قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة، نقدمها لكم ضمن مجموعة القصص التاريخية ، حتى لا ينسى أبنائنا تاريخنا الحافل بالأمجاد والبطولات، سنقدم لكم اليوم سرد أحداث فتح الأندلس بالتفصيل .
من هو طارق بن زياد؟
أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أَضْيَعُ من الأيتام في مَأْدُبَةِ اللِّئام، وقد اسْتَقْبَلَكم عدوّكم بِجَيْشِهِ وأَسْلِحَتِهِ، وأَقْواتُه موفورةٌ، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفُكم ولا أقواتَ إلا ما تَسْتَخْلِصُونَه من أيدِي عدوِّكم.
هكذا بدأ طارق بن زياد كلامه لجنوده في معركة وادي برباط، وطارق بن زياد هو مولى مغرببي أمازيغي لموسى بن نصير، ويعتبر بن زياد من البربر الزناتين أو وفقاً لروايات أخرى النفزاوين.
أسلم والد طارق في عهد عقبة بن نافع، و وفقاً لمواصفاته الجسدية فكان طويل القامة، أشقر الشعر ، وقد كان أيضاً شاعراً مبدعاً.
فتح الأندلس طارق بن زياد كامل
أخلص طارق بن زياد لدينه الإسلام فكان عسكرياً شجاعاً، وقائداً ناجحاً، وكان من أشد المتحمسين لنشر الإسلام، وهذا ما جعله يجهز عدد ضخم من السفن، لتكون وسيلة عبوره عبر المضيق الفاصل بين أفريقيا وأوروبا.
وبالفعل عبر طارق المضيق بنجاح ، وسيطر على الجبل الذي أطلق عليه اسمه حتى الآن.
ثم تابع السير حتى وصل لبحيرة خندة، و هناك علم أن لذريق ملك الأندلس قد جمع له حشود ضخمة، فطلب طارق من موسى بن نصير العون، فأرسل إليه خمسة آلاف جندي.
التقى الجيشين عند وادي لكة ودارت بينهما معركة أنتهت بإنتصار المسلمين.
توغل طارق بن زياد في البلاد والمدن، ففتح قرطبة ثم طليطلة ثم شذونة والبيرة وغيرهم من المدن.
فرح طارق بن زياد بانتصاراته وكتب الى موسى بن نصير يبشره بإنجازاته، فتشجع هو الأخر وزحف الى الأندلس ، وفي طريقه فتح أيضا بلاد كثيرة كقرمونة إشبيلية وبرشلونة وقادش وجليقة وغيرهم حتى التقى الجيشان في النهاية بمدينة طلبيرة.
وتعاونا معا وفتحا الكثير والكثير من المدن ، حتى وصلهما أمراً من الخليفة بوقف تلك الفتوحات والعودة بالجيش الى دمشق.
والجدير بالذكر أن المسلمون قاموا بكل تلك الفتوحات وهم لم يتجاوز عددهم الثلاثين ألفاً.
تاريخ فتح الأندلس
الأندلس أو شبه الجزيرة الأيبيرية أو كما يطلق عليها اليوم إسبانيا والبرتغال، وتقع أقصى غرب قارة أوروبا ، تطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
وقد دخلها المسلمون عام 92هـ الموافق 771م، بقيادة طارق بن زياد وبأمر من والي المغرب موسى بن نصير ، في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك ، واستمرت تحت قيادة الدولة الإسلامية قرابة الـ 800 عام.
تلخيص قصة فتح الأندلس
وافق الخليفة الوليد بن عبدالملك على طلب موسى بن نصير لفتح الأندلس، ولكن اشترط عليه أن يرسل السرايا لإستطلاع الأمر قبل أن يغامر بجيش المسلمين في البحر.
وبالفعل أرسل سرية قوامها أربعمائة رجل ومائة فرس في أربعة مراكب بقيادة طريف بن مالك ، نزل طريف الى الجزيرة الخضراء التي تقع مقابل الأندلس مباشرة ونجح في السيطرة عليها ونسبة إلى أسمه بعد ذلك.
ويكون بذلك طريف هو أول من بدأ قصة فتح الأندلس، ثم عاد طريف مرة أخرى بعد أن استطلع المكان وطبيعته الإستراتيجية وجغرافية المكان ، وشرح كافة الأوضاع بالتفاصيل لموسى بن نصير.
وبعد مرور عام من عودته كان بن نصير قد جهز الجيش و أعد العدة، حيث أرسل جيشاً مكوناً من سبعة آلاف مقاتلاً من العرب والبربر بقيادة طارق بن زياد، والذي نجح في مواجهة جيوش النصارى الضخمة في معركة حامية الوطيس، ومنها اتجه الى قررطبة ففتحها.
وبسرعة كانت اخبار انتصار المسلمين قد وصلت الى حاكم طليطلة، الذي جهز جيشاً ضخماً من مائة ألف مقاتل، وتحرك الى الجنوب لقتال المسلمين.
عندما علم طارق بن زياد بقوة عدوه أرسل الى موسى بن نصير يطلب منه المدد، ويبشره بانتصاراته، فأرسل له خمسة آلاف مقاتلاً معظمهم من العرب تحت قيادة طريف بن مالك.
قصة فتح الأندلس
حدد طارق بن زيادة منطقة وادي لكّة لتكون ساحة القتال ضد لذريق، و بدأت المعركة في يوم 28 رمضان عام 92 هجرياً، واستمرت تلك المعركة الشرسة ثمانية أيام انتصر فيها المسلمين.
فأرسل طارق بن زياد الى مولاه موسى بن نصير يبشره بالفتح العظيم، وبدوره أرسل موسى الى الوليد بن عبدالملك ليخبره بإنتصاراتهم، وفي نفس الوقت أرسل الى طارق يأمره أن يتوقف حد قرطبة حتى يلحق به.
فولى موسى بن نصير ابنه عبدالله على القيروان، وعبر الى الأندلس عام 93 هـ ، ولكنه لم يسلك نفس الطريق الذي اتخذه طارق بن زياد، وبهذا نجح هو أيضاً في تحقيق انتصارات تُنسب له في مدن شذونة وقرمونة وإشبيلية وباجة وماردة .
وفي هذا الوقت كان أهل إشبيلية قد ثاروا على حاميتها من المسلمين وقتلوهم، فأرسل موسى إليهم ابنه عبدالعزيز ليعيد فتحها من جديد، ومنها افتتح عبدالعزيز لبلة.
ثم التقى جيشي موسى وطارق في طلبيرة، وسارا معاً فاتحين برشلونة ثم سرقسطة، و واصل المسلمون فتح كامل الجزيرة الأيبيرية حتى انتهوا منها عام 95هـ .
بإستثناء منطقة صغيرة تًسمى صخرة بلاي، وما إن قرر موسى بن نصير فتحها، حتى وصله أمر من أمير المؤمنين بوقف تلك الفتوحات والعودة الى دمشق هو وطارق بن زياد.
وقد صنف المؤرخين هذه المعركة بأنها من أشرس المعارك على مدار التاريخ الإسلامي.
وبعد ذلك بدأ دخول سكان الأندلس الى الإسلام سلماً و طواعية دون قتال أو إبادة.
وبعد سقوط الدولة الأموية أمام بني العباس، تحولت الأندلس الى إمارات موزعة على القبائل المسلمة، حتى ذهب إليها الأمير الأموي عبدالرحمن بن معاوية، الذي هرب من الشام ليسلم من بطش الأمويين، وسرعان ما نجح في التأليف بين القبائل وتوحيد الأندلس وتوسيعها .
الحكم الإسلامي للأندلس
ازدهرت الأندلس في فترة حكم المسلمين لها ، حتى انه لم يكن هناك بلد في العالم كله أكثر ازدهاراً وتطوراً منها وقتذاك، فعرفوا الهندسة المعمارية والثقافة والعلوم ، وانشأوا القناطر في جميع المناطق، وانتشرت صناعة السفن والأسلحة بها ، كما اتسع صدر المسلمين للنصارى الراغبين في الدخول الى الإسلام، وحرصوا على تعليمهم مباديء الدين الإسلامي، وأصبحت الأندلس أحدى منارات العلم.
كما ان المسلمين عملوا على نشر المساواة بين المسلمين والنصارى، و إلغاء الطبقية ، فلم يعتدوا على كنيسة قط.
وتعلم سكان الأندلس اللغة العربية وكانوا يتفاخرون بها.
ويرصد الباحثين أن الموسيقى الأندلسية هي خليط بين الشعر العربي الأندلسي والموسيقى الأندلسية.
ولا تزال الأثار شاهدة على ذلك حتى اليوم، مثل جامع قرطبة، وقصر الحمراء، وقنطرة قرطبة، وقلعة شريش، ومسجد الأندلس في مالقا، وقصر الجعفرية وجنة العريف.
عزيزي القارئ نتمنى أن نكون قد رضينا توقعاتكم عن قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة ونحن على استعداد لتلقي تعليقاتكم واستفساراتكم وسرعة الرد عليها.