كم عدد أفراد القبيلة وما هي أكبر القبائل العربية

لقد امتدت جذور القبائل من قديم الأزل حتى صارت فروعها من النادر أن تلقاها في مكان واحد، بل تنتشر إلى عدة مواطن أغلبها عربية، لكن ما يراود الباحثين في البحث عنه، ويسعى النسابين للتأكد منه، هل يوجد عدد محدد تقف عند حدوده القبائل، أم تتفرع وتتوسع دون الارتكاز على عدد محدد لأفرادها.

كم عدد أفراد القبيلة

القبيلة إن القبيلة عبارة عن كيان متأصل ومنتسب إلى جد كبير هو شيخ القبيلة والجد الأكبر لهم، الذي تأتي منه بطون وفروع القبيلة، وأحيانًا إلى عدة عشائر.

وبناءً على هذا لا يمكن الجزم بعدد محدد تصل أفراد القبيلة إليه وتتوقف، فتوجد بعض القبائل الكبيرة جدًا والتي قد يتخطى عددها المليون، والبعض الآخر قد يصل إلى الآلاف، ومنهم أقل من ذلك، ومن أهم ما يجب معرفته حول القبيلة:

• ترتكز القبيلة على شرطين رئيسيين، ويتمثلا في العاطفة والاستقرار المكاني ببقعة ما.
• دائمًا ما يتحدثون بلغةٍ أو لهجة خاصة بهم دون غيرهم.
• تربط بينهم ثقافة متجانسة بالأغلب لا تتماشى تمامًا مع المحيط الخارجي.
• ينتهجون مبدأ العصبة القبلية لذوي القربى والرحم.
• أكثر ما يتميزون به صفة الكرم وحفاوة الاستقبال، مهما كانت الحالة المادية للفرد فإنه يقوم بواجب الاستقبال على أتم وجه، حتى إن كان سيستعين بمن يجاوره ثم يسدد له، فيضيفون الزائر القهوة 3 مرات، وهذا قبل أن يعرفون حاجته، كما يعدون الذبائح على شرف القادمين، ويدعون أيضًا للمبيت.
• تسير وتيرة حياتهم وفق أعراف وعادات وتقاليد، كما يحكمون ذات بينهم بالثقة بناءً على المحاكم القبلية لديهم ورأي القضاة، وترتكز مجمل القوانين على 3 مقومات أساسية، تدعى مقومات الشرف، وتتمثل في، العرض، الدم، والمال.
• منذ القدم كانت تنتشر لديهم حروب طويلة قد تدوم إلى 1000 يوم بل وأكثر، وهذا بسبب عادة الثأر التي انتهجوها، ومن أشهر تلك الحروب، يوم ذي وقار، حرب البسوس وغيرهم.

لا يفوتك أيضًا: السواحة وش يرجعون

أكبر القبائل العربية عددًا

في سياق الحديث عن كم عدد أفراد إن أعداد القبائل تأخذ في التزايد بين اليوم والآخر، وبالطبع لا يمكن أن تنحصر داخل عدد محدد، إلا أن تتفاوت أعداد أفراد القبائل بعينها، فمنها القبائل الكبيرة جدًا من حيث العدد والتي تستمر بطونها حتى الآن، المتوسطة، وقليلة العدد، وتختص بعرض أكبرهم عددًا:

قبيلة عتيبة أكبر قبيلة عربية

هي قبيلة عدنانية يصل نسبها إلى سيدنا إسماعيل من إبراهيم عليهما السلام، وهي من أعرق القبائل في شبه الجزيرة العربية، ومن أهم ما يجب معرفته عنهم:

• جاء قولين في نسبهم، منهم من ذهب إلى أنهم من ذرية “عتيبة بن كعب بن هوزان بن صالح”، ومنهم من أرجع نسبهم إلى “عتيبة بن غزية بن جشم”.
• تنقسم القبيلة إلى قسمين أساسين يتفرع منهما عدة بطون وفروع كثيرة، وهما برقا وروق.
• يأتي من فرع برقا، أولاد ناصر، وأولاد منصور، وكل منها له عدة فروع.
• أما من روق، فيأتي منه، المزاحمة، وطلحة، ولهما فروع أكثر مما يأتي من فرع برقا.
• منهم قسم يقطن بالحجاز، وهم بنو سعد، وقسم آخر يسكن نجد حتى الآن، وهم عتيه أهل نجد، كانوا يتخذون من شرق وشمال الطائف مسكنًا لهم من قبل.
• خاضت القبيلة الكثير من المعارك، فيأتي لها التاريخ بوقعات منذ عام 1066 هـ، وحتى 1329 هـ، وهي وقعة أبو دخن.
• أكدت المصادر أن قبيلة عتيبة لم تغير منازلها كثيرًا، فالوصف الذي جاء من العلامة السيوطي في وصف منازلهم بالقرن التاسع وبداية العاشر، يقارب وصف المنازل الحالية، فقال “بني عتيبة قبيلة من العرب مشهورة بوسط أرض نجد إلى قريب من مكة المشرفة والعامة تقول في النسبة إليها عتيبيٌ“.

لا يفوتك أيضًا: من هو عبد الرحمن الدخيل وش يرجع

نبذة عن أكبر القبائل العربية

إن القبائل العربية تمثل الهوية العربية بداية من شبه الجزيرة العربية وحتى مختلف الدول المحيطة بها، لذا نعرض لمحة بسيطة عن أشهر تلك القبائل والتي تحمل أكبر عدد من أفراد القبائل:

• قبيلة ثقيف: يمتد وجود تلك القبيلة العريقة منذ قبل الإسلام وحتى الآن، حيث تستقر في الطائف وما حولها، ويعود نسبهم إلى ثقيف بن مُنبّه بن بكر بن هوازن، ومنها قادة عظماء، مثل، المغيرة بن شعبة الثقفي، وشاركوا في فتوحات كثيرة، ويمتد منها فروع كثيرة.
• قبيلة عنزة: هي قبيلة عدنانية من أكبر القبائل العربية في الخليج والشام، كانت تسكن نجد قديمًا بغرب حائل، لكن الظروف الحياتية أجبرت أغلب أفرادها إلى الهجرة، وصاروا الآن منتشرين في مختلف الدول، منها، الكويت، العراق، تركيا، سوريا، فلسطين، الإمارات وغيرهم من الدول العربية.
• قبيلة الدواسر: من القبائل التي أتى مركز قاعدتها في جنوب نجد بمحافظات الخرج، وادي الدواسر، والسليل الأفلاج، وهي تنقسم إلى آل زايد، وتغلب، وكل منهما يحل العديد من الفروع، وينتشر سكانها على البحرين، السعودية، والكويت.
• قبيلة قحطان: من القبائل التي تعود للعصر الكندي وقد برزت في العصر الأموي، وتنتشر في أجزاء عديدة من الدول العربية، إلا أن الجزء الأكبر في السعودية، ويأتي بعد ذلك، الكويت، قطر، الإمارات، اليمن والعراق، وقد اتسعت نفوذهم كثيرًا في عهد الإمام “فيصل بن تركي آل سعود”، وهي قبيلة تتفرع على العديد من البطون والأفخاذ.

لا يفوتك أيضًا: من هو سيد الخزرج ؟

أهمية النظام القبيلة

لقد جاء الإسلام للناس أجمعين على أساس واحد أتوا منه جميعًا، نافرًا ونابذًا لأي تعصب، قومي عرقي أو جنسي، إلا أنه جاء يعزز القيم التي تلتزم بها أكثر القبائل في عاداتها وتقاليدها حتى الآن، لكنه حث على هذا لبناء مجتمع متكامل وعدم الاكتفاء بالقبيلة، فقال تعالى

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات: 13)

، ومن أهم ما جاء عن أهمية نظام القبيلة:

• التكاتف والتعاون بين كافة أفراد القبيلة الواحدة.
• البناء والحفاظ على العلاقات الجيدة مع القبائل الأخرى.
• فض النزاعات وتهدئة الأوضاع بالعدل وبما يرضي جميع الأطراف بالحق، دون أن يصل الأمر ويتشعب لما هو أكبر.

شاهد أيضا:- هل الإباضية يكفرون الإمام علي