟ وما حكم الذي يصلي في رمضان فقط؟ يُعد ترك الصلاة كبيرة من الكبائر التي يرتكبها العديد من الأشخاص، وقالت دار الإفتاء في ذلك أنه يجب على تارك الصلاة أن يبادر بالتوبة ويبدأ صلاته في الحال.
لذا فمن خلال موقع تجربتي.. سنعرض إليكم حكم الشخص الصائم الذي لا يصلي في رمضان في السطور التالية.
حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان
أصدرت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء أن من صام في رمضان وهو لا يصلي فإن صيامه صحيح وغير فاسد؛ وذلك لأن صحة الصوم لا يشترط لها إقامة الصلاة، لكنه من جهة أخرى آثم شرعًا، وذلك لأنه ترك صلاته.. وترك الصلاة يعد ارتكاب لذنب وكبيرة من الكبائر.
كل عبادة من العبادات التي فرضها الله علينا لها أركانها وشرط خاصة بها، ولا يجب أن يتم ربط هذه الشروط والأركان بأداء العبادات الأخرى، إن قام المسلم بأدائها على الوجه الصحيح وترك غيرها فإن الله يجزيه بها ويبرأ ذمته من ناحيتها.. أما تركه للعبادات الأخرى يأثم لتركه لها.
إن الصلاة والصيام من أعظم أركان الإسلام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”.
فمن ترك الصوم والصلاة معًا جاحدًا للفريضة يكون كافرًا باتفاق جميع أهل العلم، أما من ترك الصلاة كسلًا فقد اختلف فيه أهل العلم، لكن الراجح في ذلك في هذا أنه خارج عن ملة الإسلام.. أما من ترك الصوم كسلًا فإن جماهير أهل العلم لا يقوموا بتكفيره، ولا يوجد دليلًا صحيحًا على كفره.
يقول البعض أن من صلى وترك الصوم فإنه يعد مقترفًا اثمًا عظيمًا، معرضًا نفسه للعقاب الشديد.. أما من صام وترك الصلاة، فإن صومه لا ينفعه وذلك بناءً على القول بكفر تارك الصلاة، كما أنه الصلاة لا تسقط عن العبد ما دام لديه عقل.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ”.
الواجب فعله مع تارك الصلاة في رمضان
بعد أن ذكرنا لكم حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان، سنذكر لكم الواجب فعله معه.
لا يجب أن نقول للمسلم الذي يصوم ولا يصلي.. اترك الصيام لأنك لا تصلي، لكن يجب علينا أن نقدم له النصيحة وأن نذكره بشأن الصلاة وحكم من تركها، وخطرها.. بالإضافة إلى نصح المصلي الذي يعمل في بيع الخمور، لا يجب أن نقوم بنهيه عن الصلاة، إنما نقول له أنه يجب عليه ترك هذا العمل.
حكم الذي يصلي في رمضان فقط
مما لا شك فيه أن ما يقوم بفعله خطر عظيم عليه، وذلك لأن صيامه في رمضان فقط وترك باقي العام لا يفيده بشيء، لكن إن تاب وعاد مرة أخرى إلى الله، وأدى جميع عباداته جيدًا فإنه الله يتوب عليه.. والدليل على ذلك قوله -تعالى-: “فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)”.
إن من أعظم المصائب التي يُبتلى بها الكثير هي ترك الصلاة، تُعد الصلاة عماد الدين كما أنها الفارق بين الكفر والإيمان، وقل صل الله عليه وسلم “إن بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”.. كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة”.
اتفق العلماء على أن من ترك الصلاة جحودًا لها، واختلفوا فيمن تركها تكاسلًا عنها، حيث قال أبو حنيفة أنها لا تكفر.. كما أن الشافعية والمالكية أيضًا أقروا بأنه لا يكفر، أما المشهور من مذهب أحمد أنه يكفر ويقتل ردة.
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا:
حكم صيام رمضان
يعد الصيام ركنًا من أركان الإسلام التي فرضها الله على المسلمين، والدليل على ذلك من كتابه العزيز، قال -تعالى-: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)”.
حيث فرض الله على المسلمين الصيام وأمرهم بها، كما كتبها على الأمم من قبلهم، والصيام هو الإمساك عن كافة المفطرات في شهر رمضان.. كما أن الله جل جلاله وصف الصيام بأنه أيام معدودات، وفيما يتعلق بالصيام أيضًا، قال الله -تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)”.
فضل صيام شهر رمضان
بعد أن ذكرنا لكم حكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان، وما الذي يجب أن نفعله معه، سنعرض لكم فضل صيام شهر رمضان الكريم.. ويوجد العديد من الفضائل حول صيام شهر رمضان، ومن هذه الفضائل ما يلي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه ربه عن الصيام: ” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به”، يوجد العديد من العبادات الأخرى التي تتضمنها عبادة الصيام، ومن أهمها الصبر، الصبر على ملذات النفس وشهواتها كالطعام والشراب.. فإن المسلم إذا ترك هذه الرغبات فإنه يحصل على أجر الصابرين، وخص الله -تعالى- الصيام بأن لها أجر عظيم مضاعف، وذلك لأن الله نسب الصيام إليه.
- ينال الصائم فرحتان: فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ”.
- أن الله -جل جلاله- يطيب فم الصائمين، أخرج البخاري في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن: “لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”.
- يجازي الله -تعالى- الصائمين في الآخرة بدخولهم الجنة من باب يسمى “باب الريان”، عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ”.
- في شهر رمضان يحصل الإنسان على الخير والرحمة والمغفرة من الله -سبحانه وتعالى-، بالإضافة إلى أنها فرصة جيدة لكي ينال فيها أعلى الدرجات، والعتق من النار، والأجور المضاعفة، والحسنات.
- يتم فتح أبواب الجنة في رمضان وغلق أبواب النار.. كما أنه يتم تصفيد الشياطين في شهر رمضان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ” إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”.
ذكرنا لكم في هذا الموضوع كل ما يتعلق بحكم الصائم الذي لا يصلي في رمضان، بالإضافة إلى ما الذي يجب أن نفعله معه.. فضلًا عن حكم الذي يصلي في شهر رمضان فقط، وحكم صيام شهر رمضان، وفضل صيام شهر رمضان المبارك لكافة المسلمين عند الله، ونرجو أن نكون قد قدمنا لكم النفع والفائدة.