الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي 

الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي والذي يعتبر واحداً من أكثر الأمراض الخطيرة التي تتعرض لها الكثير من المناطق في قارة أفريقيا، وبالرغم من أنه منتشر منذ أعوام عدة وليس من الأمراض الحديثة، إلا أنه ينتشر بشكل واسع وسريع، ورغماً عن ذلك فإن الكثير من الناس ما يزالون يجهلون أهم المعلومات المرتبطة به والتي من أهمها هو نوع الطفيل المسبب لهذا المرض، لذا نحن هنا اليوم في هذا المقال لنتعرف على نوع هذا الطفيل وأهم المعلومات الأخرى المتعلقة بهذا المرض، لذا تابعوا معنا.

هو داء المثقبيات

الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي والذي يسمى أيضاً داء المِثقبِيَّات الأفريقي نسبة إلى طفيليات المثقبيات والتي تعتبر المسبب الرئيسي لهذا المرض، حيث تنتقل هذه الطفيليات للإنسان عن طريق ذبابة تسمى التسي تسي والتي ما إن تلدغ الإنسان حتى ينتقل الطفيل إلى جسده.

ويوجد نوعان من هذا الطفيل واللذان يسببان نوعين مختلفين من مرض النوم الافريقي، هما كالتالي:

  1. المثقبية البروسية الغامبية: ينتشر هذا النوع بشكل كبير في غرب ووسط أفريقيا، وهذا النوع ينتشر بشكل سريع، وتم إصابة حوالي 98% من السكان بهذا النوع، وهذا النوع أيضاً خطير للغاية، حيث أنه في معظم الحالات لا تظهر أي أعراض على الشخص المصاب به، ولا يتم اكتشافه إلا في مراحل متأخرة وعندها يكون قد انتشر في الجهاز العصبي مسبباً آثار سلبية.
  2. المثقبية البروسية الروديسية: هذا النوع ينتشر في جنوب وشرق أفريقيا، والعدوى التي يتسبب بها ليست حادة كالنوع السابق، كما أنه غير منتشر بشكل كبير حيث تم إصابة 2% فقط من السكان به، كما أن أعراضه تظهر بعد وقت قصير على المريض من إصابته به، ولكن خطورته تكمن في سرعة تطوره ومهاجمته للجهاز العصبي.

الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي

أعراض مرض النوم الأفريقي

تبدأ أعراض مرض النوم الأفريقي منذ اللحظة التي يتعرض لها الإنسان للدغة ذبابة تسي تسي ودخول الطفيل إلى جسم الإنسان، حيث أن لدغة هذه الحشرة تكون مؤلمة وتتسبب في ظهور حبوب أو بثور حمراء تتحول إلى قُرح حمراء داكنة ومؤلمة، وفيما يلي أهم الأعراض التي تظهر على المريض:

  • من أهم أعراض هذا المرض هو ارتفاع درجة حرارة المصاب بشكل تدريجي نتيجة وصول المرض للعقد الليمفاوية.
  • ويصاحب هذا الارتفاع في درجة الحرارة صداع وقشعريرة وألم في عضلات ومفاصل الجسم.
  • يصاب بعض الأشخاص بالطفح الجلدي الذي ينتشر على جميع أجزاء الجلد، وقد يحدث تورم في الوجه.
  • بالإضافة إلى تورم الغدة الليمفاوية ويظهر هذا التورم في الجزء الخلفي من الرقبة.
  • عندما يصل المرض للدماغ والجهاز العصبي فإنه يتسبب في صداع قوي ودائم.
  • بالإضافة إلى أن المصاب يبدأ في فقدان تركيزه، والنوم لفترات طويلة.
  • يصاب المريض بعدم التوازن واختلال في الحركة والمشي، ثم بعدها يعاني من النعاس غير الطبيعي والذي يجعله ينام أثناء قيامه بأي عمل.
  • إذا لم يتم تشخيص المرض وسرعة علاجه فإنه قد يتسبب في حدوث غيبوبة أو يؤدي للوفاة خلال عدة أشهر إلى 3 سنوات وفقاً لقوة الطفيل، وتكون الوفاة ناتجة عن سوء العلاج والتغذية حيث أن هذا المرض يتسبب في حدوث أنيميا.

تعرف على..نشرة دواء نايت كالم لعلاج الأرق

العدوى وانتقال مرض النوم الأفريقي

مرض النوم الأفريقي هو في الأساس عبارة عن عدوى يسببها طفيل أولى ينتمي إلى فئة المثقبيات، وتقوم ذبابة التسي تسي المنتشرة بشكل كبير في الصحراء الكبرى في أفريقيا بنقل الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي من إنسان أو حيوان مريض وحمله إلى إنسان آخر غير مريض، وإدخال الطفيل إلى جسمه من خلال لدغتها القوية.

ولكن لا يقتصر انتقال المرض بين الأشخاص على ذبابة التسي تسي فقط، بل يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الطفل وذلك من خلال اختراقها للمشيمة وإصابة الجنين، كما يمكن أن ينتقل أيضاً من خلال الوخز بإبر ملوثة بدم شخص مريض.

تنقسم فترة العدوى إلى مرحلتين، الأولى يتم فيها تكاثر المثقبيات في الأنسجة تحت الجلد واللمف والدم، وتُعرف بالمرحلة الدموية اللمفية وتتسم بنوبات الحمى والحكة وآلام المفاصل والصداع.

أما المرحلة الثانية تقوم الطفيليات فيها باختراق الحائل الدموي الدماغي وإصابة الجهاز العصبي المركزي، وتسمى بالمرحلة الدماغية السحائية أو المرحلة العصبية، وتتسم بظهور أعراض أكثر وضوحاً وتغيرات في سلوك الشخص المصاب، وحدوث اضطرابات حسية.

الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي

علاج داء المثقبيات الأفريقي

في إطار الحديث عن الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي دعونا نتعرف على طريقة علاج هذا المرض والذي يعتمد نوع علاجه على المرحلة التي يمر بها المرض، حيث أن أدوية المرحلة الأولى أقل سمية وأخف، بينما أدوية المرحلة الثانية أكثر سمية وأثقل وأصعب في التعاطي، نوضح ذلك فيما يلي:

المرحلة الأولى: يتم فيها استخدام ما يلي:

  • السورامين: يستخدم في علاج المثقبية البروسية الروديسية في المرحلة الأولى، ومن أهم آثاره الجانبية حدوث تفاعلات حساسية، وسيلان بولي.
  • البنتاميدين: أما هذا الدواء فهو يستخدم في علاج المثقبية البروسية الغامبية في المرحلة الأولى، ومن تعليقات المرضى فإن لهذا الدواء نتائج جيدة وآثاره الجانبية خفيفة.

المرحلة الثانية: يتم فيها استخدام ما يلي:

  • الميلارسوبرول: يستخدم في علاج المرض بشكليه الأول والثاني، ولكن له بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل الاعتلال الدماغي التفاعلي الذي قد يؤدي للوفاة.
  • الإيفلورنيثين: هذا النوع أقل سمية من سابقه، ولكن فاعليته تقتصر على المثقبية البروسية الغامبية.
  • علاج توليفي: وهو يحتوي على النيفورتيموكس مع الإيفلورنيثين ولكن تأثيره على المثقبية البروسية الروديسية غير مضمون.

طالع أيضا…ما هو مرض البهاق وطرق التشخيص وأسباب حدوثه

طرق الوقاية من مرض النوم الأفريقي

نظراً لعدم وجود أي لقاح طبي يمكن أن ينجح في منع الإصابة بهذا المرض وانتقال الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي لابد أن الجميع يرغب في معرفة كيف يمكن الوقاية من مرض النوم الأفريقي أو داء المثقبيات الأفريقي ومنع الإصابة به لأن الوقاية خير من العلاج، وفيما يلي بعض النصائح والطرق التي يمكن بواسطتها الوقاية من هذا المرض كما يلي:

  • إجراء فحوصات مخبرية دورية والقيام بالتحاليل اللازمة بشكل مستمر للتأكد من عدم الإصابة بهذا المرض، أو سرعة التشخيص والعلاج في المراحل الأولى في حالة الإصابة بالمرض وخاصة للأشخاص المعرضين للإصابة.
  • ارتداء ملابس بألوان محايدة قدر المستطاع، حيث ثبت أن ذبابة التسي تسي تنجذب بشكل كبير للألوان الداكنة للغاية، أو الألوان الزاهية جداً.
  • الحرص على ارتداء ملابس تقي من لدغات الحشرات وأن تكون مصنوعة من أقمشة متوسطة وليست رقيقة مثل السراويل الطويلة، والقمصان بأكمام طويلة، ومحاولة تغطية جميع أجزاء الجسم .
  • استخدام طارد وصاعق الحشرات والذي يقضي على أي حشرات موجودة في المكان وذلك بعد أن ثبت عدم فعالية مبيدات الحشرات ضد حشرة التسي تسي.
  • التأكد من خلو المركبات والسيارات من أي حشرات قبل الركوب فيها، حيث أن حشرة التسي تسي تنجذب للمركبات المتحركة.

لا يقتصر وجود داء المثقبيات على قارة أفريقيا فقط، بل إنه يوجد أحد الأشكال الأخرى من هذا الداء موجودة في قارة أمريكا الجنوبية ويسمى بداء المثقبيات الأمريكي، وحتى وإن اختلف نوع الكائن الذي ينقل هذا المرض في أمريكا الجنوبية عنه في أفريقيا إلا أن الطفيليات المسببة لنوعي المرض لا تزال تنتمي لنفس الفصيلة وهي المثقبيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *