ابن لبدان هو أحد الشخصيات المذكورة في قصة شعبية بدوية قديمة، وقد رُددت على ألسنة الكثيرين منذ القِدم، وكلما مرّ جيل وعرف القصة كاملةً، يأتي جيل جديد يتساءل عن أصل ابن لبدان وتفاصيل قصته.
ابن لبدان وش يرجع؟
اعتمد تقسيم القبائل في شبه الجزيرة العربية على نظام العشائر القبلية، حيث تفرعت عِدة عائلات من كُل قبيلة عربية، ومن بين أشهر العائلات نجد عائلة لبدان.
لبدان هي عائلة سعودية، تفرعت من إحدى القبائل العربية، ومن أعلام تلك العائلة عليّ بن لبدان، الذي انتقلت قبيلته للعيش في المملكة السعودية.
للإجابة على سؤال ابن لبدان وش يرجع بشكل دقيق لا بُد من التعمق في قبيلة مرة، والتي تُمثل إحدى أشهر القبائل البدوية التي تمركزت على الأراضي الحجازية (السعودية).
عُرفت قبيلة “مرة” على أنها رمز مكافحة الرجال في حصولهم على ألقاب المشيخة والزعامة للقبائل العربية.
لا يفوتك أيضًا: السواحة وش يرجعون
قصة علي بن لبدان
توارث قصة علي بن لبدان العديد من أجيال الأزمنة المُختلفة، حتى إنهم بدأوا يُفكرون بالطريقة ذاتها التي فكر بها في قصته، وهي الرغبة في الوصول إلى المراتب المرموقة دون بذل أي جُهد أو العناء من أجل التعلّم.
لكن جدير بالمعرفة أن شخصية علي بن لبدان شخصية وهمية، لا تتواجد على أرض الواقع، وقد تم تداولها على ألسنة شيوخ القبائل المُتعددة بغرض المرح، والعظة.
تمثلت العظة بها التمسك بالحلم والوصول إلى الطموحات دون عناء، وإنما يجب السعي من أجل الوصول المُستحق، أما عن تفاصيل القصة المتداولة، فهي كما يلي:
- علي بن لبدان هو شاب رغب في نيل لقب الزعامة على إحدى القبائل، وكان هذا هو حلمه الوحيد الذي لا يرى غيره، وذلك على الرغم من كونه فقيرًا.
- أيضًا لم يكُن الخيار الأمثل ليكون شيخ أو زعيم القبيلة، لكنّه لم يتخلى عن حلمه أبدًا، وقرر بيع كل ما يملك من الأغنام، حتى يتمكن من توفير ثمن تفصيل رداء.
- رداء مكتوب عليه “الشيخ بن لبدان” حتى يجذب انتباه أكبر عدد مُمكن من أفراد القبيلة، وبالفعل نجحت خطته، وجاءه مجموعة من الرجال يرجونه ليكون زعيمهم.
- بغرض حمايتهم من قُطّاع الطرق واللصوص الذين يسلبونهم خيراتهم دون وجه حق، ولا شك أن عليّ قد سعد كثيرًا بهذا العرض.
- لكن قبل أن تكتمل سعادته وجدهم يضعون له ثلاثة شروط يجب توفرها حتى يتمكن من ممارسة الزعامة عليهم، وهم الفروسية، والشجاعة، والذكاء.
- وافق ابن لبدان على الشروط الثلاثة وهو لا يعلم كيف سيؤديها، لكن بدأ اختبار الفروسية، بعد أن ربطوه على ظهر أحد أقوى وأسرع الخيول الموجودة.
- ثم جعلوه يسير باتجاه اللصوص لمواجهتهم، بينما هو سيطر الخوف عليه، وما زاد رعبه هو عدم قدرته على الهرب من على ظهر الحصان، وفشل محاولة فراره.
- حتى حاول أن يُمسك بأحد أفرع الشجر المُحيط به حتى يتمكن من الإمساك به جيدًا ومن ثم يتحرك الفرس وحده، لكن فشلت المحاولة بسبب سرعة الفرس.
- فقد كُسر جزع الشجرة وسقط في يده، وفي نفس الوقت رأوه اللصوص وقُطّاع الطرق فهربوا، ظنًا منهم أنه آتٍ لمهاجمتهم بشجاعة.
- مما جعل أفراد القبيلة يثقون في فروسيته التي جعلته يهاجمهم وهو على ظهر الحصان، ومن ثم انتقلوا إلى الاختبار الثاني.. اختبار الشجاعة.
- حيث طلبوا منه أن يقتل أحد الأسود الذي يأتي ليصطاد من أغنامهم، ووصفه له مكانه، فاختار حصان أقل سرعة وقوة هذه المرة، حتى يستطيع السيطرة عليه بسهولة.
- بينما أصابه الرُعب وهو ذاهب لمواجهة الأسد، حتى أنه تسلق أحد الأشجار وانتظر الأسد فوقها، لكنّه لم يكُن يعرف أن تلك الشجرة تحديدًا هي مكان استراحة الأسد.
- في هذا الوقت وقع الجزء المُعلق فوق الأسد عليه مباشرةً بينما كان مندمجًا في النوم، فانكسر الجذع ووقع ابن لبدان على الأسد متشبثًا به، خوفًا من أن يقع فيأكله الأسد.
- فبدأ الصراع بينه وبين الأسد حتى يظل فوق ظهره، وفي ظل هذا الصراع ظن أهل القبيلة أنه يفعل ما يفعل من فرط شجاعته، ولا يخاف من مهاجمة الأسد لقتله.
- لذا ذهب أحد الرجال ليقتل الأسد، وبينما كان ابن لبدان غارقًا في خوفه، صرخ على الرجل متسائلًا عن سبب قتله للأسد، وإخباره بأنه فقط كان يحاول ترويضه.
- فاقتنعوا بشجاعته وظنوه مغوارًا، حتى انتقلوا إلى الاختبار الثالث.. اختبار الذكاء، حيث قام أحد الرجال بوضع صفيحتين أمام ابن لبدان.
- إحداهما تحتوي على العسل، والأخرى تحتوي على روث حيوانات، وشرط حل الاختبار هو معرفة ما يتواجد في الصفيح.
- هُنا تأكد ابن لبدان من استحالة حصوله على الزعامة/ المشيخة، نظرًا لأنه لن يعرف أبدًا ما بداخل الصفيح، وبينما هو متحسرًا على حلمه قال: “ما أوله عسل آخره بعر”.
- هتف أهل القبيلة فرحين باسمه، موافقين على أن يكون شيخهم وزعيمهم، وفي نهاية القصة نجد أنه حقق حلمه من مُجرد محاولة.
لا يفوتك أيضًا: من هو عبد الرحمن الدخيل وش يرجع
تداولت قصة علي بن لبدان بشكل كبير على مر العصور السابقة، وهو ما أثار فضول الكثيرين للتساؤل ابن لبدان وش يرجع، ومعرفة أصله ونسبه.