أهمية دور المرأة في المجتمع

إن الدول التي تقدر أهمية دور المرأة في المجتمع.. هي التي تستطيع أن تكون في الصفوف الأولى بين نظيرتها من دول العالم، وهي التي تستطيع أن تحقق نجاحات في شتى مجالاتها، فالمرأة نصف المجتمع وشريكة أساسية للرجل في بناء المستقبل، والدول التي لا تهتم بدور المرأة في المجتمع.. هي دول تخسر نصف ثروتها البشرية، وفي الجولة التي سيصحبكم بها موقع شملول سنلقي الضوء على أهم الأدوار التي تكون فيها المرأة الشريك الأساسي في بناء مجتمعها.

أهمية دور المرأة في المجتمع

إن المرأة لها دور هام في المجتمع الذي تعيش فيه.. فإن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل في أي مجتمع، بل هي شريك أساسي وفعال ولها دور هام لا يمكن تجاهله، وفيما يلي سنوضح الأدوار الهامة التي تقوم بها المرأة في المجتمع.

الأدوار الهامة للمرأة في المجتمع

تحتل المرأة أدوارًا هامة وفعّالة في شتى المجالات التي من حولها في المجتمع الذي تعيش فيه.. فالمرأة لها دور هام وفعال في الأسرة وفي التعليم.. ولها دور هام وأساسي في العمل وفي التوعية، ورغم كل ما يواجهها من تحديات؛ إلا إنها استطاعت أن تحقق نجاحات في شتى المجالات التي شاركت فيها.

دور المرأة في بناء المجتمع والأسرة

إن للمرأة دور هام ورئيسي في الأسرة التي تعيش فيها، ولا يقتصر دور المرأة على دورها كأم فقط.. بل إن المرأة لها دور فعال كأبنة وكأخت قبل أن تكون زوجة وأم، ولا يظهر هذا الدور في المجتمعات المتقدمة فحسب بل يظهر ذلك في المجتمعات البدائية والبسيطة.. وحتى تلك التي توصف بأنها أقل تقدمًا حضاريًا.

دور المرأة في المجتمع القبلي

نجد في المجتمعات التي تعيش في البدو المرأة منذ مرحلة الطفولة تشارك الرجل في كل مراحل حياتها.. فهي تساعد أباها وأمها وإخوتها في كل الأنشطة التي يمارسونها.

فهي تساعد في الأعمال المنزلية.. وتؤديها بمسؤولية كبيرة منذ نعومة أظافرها، وتشارك أسرتها في العمل الذي يقومون به من رعي وزراعة وأعمال نسيج.. وغيرها من الأنشطة المختلفة.

نجد ذلك جليًا في المجتمعات القبلية البدائية، فهي شريك أساسي في العمل مع الرجال، إلى جانب دورها كأم ومربية وقائمة بالأعمال المنزلية وداعمة لزوجها، وتلك الصورة المحفورة في أذهاننا للمرأة وهي تحمل طفلها على ظهرها وتقوم بأعمال الزراعة.. خير دليل للدور العظيم الذي تقوم به المرأة في مجتمعها.

دور المرأة في المجتمعات الريفية

المرأة في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة لها دور كبير ورئيسي وأساسي تقوم به بين أسرتها، فهي ترعى أولادها وبناتها وتربيهم على العادات والتقاليد.. التي يتصف بها المجتمع الريفي بل وتهتم بالتعليم بشكل كبير؛ فنجد أن معظم النابغين من الأدباء والأطباء وكل من حققوا نجاحات ملحوظة في مجتمعاتهم من الريف.

كما أنها تساعد زوجها أو أباها في مراحل الزراعة، بل وتشارك أسرتها في رفع المستوى المادي للأسرة من خلال ممارسة بعض الأنشطة المنزلية.. كتربية الطيور والحيوانات أو ممارسة بعض الصناعات البسيطة في المنزل، وأصبحت المرأة تشارك في مجالات العمل المختلفة.. بل وتعمل في مراكز هامة بها.

دور المرأة في المجتمعات المدنية

كذلك للمرأة دور هام وفعّال في الأسرة التي تعيش في المدن فهي أم ترعى جميع أفراد أسرتها.. وتهتم بتربيتهم وتعليمهم وتنمية مهاراتهم.

إلى جانب ذلك فإن المرأة تعمل على مساعدة أسرتها ورفع مستواها المادي.. بل وتحصل على دورات تدريبية لتحسين مستواها الثقافي في التعليم والعمل، وهذا الدور لا يقتصر على دورها كأم فقط.. حيث نجد أن هذا الدور ينشأ معها منذ الصغر في مسؤولية تحملها على عاتقها لا تقل عن مسؤولية الرجل.

دور المرأة في التعليم

إن دور المرأة في التعليم لا يقتصر على عملها كمعلمة في المدارس مثل الرجل الذي يعمل معلمًا فقط.. حيث إنها تعلم أولادها وبناتها في المنزل فكل امرأة هي معلمة في أسرتها، بجانب رعايتها لهم كأم.

الأم هي التي تغرس في أطفالها منذ الصغر كل المعلومات التي يحتاجون إلى معرفتها في حياتهم، وكل القيم التي سيتعاملون بها في مجتمعهم ثم هي التي تساعدهم في كل مراحل التعليم التي سيمرون بها.

إن من أروع ما قيل عن دور المرأة في التعليم ما تغنّى به الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته الرائعة كم ذا يكابد عاشق ويلاقي:

“الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ”.

دور المرأة في العمل

دور المرأة في العمل

إن الدول التي تحتل مراكزًا متقدمة بين الدول الأخرى أهم عوامل نهضتها هو الاهتمام بدور المرأة الفعال في تلك الدول.. ففي هذه الدول نجد أن المرأة لا تقل في مسؤولياتها وواجبتها وحقوقها عن الرجال.

إن المرأة لها دور هام وأساسي لا يقل عن دور الرجل في أي مجتمع.. بل أنه قد يزيد بسبب اعتماد بعض المجتمعات في رعاية الأطفال وأمور الأسرة على المرأة فقط؛ فهي بذلك تزيد أهمية في دورها عن الرجل إن لم يكن مشاركًا أساسيًا معها في كل شيء.

عندما تغفل بعض المجتمعات دور المرأة الهام.. ولا تعمل على إعطائها الفرص كاملة في كل نشاطات العمل، فهي بذلك تهدر نصف الثروة البشرية لديها، حيث إن عدم تدعيم دور المرأة في العمل وتسليط الضوء على هذا الدور وتهميشه.. رغم وجوده في الأساس يؤثر بالسلب على هذا الدور الهام، الذي تقوم به في كل المجتمعات.

القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا:

دور المرأة في التوعية المجتمعية

إن ما تتميز به المرأة من زيادة العاطفة والمشاعر لديها عن الرجل.. وذلك تبعًا إلى الاختلاف الفسيولوجي لكلٍا منهما؛ وهو ما يجعلها أكثر إحساسًا وتفاعلًا مع المشكلات التي تواجه مجتمعها.

إن طبيعة الرجل تجعل منه أكثر قدرة على التحكم في مشاعره وإكمال مسيرته.. دون أن يلتفت لبعض الأمور التي تكون ذات نتائج سلبية، ورغم قدرته على مواجهة الصعاب وتحمل صنع القرار في وقت الأزمات؛ إلا أن المجتمعات التي تهتم بمشاركة المرأة للرجل تكون أكثر قدرة على مواجهة مشكلاتها.

من ثم فلا يمكن إنكار الاختلافات الفسيولوجية بين طبيعة الرجل والمرأة.. لكن تلك الاختلافات ليست في أساسها تتمثل في الضعف والقوة، بل يجب أن تنظر لها المجتمعات بشكل مختلف على أنها اختلافات تكاملية أي يكمل كلٍا منهما الآخر.

إذا اتحد دور الرجل بدور المرأة في أي مجتمع.. فسيصل هذا المجتمع إلى حد الكمال في أداء الأدوار المطلوبة من أفراده، بل سيصل هذا المجتمع إلى حلول لجميع مشكلاته، و ستتميز تلك الحلول بالتكاملية الشاملة.

إن تفعيل دور المرأة في التوعية المجتمعية.. سيوفر الكثير من الجهود المهدرة لحل مشكلات، والتي كان من الممكن تجنبها إذا شاركت المرأة بأفكارها وجهودها في التوعية المجتمعية.. من خلال عقد الندوات الثقافية، والإشراف على الدورات التدريبية، والمساهمة في العمل السياسي، والمساهمة في التشريعات القانونية.. وغيرها الكثير.

المرأة في مجتمعاتنا العربية

جدير بالذكر أنه منذ بداية التاريخ في الحضارات المتعاقبة في مجتمعاتنا العربية.. نجد أدوارًا هامة شاركت فيها المرأة، وكان لها الدور الأساسي والفعال في نشأة تلك الحضارات، من خلال مشاركتها للرجل.. وعليه فإنها لم تقل أي أهمية عنه.

حتى في فترات الضعف والحروب وانتشار الجهل.. سرعان ما استعادت المرأة دورها الفعال ومكانتها المميزة، وعليه فإن أحكام الشريعة الإسلامية كانت الضامن الأول لحقوق المرأة، وتكفل لها جميع الأدوار المنوطة لها، وتبين لها أن عليها واجبات كما أن لها حقوق لا يجب تضييعها.

إن أكبر دليل على ذلك قول الله -تعالى- في سورة النحل، بسم الله الرحمن الرحيم: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)”، صدق الله العظيم.

أيضًا جاء عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ“. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

كذلك يتضح دور المرأة في مجتمعاتنا العربية، وخاصةً في مطلع الألفية الثالثة عادت الدول العربية لتفعيل دور المرأة وحماية حقوقها.. والاهتمام بالدور الذي تستطيع المرأة القيام به، وأصبحت تشارك في جميع المجالات الهامة في مجتمعها، وتشغل مناصب هامة في مجتمعاتنا العربية.

دور المرأة وأهميته

لا يمكننا أن ننسى النهضة التي تظهر بشكل قوي وكبير في تعليم المرأة في جميع مجتمعاتنا العربية.. والتي تظهر بشكل يجب أن يشعرنا جميعًا بالفخر، ونأمل جميعًا أن تتعافى جميع بلداننا العربية مما تواجهه من تحديات وصعوبات؛ حتى تلحق بركب الحداثة والتطور.

إن ما أصاب المرأة في مجتمعاتنا العربية خلال العقود السابقة من إغفال لحقوقها وتهميش لدورها الهام.. ما هو إلا نتائج محتومة لما تركه الاستعمار والحروب في بلادنا التي سرعان ما تعافت منه بلادنا بعد الخلاص من آثار الاستعمار والحروب، ونتمنى أن يعم الاستقلال والسلام والرخاء جميع بلداننا العربية قريبًا بمساندة أشقائهم العرب.

كنا قد ذكرنا لكم فيما سبق موضوع عن أهمية دور المرأة في المجتمع، كما أوضحنا دور المرأة في التعليم، ودورها في العمل، إلى جانب ذلك.. فقد أشرنا إلى دور المرأة في التوعية المجتمعية، ثم سلطنا الضوء على دور ومكانة المرأة في مجتمعاتنا العربية.. ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة والنفع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *