مقال عن توسعة الحرمين الشريفين

مقال عن توسعة الحرمين الشريفين, تعد كلا من مكة المكرمة والمدينة المنورة أفضل منطقتين مباركتين، حيث يوجد فيهما أعظم وأطهر مسجدين، هما المسجد النبوي ومسجد الحرام, الذي نال شرف وجود الكعبة, وتسعى المملكة العربية السعودية دائماً إلى تطوير، وتقديم شتى التجديدات والتطوير إلى الحرمين الشريفين.

جهود المملكة في توسعة الحرمين الشريفين

لقيا الحرمين الشريفين اهتمام كبير من قبل ولاة أمراء البلاد لهذه الأماكن المقدسة، على مر العصور، وهذه التطورات كالتالي:

بدأ التطوير في حكم الملك عبد العزيز عندما عمل على إعادة ترميم الحرم المكي سنة 1354هـ، وذلك بعد ترميم المملكة العربية السعودية
لقد شمل هذا التأسيس جميع نواحي المملكة، حيث عمل على تطوير المآذن، والقبب الخاصة بالحرم المكي، وأنشئ سبيلين لماء زمزم، علاوة على السبيل الذي كان يوجد قديما.
كما أمر بتعديل الحجر الموضوع على مدار المطاف، وإعادة تصليح أعمدة المسجد، وتحديث الألوان، والتخلص من كل تلف ملحق به، ووضع حصباء جديدة، وتم التخلص من القديمة، كما الحق به المراوح الكهربائية.
بينما كان يقف على الحرم النبوي عندما زار المدينة المنورة، وجد بعض الخدوش، والتشققات في جميع حوائط وجدران المسجد، فأعطي أمر بالتخلص من جميع هذه الفجوات، وإعادة ترميم والتحديث لكل المرافق التي تخص الحرم النبوي.
بينما قام بعد ذلك جعل الجهات المخصصة للقيام بهذا الأمر أن تزيد من اتساع المسجد، بعد أن لاحظ مساحته الضيقة التي لا تكفي جميع المصليين.
كما حدث في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، ووليد بن عبد العزيز، وفهد بن عبد العزيز، رحمة الله عليهم باستكمال التعديلات التي تخص الحرمين الشريفين لتوفير جميع سبل الراحة للحجاج، وبث في قلوبهم السلامة والطمأنينة، حيث تم العمل في مشروع مظلات المسجد النبوي، والتي تعد من المشروعات الضخمة.

جهود الملك سعود بن عبد العزيز

في عهد الراحل الملك سعود بن عبد العزيز اهتم بشكل كبير بزيادة مساحة الأماكن القريبة التي تتواجد بجوار الحرم، وذلك لكي يكمل العمل الذي شرع فيه والده، وهو زيادة مساحة الحرم المكي.

لقد أنشأ ثلاثة طوابق خاصة للمسجد، بالإضافة طابقين خاص للمسعى، كما وسع صحن الطواف والمطاف , وتم تأسيس الطرق التي تقود إلى الحرم، بالإضافة إلى عمل سلم كهربائي يخص الكعبة المشرفة.
كان من أكثر الملوك اهتماما بالحرم النبوي الشريف، حيث كان يشرف على عمل توسيعه بنفسه، لكي يتم على أكمل وجه، حيث كان يخصص الكثير من وقته لهذا الشيء.
لقد اكتمل توسيع وتطوير المسجد لشكل مميز في عهده، حيث عمل احتفال بمناسبة الانتهاء من توسيع المسجد النبوي الشريف في الخامس من ربيع الأول عام 1375هـ، وقد بلغت الأموال التي أنفقت على هذا العمل نحو خمسين مليون ريال سعودي، من ضمنهم خمسة وعشرون مليون خاصة بالبناء والمؤن ، بينما الخمسة وعشرون مليون الأخرى قيمة مخصصة لتعويض العقارات.

توسعة الحرمين الشريفين في عهد الملك سلمان

يعد الملك سلمان بن عبد العزيز القوة الضخمة, حيث استكمل مسيرة الملوك في إعادة تأسيس الحرمين الشريفين.
لقد بدأت جهود الملك سلمان بن عبد العزيز تظهر من خلال العناية والاهتمام الكامل بأعمال التوسيع الخاصة بالحرم المكي الشريف.
شدد الملك سلمان بن عبد العزيز في خطابه الذي ألقاه على الجميع بحضور العديد من العلماء والوزراء، لكل طوائف شعبه على أن اهتماماته الأولى هي تقديم الحراسة الكاملة للمقدسات الإسلامية والعناية بتطويرها.
لقد طور الملك سلمان بن عبد العزيز بشكل كبير في الحرم المكي، حيث ظهر تأثير ذلك من خلال التوسيع الباهر.

متى تنتهي توسعة الحرم المكي

لقد أصبحت نسبة الإنجاز الخاصة بمشاريع المسجد الحرام، التي تتمثل في توسعة المطاف والتوسعة السعودية ما يعادل 80%، والأشياء المتبقية عبارة عن لمسات نهائية، بالإضافة إلي استكمال الأعمال الخاصة بمشروع الشامية، وأوشكت جميع المشاريع الحديثة في المسجد الحرام على الانتهاء بشكل كبير.
بين عمار الأحمدي مدير الشؤون الهندسية والأعمال الإدارية الخاصة بوكالة المشاريع والدراسات الهندسية التي تخص الشئون العامة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، أن العمل القائم على توسعة الطواف كانت بدايته قائمة على ثلاث مراحل.
تتمثل هذه المراحل في عملية الهدم، ومتابعة أعماله، بينما تعد المرحلة الثالثة الجولة النهائية الخاصة بالمشروع.
كما أضاف بأن هذا المشروع الخاص بتوسعة الطواف يكون ضمن عدد من المشاريع الأخرى التي تتمثل في باب الملك عبد العزيز، الأسقف المستعارة، بالإضافة إلي الأعمال الالكتروميكانيكية.
أكد أيضاً أن المراحل الخاصة بالمشروع مقسمة بخرائط ثابتة، وهو مشروع مميز ومختلف من نوعه، لا مثيل له في العالم، لأنه مسخر لخدمة عباد الرحمن، ويستمر العمل دون أن توقف فيه.
كما وضح أن الفترة الحالية هي الأخيرة في الجدول الزمني للانتهاء من أجزاء المشروع.
لقد فسر أن سبب التأخر في الأعمال كان من جهة باب الملك عبد العزيز لظروف معينة في الموقع، وبالرغم من ذلك أكملت كل أعمال الهدم والتشطيبات، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى.

توسعة الحرم المكي 2050

لقد حدد تكلفة مشروع توسعة الحرم المكي حوالي 100 مليار دولار كحد أدنى، حيث تشمل التكلفة المباني السفلية وامتلاك العقارات.
سيتم إتمام هذه التوسعة على خمسة مشاريع رئيسية، تتمثل في مبنى التوسعة الأساسي، المشروع الخاص بالساحات، مشروع الإنفاق الخاص بالمشاة، مشروع المحطة التي تخص الخدمات المركزية للحرم المكي، والطريق الدائري المحيط بالمسجد الحرام.
كما سيتم إضافة مساحة كبيرة جداً إلى المساحة القديمة للمسجد الحرام، حيث قد تبلغ المساحة الكلية للحرم المكي حوالي مليون ونصف متر مربع.
كما أن الهدف الأساسي من التوسعة الثالثة للمسجد الحرام هو إعادة عمل أساس خاص للمبنى الرئيسي للمسجد والمسعى، علاوة على تحديث المطاف والجسور والمساطب، والساحات الأخرى الخارجية، وغيرها الكثير.
كما يشتمل المشروع على إنشاء ثمانية وسبعون باب أوتوماتيكي يتم التحكم فيه عن بعد.

توسعة المطاف

لقد بدأت التوسعة الأولى للمطاف، وذلك عندما تم هدم جميع المقامات، ماعدا المقام الشافعي، حيث أنه يعلو بئر زمزم، كما تم إنشاء قبو خاص ببئر زمزم، وبذلك أصبح المطاف يستقبل أكثر من أربعة عشر ألف شخص.
كما استكمل عمل التوسعة في عهد الملك الراحل فيصل، وكانت المرحلة الأخيرة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمة الله عليه، تم نقل قبو بئر زمزم إلى مكان أخر بعيد لكي يتم الانتفاع بمساحته.
كما تم تسقيف المساحة التي يشغلها المدخل، وجعلها تتساوى مع صحن المطاف، رص البلاط في أرضية المطاف بشكل كامل بالرخام الأبيض المميز، وبهذه الخطوة أخذ المطاف يشغل صحن المسجد الحرام كله.
تمكن المطاف بعد التوسعة أن يستوعب أكثر من ٢٨ ألف شخص مرة واحدة.

لقد شهد الحرمين الشريفين توسعة وتطور كبير خلال الفترات الماضية، ومازال في تحديث حتى يومنا هذا في عهد الملك سلمان، حيث يريد أن يصل بها إلى القمة، ويخدم زوار بيت الله الحرام، ويجعل كل شيء سهل في الوصول إليه.

عزيزي القارئ نتمني أن نكون قد قدمنا كافة المعلومات عن توسعة الحرمية الشريفين عبر موقع شملول ونحن على استعداد لتلقي تعليقاتكم واستفساراتكم وسرعة الرد عليها.