آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي

آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي، عانت الشعوب العربية منذ أوائل القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين من ظلم الاستعمار واستبداده، حيث كان يتصرف المستعمر في البلاد العربية وكأنها ملكية خاصة له.

ولم يكن لهم حق المطالبة بخروجه من بلادهم أو حق مقاومته والثورة عليه، وبالرغم من ذلك لم يستسلم الوطن العربي وظل يجاهد ويقاوم رغم أساليب القمع والعنف التي اتبعتها الدول الاستعمارية معهم، وكان غرض الاستعمار هو الاستيلاء على خيرات وثروات العالم العربي.

آثار الاستعمار الأوروبي

آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي

  • قامت بتجزئة الوطن العربي إلى أجزاء ودويلات وخلقت حدود سياسية إجبارية بينهم وهذا ساعد على إضعاف قوتهم أكثر مما كانت عليه قبل وقت الاستعمار.
  • وجود هذه الحدود الجغرافية أثر على تقسيم عدد كبير من المدن العربية وقسم أيضاً العديد من العائلات العربية فأصبح كل جزء منهم ينتمي إلى البلد التي يعيش فيها ويحمل جنسية مختلفة تماماً وصنع تعدد الجنسيات تفرقة كبرى بين أبناء الوطن الواحد.
  • أدى إلى خلق الكثير من النزاعات والعداوات بين هذه الشعوب التي ظل بعضها مستمر إلى الوقت الحاضر وهذا ما يسعى الاستعمار إليه دائماً.
  • تأثر العالم العربي بمشكلات سياسية وإقليمية كثيرة أغلبها يتعلق بالحدود الفاصلة بين تلك الدول ومشكلة القومية العربية التي نجح الاستعمار في إجهاضها ونسيان العرب لها ومشكلة الهوية التي جعلت البعض منهم لا يعرف إلى أين ينتمي.
  • وأصبح بعض من حكام البلدان العربية موالين لتلك الدول الاستعمارية وأصبح كعملاء ينقلون لهم كل أخبار المنطقة السياسية والاقتصادية فأصبحت تقوم بما يقوم به جهاز الاستخبارات.
  • تسبب في توزيع الأكراد على أربعة من البلدان العربية وأضاع حقهم في وجود وطن واحد يجمعهم، وبالنظر نجد أن سوريا ولبنان تم تقسيمهم وهذا خلق نزاعاً وتوتراً ومشاكل لم يجدون حلول لها.
  • وأكثر المشاكل التي واجهت العرب هو تأسيس دولة للصهاينة في فلسطين وهذا أدى لسرقة الأراضي من أصحابها بالقتل أو بتراكم الديون من أجل إقامة مستوطنات لهم ليعيشوا فيها بالإضافة إلى الظلم والاضطهاد والاستبداد الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال حتى الآن.

آثار الاستعمار الأوروبي على الحالة الاقتصادية

  • قامت دول الاستعمار بالاستيلاء على كافة الموارد وأموال الضرائب والجمارك التي كانت مفروضة على طريق التجارة بحراً وبراً وكانت ترسلها إلى خزائنها في أوروبا بدلاً من أن تعود إلى خزينة الدولة العربية.
  • استغلت كل إيرادات الموارد الطبيعية من البترول والمعادن وغيرها لتعود عليها بالنفع اقتصاديًا وصناعيًا دون أن تستفيد تلك البلاد من هذه الموارد وهذا لتصبح ثرية أكثر مما كانت عليه.
  • الحصول على ربح كبير من المنتجات الصناعية التي يتم بيعها في الأسواق الخارجية التي قاموا بفتحها في الوطن العربي وغير مسموح لبيع أي أنواع أخرى من البضائع فالمستعمر جعلها أسواقاً منغلقة على نفسها.
  • تسببت هذه الأساليب التي اتبعها حكومة الاستعمار في زيادة معدلات الفقر بين أفراد الشعوب العربية وساهمت بشكل مباشر في ضعف الاقتصاد الوطني لها وتوريطها في قائمة كبيرة من الديون التي ساعدتها إليها لسد احتياجاتهم الأساسية.
  • جعلت دول الوطن العربي تضع أعينها على عالم الصناعة بل وأقنعتهم بأنها السبيل الوحيد للنهضة والتطور الذي تسعى إليه هذا ما جعل بعضهم يهمل العمل بالزراعة ويتجه إلى المصانع والصناعات الحديثة هذا أثر بدوره على إنتاج هذه البلاد من المحاصيل وخاصة الحبوب التي استولى المستعمر على زراعتها ليكون هو المتحكم الوحيد بها.

