تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي

تعتبر قصة ملهمة وأمل لكثير من المرضى، فكلمة سرطان تعد بمثابة شبح مخيف لكثير من الناس عند سماعها أو رؤية المرضى المصابين به، فهو أحد السرطانات الحميدة التي وبنسبة كبيرة يستطيع مرضاه الشفاء منه باستمرار تناول العلاج اللازم في الوقت المحدد له، ويهاجم هذا السرطان منطقة معينة من الحلق تتحدد تشريحيًا بالجزء العلوي من الحلق خلف الأنف مباشرةً، وهي فتحة توجد على جانبي البلعوم وتتصل بالأذن من الجانبين.

قصتي مع سرطان البلعوم الأنفي

بدأت تجربتي مع سرطان البلعوم بعدة علامات وأعراض خفيفة جدًا لاحظتها وكذلك الطبيب وهي كالتالي:

  • تورم بعض الغدد الليمفاوية الموجودة بالعنق، فهذه الغدد الليمفاوية مسئولة بشكل طبيعي وفسيولوجي عن فلترة السائل الليمفاوي من مواد الالتهاب والإصابات وتضخمها يدل على وجود التهاب في الحالات الخفيفة أو ورم في بعض الحالات الأكثر تعقيدًا.
  • سقوط قطرات الدم في اللعاب.
  • تكرار الإصابة بعدوى الأذن، وربما فقدان السمع.
  • تساقط بعض الإفرازات الدموية من الأنف.
  • حدوث التهاب في الحلق.
  • تكرار الصداع بشكل كبير.

قد يرى البعض أن أعراض تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي خفيفة وربما يظنها الكثير عدوى بسيطة أو إحدى نزلات البرد المتكررة، ونتيجة لذلك يتقاعسون عن الذهاب للطبيب وإجراء الفحص الطبي، وهذا تصرف غير صحيح فمهما كانت الأعراض بسيطة لابد من إجراء الفحص لتفادي تفاقم المضاعفات الشديدة.

الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي؟

أخبرني الطبيب خلال تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي عن سبب حدوث هذا المرض فهو طفرة جينية معينة تسببت في النمو غير الطبيعي للخلايا الحرشفية التي تبطن البلعوم الأنفي ثم الخلايا القاعدية، ثم اخترقت هذه الخلايا النامية الغشاء الخلوي وأيضًا الخلايا المجاورة.

وهو ما يوصف بهجرة الخلايا السرطانية إلى كثير من أجزاء الجسم الأخرى والتي ربما تتسبب في اختراق الأوعية الدموية والليمفاوية الخاصة بهذه الأجزاء ومن ثَم زيادة الانتشار والتمكن من الجسم كله.

أرجح بعض علماء البيولوجيا الجزيئية سبب تلك الطفرة إلى الإصابة بفيروس إبشتاين بار ولكن حتى الآن لم تثبت دقة هذا السبب.

عوامل تزيد من الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي

بعد البحث و إجراء التجارب المختلفة، أشار العلماء إلى عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض ومنها:

  • الجنس البشري: حيث ينتشر المرض بصورة أكبر في الذكور عن الإناث.
  • العِرق: ينتشر بين سكان شمال أفريقيا، الصين، وأيضًا جنوب شرق آسيا بشكل أكبر من المناطق الأخرى.
  • العمر: حيث يتراوح معظم أعمار المرضى من 30 _50 عامًا.
  • بعض العادات اليومية قد تزيد من احتمالية بداية تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي مثل: تناول الأطعمة المملحة والأسماك تزيد من خطر الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي، بالإضافة إلى تناول الكحول والتدخين.
  • التاريخ العائلي المرضي: وجود شخص في العائلة مصاب بالمرض يزيد من فرص إصابة باقي أفراد الأسرة.
  • فيروس إيبشتاين بار: يرتبط بالمرض، تشبه أعراضه بعض أعراض نزلات البرد العادية.

اقرأ المزيد:-ديابيتونورم (DIABETONORM) دواعي الاستعمال والآثار الجانبية

مراحل سرطان البلعوم الأنفي

في سياق الحديث حول تجربتي يمر سرطان البلعوم الأنفي بعدة مراحل تختلف باختلاف الأعراض وكذلك أماكن انتشاره كالتالي:

المرحلة الأولى: وجود السرطان في منطقة البلعوم الأنفي فقط بدون أدنى انتشار سواء للخلايا المجاورة أو حتى للأوعية الليمفاوية.
المرحلة الثانية: لا يكون الورم السرطاني في البلعوم الأنفي أو يتواجد مكانه وفي الحالتين يتم انتشاره إلى الغدد الليمفاوية على أحد جانبي العنق وربما خلف العنق من الجانبين.
المرحلة الثالثة: وهنا يبدأ الورم ينتشر في الجيوب المختلفة بالإضافة إلى وجوده في الغدد الليمفاوية على أحد جانبي العنق أو خلفه من كلا الجانبين.
المرحلة الرابعة: أكثر المراحل خطورةً، عندها يتمكن الورم من الجسم.

اقرا أيضا:-هايموكس (Hymox) دواعي الاستعمال والآثار الجانبية

هل يشفى مريض سرطان البلعوم الأنفي؟

يعتمد إتمام العلاج على وجود خطة يقوم بوضعها الطبيب المختص حسب حالة المريض ودرجة تقدم المرض وغالبًا ما تبدأ الخطة بالعلاج الإشعاعي أو به مضافًا إليه العلاج الكيميائي أيضًا.

العلاج الإشعاعي:

  • يستخدم الطبيب فيه حزم عالية الطاقة من الأشعة السينية أو عدد من البروتونات للقضاء على هذا النمو من الخلايا السرطانية، في كثير من الحالات يتم هذا العلاج بوضع المريض وضعًا معينًا وتوجيه الأشعة عليه بشكل يستهدف الورم السرطاني فقط.
  • إذا كانت حالة المريض بسيطة فالإشعاع هو العلاج الوحيد له، قد تنتج بعض الآثار الجانبية عنه مثل: فقدان السمع وهدم العظام وكذلك تقرحات في الحلق والفم وبسببها لا يستطيع المريض البلع أو المضغ.

العلاج الكيميائي:

  • هنا يستخدم الطبيب الأدوية المستخلصة من المواد الكيميائية المختلفة سواء عن طريق بلع أقراص أو بالحقن في الوريد بجرعات مناسبة.
  • يعزز هذا النوع من العلاج العلاج الإشعاعي ويمكن أن يؤخذ معه في نفس الوقت، أيضًا فعّال في معالجة أي ورم انفصل عن مكانه وانتشر في الجسم.

الجراحة:

  • غالبًا لا تستخدم الجراحة في علاج هذا النوع من السرطانات، ولكن يلزم الأمر عند استئصال الغدد الليمفاوية المتضخمة.
  • تجرى العمليات الجراحية عن طريق شق سقف الفم ومن ثَم الاستئصال مباشرًة.

تجربتي مع سرطان البلعوم الأنفي

مضاعفات سرطان البلعوم الأنفي

تنتج المضاعفات من زيادة حجم السرطان نفسه وامتداده في الخلايا المجاورة وتأثيره عليها وعلى الأوعية الدموية المرتبطة بها ومن أهم الخلايا أو الأنسجة التي يهاجر إليها السرطان هي: الكبد والعظام وأيضًا الرئتين، كما تكمن المضاعفات في الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي والتي منها مثلًا:

  • اعتلال خلايا الدماغ.
  • الشلل الخاص بالعصي القحفي.
  • ضمور وتلف معظم عضلات المضغ.
  • ضمور الغدد اللعابية وفقدان حاسة السمع.
  • فشل وظائف الكلي.
  • ضمور ولين العظام وعدم قدرتها على أداء وظائفها.
  • وهذه المضاعفات تتطور في حالة إهمال التشخيص والعلاج

الصحة من أهم النعم التي يتمتع بها البشر ومع انشغالهم بأمور الحياة وظروفها ينشغلون عنها ولا يهتمون بالفحوصات الطبية الدورية التي تعالج المشكلات .

شاهد أيضا:-دواء رينوكورت (Rhinocort) دواعي الاستعمال والآثار الجانبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *