إن أصل مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما يرجع إلى سببان، كما أن هذه المقولة انتشرت كثيرًا بين الناس وهناك أشخاص لا يعرفون معناها ويقولونها بكثيرة.. ودعونا نتعرف على أصل مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما وهل هي حقيقة أم مجرد مقولة.. وذلك من خلال الموضوع التالي المقدم لكم من موقع تجربتي.
كانت مدينة روما تحلم أن تكون المدينة الرئيسية للشعوب القديمة.. كما أنها تريد أن تكون قوية وتتحكم في كل البلاد الموجودة حولها.. لذلك قامت هذه المدينة بغزو كل البلاد المحيطة بها.. مثل جنوب غرب وجنوب شرق قارة أوروبا ومدن البحر المتوسط.. ولكن كل الطرق بينها وبين المدن لم تكن سليمة.
لذلك قامت المدينة بعمل طرق سليمة في كل دولة تغزوها يكون نهايته إلى مدينة روما حتى تسيطر عليهم بسهولة وكان عددهم هو 19 طريق.. وهذا هو أصل مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما في ذلك الوقت كانت روما من أهم المدن في العالم بسبب تمتعها بمكان استراتيجي.. فهي تعتبر بمثابة قلب دولة ايطاليا..
كما أنها كانت تأخذ ربح من كل تجارة تحدث.. وأي قرار سياسي كانت الدولة تأخذ رأى روما فيه.. كما أن كل أموال تنفق كانت لها نسبة يقول بعض الناس إن أصل هذه المقولة هو فرنسي.. وذلك لوجود الكنسية الأم في مدينة روما.. وهذه المقولة تشير إلى أن كل الطرق تؤدي إلى الكنيسة لذلك فهذه المقولة تدل على شيء حقيقي وليس مجرد مثل دارج وسط الناس أو أنها أسطورة بل أنه حصل بالفعل.
أولى الطرق التي صممت لتؤدي لروما
بعدما تعرفنا على أصل مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما.. حان الوقت الآن لنتعرف على أولى الطرق التي قد تم تصميمها للوصول إلى مدينة روما.
كان يصل عدد الطرق المؤدية لروما والتي قامت بها في ذلك الوقت 19 طريق وكان كل طريق طوله حوالي 80 ألف كيلو متر.. وهذا في القرن الـ 13 من خلال خريطة يويتنغر.
في عام 312 قبل الميلاد قامت مدينة روما بعمل أول طريق بينها وبين مدينة برانديز .. كان في ذلك الوقت تسمى بأم الطرق وأيضًا بوابة الشرق.
أما طريق أوريليا كان من الناحية الشمالية وحتى إلى بلاد الغال وشبه الجزيرة الإيبيرية.
أيضًا قامت بعمل طريقين وهم فلامينيا وسالاريا .. والذي جعل الذهاب إلى منطقة الراين والبلقان والدانوب أسهل.. وكان الطريقين من الناحية الشرقية وحتى البحر الأدرياتيكي.
يوجد طريق بين مدينة أوسيتيا ومدينة روما.. وكان هذا الطريق مهم للوصول إلى مدن أفريقيا ولإبحار السفن.
مميزات موقع مدينة روما
هناك الكثير من المميزات التي يعطيها موقع مدينة روما لها، ومن خلال النقاط التالية سوف نتعرف على ذلك:
- موقع مدينة روما جعلها تتحكم في كل مدن غرب إيطاليا.
- كما أنها تكون في منتصف إقليم قارة أوروبا.. وتكون على مسافة 15 ميل من نهر التايبر.
- موقع هذه المدينة جعلها بمثابة قلب إيطاليا.. وذلك لأنها تربط بين شمال الدولة وجنوبها.
- موقعها فريد جعلها تتحكم في كل الدول المحيطة بها بكل سهولة.
- هذا الموقع ساعدها على عمل طرق بينها وبين الطرق المجاورة لها وقامت بغزوها من قبل.. وذلك حتى تكون قوية.
دراسات حول الطرق التي تؤدي لروما
قام فريق من الفرق البحثية التي تختص بالبحث في مجال الطرق بإجراء دراسة حول كافة الطرق البرية الموجودة في داخل القارة الأوروبية، وكان ذلك الفريق مقيمًا بالمدينة الألمانية شتوتجارت.. كما كان يدعي ذلك الفريق بفريق Moovel Lab.
كانت مدينة روما جزءًا من الدراسة التي يقوم بها ذلك الفريق، وتوصل الفريق إلى أنه يوجد ما يقارب الـ 713 نقطة التي من شأنها أن تصل بروما إلى أماكن أخرى.. ليس ذلك وحسب بل توصلوا أيضًا إلى أن المساحة الخاصة بمدينة روما تصل إلى 26503452 كم.
كما قام ذلك الفريق باستخدام عدد من الخوارزميات، وذلك من أجل تحديد أقصر الطرق التي من شأنها أن تصل إلى مدينة روما.. توصل الفريق في نهاية المطاف إلى أنها قد ربطت ما بين ما يقارب الـ 113 مقاطعة، وذلك عن طرق ما يقدر بـ 373 طريقًا مختلفًا.. تم تقدير مساحة تلك الطرق حوالي 80 ألف كم.
بالإضافة إلى ما سبق.. فقد توصل الفريق البحثي أيضًا إلى أن الإمبراطورية قد قامت بإنشاء شبكة كبيرة من الطرق في كافة أنحاء قارة أوروبا.. بدءًا من بريطانيا العظمى، وصولًا إلى دولة تركيا.
أهمية العاصمة روما
قديمًا كانت تعتبر مدينة روما أحد أهم العواصم الموجودة في جميع أنحاء العالم.. ويرجع ذلك الأمر إلى قوتها ونفوذها التي كانت لا تستطيع أي دولة أخرى مضاهاتها.. فقد كانت تسيطر على الجنوب الشرقي من قارة أوروبا والغربي أيضًا.
لم يتوقف الأمر عند ذلك.. فقد قامت أيضًا بالسيطرة على البلقان ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.. كما أنها كانت تمتلك نصيبًا من كافة العمليات التجارية التي كانت تتم من حولها، فلم يكن هنالك أي قطعة من معدن الذهب يتم صرفها، إلا وأن يكون للحكومة الرومانية، أو أحد التجار نصيبًا في ذلك الأمر.
يذكر أنه قد عرف عن روما قديمًا أنها مثلث الحياة بأكملها.. يرجع ذلك الأمر إلى أنها كانت مصدرًا لخروج الحضارة الرومانية إلى النور؛ لتنتشر في كافة سواحل البحر الأبيض المتوسط.
ترتب على ذلك الأمر تحول المجتمع الروماني في ذلك الوقت من مجرد مجتمع زراعي بسيط.. إلى واحد من أهم الإمبراطوريات على مستوى العالم آنذاك مع بدايات القرن الـ 20.
اللغة الرسمية في مدينة روما القديمة
كان سكان مدينة روما منذ قديم الأزل يتداولان لغتين فقط لا غير.. الأولى هي الرومانية، أما فيما يخص اللغة الأخرى، فكانت اللغة الإيطالية بطبيعة الحال.. يذكر أن تلك اللغات كانت تعتمد على عدد من القواعد تختص بترتيب الكلمات.
أما فيما يخص ما بعد هذه الفترة، فأصبحت اللغة اليونانية هي إحدى اللغات التي يتم تداولها في مدينة روما، وكانت تلك اللغة لا يستخدمها سوى المتعلمين من أفراد المجتمع؛ لذا فكان من يتحدث بها يحصل على مكانة رفيعة بين الناس.
تم استخدام تلك اللغة أيضًا في تدوين عدد من المؤلفات التي يقوم الرومانيون بدراستها.. الأمر الذي لم يستمر طويلًا؛ لتتحول بعد ذلك اللغة اليونانية إلى اللغة البيزنطية.. مع مرور الوقت أصبحت اللغة اللاتينية هي أحد اللهجات التي يتم الاعتماد عليها؛ فهي تعتبر الآن واحدة من أكثر اللهجات رومانسية على مستوى أنحاء العالم.
القراء الذين اضطلعوا على هذا الموضوع قد شاهدوا أيضًا:
التعليم في روما القديمة
كان الآباء وعدد من العبيد المتعلمين هم المنوطين بالأمور التعليمية في مدينة روما قديمًا؛ حيث كان الأبناء الذين يريدون أن يتعلموا الكتابة والقراءة يتجهون إلى هؤلاء العبيد أو آبائهم من أجل ذلك الأمر.. يرجع ذلك إلى عدم وجود مدارس خلال الفترة التي نشأت بها الجمهورية الرومانية.
أما فيما يخص الشباب فقد كانوا يتدربون على الكثير من الأمور التي كان من أهمها الزراعة، أصول الحرب، الأمور السياسية.. كما أنه في حال كونك أحد النبلاء وقد تجاوزت سن الـ 17 عامًا، فكان عدد من الشخصيات البارزة في المجال السياسي يتولون تعليم هؤلاء الشباب؛ وذلك من أجل تهيئتهم للمشاركة في المجال السياسي.
في الموضوع السابق قد تحدثنا عن أصل مقولة كل الطرق تؤدي إلى روما والذي يحمل معني روماني ومعني فرنسي.. كما أننا ذكرنا طرق مدينة روما قديمًا وعددهم ومسافة كل طريق.. وأيضًا مميزات موقعها المتميز.. ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.