آثار الاستعمار الأوروبي (الثقافية)

  • رغبة الدول الاستعمارية في نقل ثقافتها الغربية إلى الوطن العربي لتصبح بديلاً عن الحضارة العربية والإسلامية التي سعوا إلى هدمها وهذا ما حدث بالفعل تأثر بعض العرب بالثقافة الغربية ونسى تمامًا كل ما نشئ عليه.
  • نجاح دول الاستعمار أن تجعل من لغاتها كبديل عن اللغة العربية الرسمية التي ينطق بها سكان الوطن العربي، وهذا ما فعله الاستعمار الفرنسي في الجزائر وتونس والمغرب حيث أدخل لهم اللغة الفرنسية كي تصبح اللغة الأساسية في التحدث وكل المعاملات الإدارية.
  • قام الاستعمار بإنشاء مدارس وجامعات تابعة له كما حدث على يد فرنسا في الجزائر وفرضت عليهم دراسة التاريخ الفرنسي والثورة والحضارة الفرنسية باعتبارها باتت جزء منها ولم تترك أي مجال لتدريس تاريخ وحضارة العرب.
  • بعثت بالعديد من بعثات التنصير لكي تقوم بضم العديد من المواطنين لتلك البعثات ولقد نجحت في هذا أيضاً مثلما حدث في جنوب السودان.
  • رغبتها في طمس الهوية العربية والقومية العربية لتجعل العالم العربي مشتت فكرياً بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب ولا يعرق إلى أي واحدة منهما يتمنى هو.

آثار الاستعمار الأوروبي على الحالة الاجتماعية

  • نتج عن وجود الاستعمار وعمليات القتل والقمع التي لجأ إليها لتعذيب مواطني الدول العربية إلى جانب دخول الحرب العالمية الأولى والثانية الكثير من الشهداء والقتلى والمصابين بالمرض النفسي ويوجد آخرين حدثت لهم إعاقات حركية وسمعية وبصرية.
  • فكر الاغتيالات التي تبنتها الدول الاستعمارية من أجل القضاء على الرموز الوطنية والثورية التي تقود الشعوب العربية لمكافحة ظلم الاستعمار والتصدي له.
  • انتشار الأمراض والأوبئة إلى جانب انتشار المجاعات وزيادة نسب الفقر والجهل بسبب سلب ونهب الثروات والاستبداد التي تعرض لها الوطن العربي من قبل الاستعمار.
  • نجاح الاستعمار في تفكيك وحدة المجتمعات العربية وخاصة وحدة المجتمع القبلي وجعلته فصائل وعشائر دبت بينهم الخلافات حيث استغلت ملكيات الأرض وقامت بتمزيقها بينهم وهذا كان السبب الرئيسي في التفرقة.
  • على سبيل المثال: قيام فرنسا بفصل المجتمع المغربي عن بعضهم البعض حيث قسمتهم إلى فئتين وهما عرب وبربر وقامت برعاية البربر وعلمتهم كل المبادئ الفرنسية ولغتهم الأصلية وأقامت لهم أكاديمية لتزيد من حدة الكراهية والانفصال بينهم وبين إخوانهم من الشعب المغربي.

أسباب الاستعمار

فرض السيادة وتوسيع المنطقة

  • رغبة الدول الاستعمارية في فرض سيادتها على الوطن العربي لإقامة مستعمرات لها في الشرق حتى تتسع مساحتها الجغرافية قدر المستطاع وكي يكون لها كيان وسيادة خارج أرضها.
  • وكان استعمار تلك الدول بسيطاً للغاية خاصة وأنهم كانوا يعانون من الضعف والتفكك وافتقارهم لوجود الأموال والأسلحة وعدم وجود جيوش قوية يمكنهم أن توقف نشاطهم.
  • أرادت الدول الاستعمارية محو الهوية العربية والإسلامية من خلال إحلال لغاتها الأصلية محل اللغة العربية وفرضها بالقوة، ورغبتها في نشر العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الأوروبي ونبذ كل ما يتمسك به الوطن العربي من ثقافات وعادات أخرى.
  • وأيضًا إبعاد العرب عن العلم والتعليم لذلك أهملت بعض الدول الاستعمارية الاهتمام بالمدارس كي تزيد من نسب الجهل والتخلف الذي كانت تراه في تلك الشعوب.
  • قيامها بإرسال دعوات تبشيرية إلى البلدان العربية من دعوة الشعوب العربية للتنصير في محاولة منها لمحو الدين الإسلامي.

أسباب اقتصادية

  • نهب الثروات والخيرات التي توجد في باطن الأرض من البترول والمعادن الثقيلة كالحديد والنحاس الذي تحتاج إليه المصانع الأوروبية، لأن تلك المواد هي المادة الخام التي تعتمد عليها الصناعات الثقيلة وباستعمار تلك الأراضي أصبح من السهل الحصول عليها بأبخس الأثمان أو من غير مال.
  • أراد المستعمر أن يخضع له كل الشعوب العربية من أجل استخدامهم في أعمال البناء والتشييد التي كانت تقوم بها في المستعمرات أو استخدامهم في استخراج المعادن والتنقيب في المناجم أو لزراعة الأراضي الزراعية للحصول على المحاصيل الزراعية وخاصة الحبوب.
  • رغبة الدول الاستعمارية في السيطرة على الموانئ والطرق التي تقع داخل الدول العربية والأهم من ذلك هو أنها تحتوي على مجموعة مهمة من الممرات والمضايق البحرية لاستغلالها في حركة التجارة.
  • استغلال تلك الدول وجعلها كأسواق لبيع وشراء المنتجات التي تأتي من قارة أوروبا وتحديداً من دولة المستعمر وكان هذا واحد من أهم الأسباب التي اتخذوا منها غطاء لبسط نفوذهم على الدول العربية.

ومن هنا نكون قد انتهينا من عرض موضوع اليوم، وقد تناولنا فيه آثار الاستعمار الأوروبي على الوطن العربي ، ولسهولة التواصل معنا يرجى ترك تعليق أسفل الموضوع وسوف يتم الرد على الفور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *