دعاء اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها المصيبة والبلاء والابتلاء والمتاعب والمشاكل كلها معانى ومفردات لأمر نتيجته واحدة وهي الإصابة بالهم والضيق والتعب إلا أن درجة الابتلاء والمصيبة تختلف وفقا لشدتها وحالة المصاب بها والتعرض للإصابة الابتلاء والمصائب أمر طبيعي ووارد في الدنيا ويجب علينا في تلك الحالة الامتثال لما علمنا إياه رسولنا الكريم وما ذكرته الشريعة الإسلامية.
دعاء اللهم اجرني في مصيبتي
ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ}،[البقرة:156] اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها، قالَتْ: فَلَمَّا ماتَ أبو سَلَمَةَ، قُلتُ: أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَتْ: أرْسَلَ إلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حاطِبَ بنَ أبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي له، فَقُلتُ: إنَّ لي بنْتًا وأنا غَيُورٌ، فقالَ: أمَّا ابْنَتُها فَنَدْعُو اللَّهَ أنْ يُغْنِيَها عَنْها، وأَدْعُو اللَّهَ أنْ يَذْهَبَ بالغَيْرَةِ.
هذا الحديث هو حديث صحيح قد روته أم سلمة رضي الله عنها عندما توفي عنها زوجها أبو سلمة فقالت مثلما أمرها رسول الله صل الله عليه وسلم والمقصود من “وأخلف لي” أي أكرمنى وعوضني بالأفضل منه وما يحمل الخير لي والمقصود “في مصيبتي” هو كل بلاء يلحق بالإنسان مصيبة تختلف في كونها قد تمس نفسا أو مالا .
شرح حديث اللهم أجرني في مصيبتي
- على الرغم من كون هذا الحديث يعلمنا دعاء هام في حياتنا ويقال بالتحديد عند المرور بمصيبة أو امر يصيبنا بالحسرة والوجع في قلوبنا إلا انه يعلمنا أمور كثيرة أخري والتي أهمها الامتثال لأمر الله عز وجل مهما يقع علينا من مصائب وبلايا .
- ونتناول شرح الحديث السابق ذكره والذي بلغنا إياه من رواية أم سلمة رضي الله عنها عندما توفي عنها زوجها فجاءها نبي الله صلى الله عليه وسلم وأمرها أن تدعو به وقد قالته إلا أنها استوقفت عند ” وأخلفنى خيرا منها “ وذلك لعظم شأن زوجها عندها كما أنه رضي الله عنه كان أول من هاجر مع رسول الله (ص) وبالتالي لا يوجد من هو أفضل منه زوج لها كما أنها في هذا الوقت لم يخيل لها أن يكون رسول الله (ص) زوجا لها فهو بالنسبة لتفكيرها أمر مستبعد نهائي .
- أما الجزء الأخير والمتعلق بخطبتها من رسول الله (ص) عندما أرسل إليها رسول الله (ص) حاطب بن أبي بلتعة ليطلبها له فكان ردها أن لديها ابنة في حاجة لها فأغنى الله ابنتها عنها بزواجها ، وقولها انا غيور كونها شديدة الغيرة من تعداد زوجات رسول الله (ص) وقد نزع الله عز وجل من صدرها الغيرة واخلفها بمن هو أفضل من زوجها بخاتم الأنبياء والمرسلين صل الله عليه وسلم .
حكم ذكر المصيبة في الدعاء
كثيرا من الناس يتجهون إلى تسمية المصيبة وذكرها خلال الدعاء مثلا يقول اللهم أجرني في مصيبتي (كذا) واخلفنى خيرا منها ولا يوجد ما نص على كونه محرم إلا انه لا يستحب لكون كلمة اللهم أجرني في مصيبتي عام وأشمل والله جل وعلا عالم بما أصابك كما أن كلمة مصيبة تشكل العموم بمعنى أنه يمكن أن يصاب الإنسان أكثر من مصيبة في آن واحد وبالتالي فهي مفرد العموم ويتضح لنا ان لفظ هذا الحديث كافي للغاية ولا حاجة إلى الزيادة عليه .
التكليف من حديث اللهم اجرني
إذا تمعنا جيدا في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم والذي أمرنا بها عند وقوع المصائب مهما بلغت شدتها كبيرة أو صغيرة نجد أن هناك تكليف واضح وصريح بوجوب التحلي بالصبر على المصيبة وعدم الهلع والجزع والخوف، كذلك التضرع إلى الله تعالى دوما بالدعاء والرضا بما قسمه الله عز وجل، كذلك نجد وجوب الامتثال إلى ما أمرنا رسول الله (ص) حتى لو لم يتبين لنا الحكمة من وراء هذا الأمر الواقع علينا .
صور الصبر في الإسلام
تختلف وتتعدد أنواع الصبر التي يمر بها العبد على مدار عمره في الدنيا فهناك؛
- الصبر على البلايا والتي تتمثل في منع نفسك من السخط أو النقم او الجزع عند حلول المصيبة.
- الصبر على النعمة والتي تتمثل في ضرورة الشكر والحمد لله وعدم الغرور والتفاخر بها .
- ان تصبر على طاعة وهو بالمحافظة عليها دوما بل والإكثار منها.
- وأخيرا أن تصبر على المعاصي بمعنى كبح نفسك عن اتباع الشهوات والكف عنها.
نتيجة عدم الصبر
في حالة عدم الامتثال لأمر الله وعدم التحلي بالصبر ستكون النتيجة كالاتي ؛
لن تورث إلا الندم والحسرة في حياتك ، تتضاعف حجم المصيبة ولن تؤجر عليها ، تبدأ في إلحاق الأذى بنفسك ، تزعزع ايمانك بالله ، الإصابة بالأمراض عذاب في الدنيا والآخرة .
ادعية عند الابتلاء فى السنة
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تعلمنا كيفية الدعاء عند الإصابة بابتلاء ؛
عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسولُ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان»، رواه مسلم.
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يقول: « مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيقولُ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ: اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي، وَاخْلُف لي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَأَخْلَف له خَيْرًا مِنْهَا» قالت: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْرًا منْهُ رسولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم-، رواه مسلم .
أدعية قصيرة عند الابتلاء
- “ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين، اللهم أيدني منك بصبر دائم”
- “اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي، وتعلم ما في نفسي فاغفر لي ذنوبي”
- اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبه علي والرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال والإكرام”
- دعاء يوسف عليه السلام: “اللهم اجعل لي من كل ما أهمني و كربني من أمر دنياى وأمر آخرتي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجائي واقطعه عمن سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك”
- من أدعية الصحابة رضوان الله عليهم: “ربي لاتكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد وأغنني عن كل أحد يا من إليه المستند وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصمد لا شريك له ولا ولد خذ بيدي من الظلال إلى الرشد ونجني من كل ضيق ونكد”
بذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال اليوم دعاء اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ويسعدنا مشاركتكم لنا اسفل المقال .