قصة الكلب «هاتشيكو» والدروس المستفادة منها

تعتبر قصة الكلب «هاتشيكو» رمز للحب والوفاء والإخلاص، وذلك بسبب حزنه على صديقه الذي ظل ينتظره لمدة عشر سنوات حتى مات من الحزن عليه.. فجميعنا نعرف أن الكلاب تتصف بالوفاء ولكن من خلال تلك القصة سوف نتمكن من التعرف على معاني ومشاعر قيمة أيضًا، وسيقدم لكم موقع شملول هذه القصة بالتفصيل من خلال السطور التالية.

قصة الكلب «هاتشيكو»

اشتهرت قصة الكلب هاتشيكو في العالم كله بسببا ما تحمله من معاني ومشاعر قيمة.. وبطلها كلب بني اللون من نوع أكيتا إينو ولد في عام 1923 في مزرعة كانت بالقرب من مدينة أوداتي في محافظة أكيتا اليابانية.

بدأت قصة الوفاء للكلب هاتشيكو في عام 1924 عندما امتلكه البروفسور هيدسابورو أوينو.. وكان البروفيسور أوينو بروفيسور في قسم الزراعة في جامعة طوكيو، واعتاد الكلب هاتشيكو على مرافقة صاحبه كل يوم إلى محطة القطار عند ذهابه إلى العمل وكان ينتظره في محطة القطار حتى عودته من العمل حيث أصبح وقوف في المحطة شيء ليس بالغريب لمرتادي محطة شيبويا وزوارها الدائمين.

كان هاتشيكو ينتظر سيده حتى عودته وكان يستقبله بفرح كاستقبال الأطفال لآبائهم بقطع الحلوى، لكن الفرق بين الكلب هاتشيكو والأطفال هو أن هاتشيكو لم يكن ينتظر سيده مقابل الحلوى ولا أي مقابل آخر، بل كان يحتفل على طريقته الخاصة بعودة صديقه من الجامعة، ولم يؤثر ذلك الأمر على حياتهما فقط بل تعدى ذلك محيطهم الصغير ليصل إلى أفراد الحي جميعًا فقد صنع هاتشيكو روابط صداقة قوية مع كل أصحاب المحلات في الطريق إلى القطار ولقد علقوا به أيضًا.. كما أن الركاب العائدين من أعمالهم في محطة القطار كانوا يحملون مشاعر طيبة تجاهه.

أسوء يوم في حياة هاتشيكو

في أحد الأيام في شهر مايو من عام 1925 كان ينتظر هاتشيكو كعادته صديقه حتى يعود من الجامعة.. ولكنه كان يرى جميع الركاب الذين اعتاد على رؤيتهم، ولكنه لم يرى صديقه وظل ينتظره طيلة اليوم ولكنه لم يظهر.. فالأمر الذي لا يعرفه هاتشيكو أن صديقه قد أصيب بجلطة في المخ أثناء إحدى المحاضرات ولم يعود إلى المحطة بسبب ذلك.

البحث عن صديق هاتشيكو الضائع

هاتشيكو لم يعد إلى البيت وظل يبحث عن صديقه الضائع في جميع أزقة المدينة ولم يستطيع البقاء في البيت ابدًا، ورغم التعب والإرهاق الذي كان يشعر به هاتشيكو حزنًا على صديقه إلا أنه استمر في ممارسة الحياة والمرور كل صباح على بيت صديقه، ومع مرور الوقت أيقن هاتشيكو أن صديقه البروفيسور لن يعود مرة أخرى إلى البيت، فلم يذهب هو أيضًا إلى البيت مرة أخرى منذ ذلك الوقت.

أصبح يكتفي بالانتظار أمام باب المحطة حيث كان يستقبله ويودعه في الماضي وهذا ما استمر في تكراره يوميًا.. فقد كان يتواجد أمام الباب كل مساء في موعد قدوم القطار ولكن لم يرى صديقه بين الركاب الخارجين من محطة القطار.. فيجمع خيبته وينسحب إلى ظلام أزقه المدينة، وكان ينام في الشارع وينتظر حتى يأتي اليوم التالي على أمل أن يجد صديقه في اليوم التالي.

موت الكلب الوفي هاتشيكو

تعاطف العابرون والركاب الموجون بمحطة القطار مع هاتشيكو.. فهو يجلس على نفس الرصيف كل يوم فأصبحوا يجلبون الطعام له كل يوم  حتى يأكل في لحظات انتظاره لصديقه التي استمرت لمدة 10 سنوات.. ولو كان بإمكانه الانتظار أكثر لفعل ذلك، ولكن كان مقدر له الموت في أحد الأيام وهو ينتظر صديقه أمام باب محطة القطار، فتمدد على الأرض واستسلم للموت حتى يذهب إلى صديقه ويلتقيان مرة أخرى.

تمثال الوفاء لهاتشيكو  

قبل موت هاتشيكو بعام واحد وبالتحديد خلال عام 1933م، قام أحد الفنانين اليابانيين، ممن تأثروا بقصته، بنحت تمثال فني له.. وقامت بلدية المدينة بتدشين ذلك التمثال بمحطة القطار في حضور الكلب هاتشيكو نفسه الذي ظل ينتظر صديقه لسنين طويلة.. وفي عام 1948م قام فنان آخر بإبداله بتمثال جديد من البرونز، وأصبح اسم البوابة (هاتشيكو كوتشي) والتي تعني (مخرج هاتشيكو) وهي إحدى البوابات الخمس للمحطة.

أصبح المكان مشهور بتلك الواقعة، وتم إدراجه كمزار للسياح ومكانًا للقاء الأحباب والأصدقاء المنتظرين.. وفي خلال السنوات التالية لموته كتب الكثير من الكتب للتعبير عن وفاء ذلك الكلب، وتحدثت وسائل الإعلام المختلفة عنها لأيام وشهور، وفي الكتب المدرسية كان خير مثال على الوفاء.. وتم إخراج فيلم سينمائي له عام 1987 عنوان هاتشيكو مونو كاتاري.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا: 

الدروس المستفادة من قصة هاتشيكو

الدروس المستفادة من قصة هاتشيكو

تعتبر الكلاب من الحيوانات التي يفضل الكثير من الأشخاص تربيتها وذلك بسبب عدد أشياء كان دائمًا الوفاء أبرزها وأهمها.. فعلى الرغم من أن البعض لا يفضلون فكرة تربية أي نوع من الحيوانات في منازلهم، ألا أنهم يغيرون هذه الفكرة عندما يستمعون لمثل تلك القصص المعبرة والمؤثرة.

كما يوجد قصص عديدة تبرز لنا مدى وفاء الكلاب مع أصحابها، وكيف تحاول حمايتهم بكافة التطرق وترتبط بهم إلى أقصى درجة ممكنة، وقد كانت تلك القصة خير مثال على ذلك.. فقد يكون الكلب صديق وفي للإنسان أحيانًا أكثر من الإنسان نفسه، فمن يمكنها أن يتذكر صديقه لمدة 10 سنوات بشكل يومي.

يمكن استخدام تلك القصة لتوصيل رسالة واضحة وصادقة للكثير من الأطفال في المدارس، فهي تعد من أفضل القصص التي تحمل رسالة واضحة تتعلق بالوفاء والتقدير.. وبما أنها قصة حقيقية وواقعية فسوف يكون لها مردود جيد لدى الأطفال.

تبرز تلك القصة الوفاء والحب بين الإنسان والحيوانات وتأكد على ضرورة تكوين مثل هذه الروابط المميز التي يمكنها أن تضيف للإنسان تجارب جديدة ومفيدة.. وتجعله يشعر بالأمان في وجود صديق وفي وأمين لن يتردد لحظة في الدفاع عنه.

هكذا تعرفنا على قصة الكلب هاتشيكو بالتفصيل، وأوضحنا أهم المحطات في حياته، حيث كان شديد التعلق بصاحبه وانتظره لسنوات طويلة حتى مات حزنًا عليه، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم وأن تكون القصة قد نالت إعجابكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *