أجر إفطار الصائم في رمضان وكفارة الإفطار

ما هو أجر إفطار الصائم في رمضان؟ وما هي كفارة الإفطار في نهار رمضان؟ إن إفطار الصائم في رمضان يُعد من أعظم العبادات التي يقوم بها أي شخص في شهر رمضان، حيث يتسارع الناس في شهر رمضان إلى فعل الخيرات والتنافس فيه، ومن أكثر العادات التي يتنافس المسلمون فيها هي إفطار الصائم في شهر رمضان، والحصول على الأجر كاملًا.

أجر إفطار الصائم في رمضان

أجر إفطار الصائم في رمضان

يحاول العديد من الأشخاص خلال شهر رمضان المعظم أن يقوموا بفعل الخيرات والتنافس فيهم، ومن بين هذه الخيرات هو إفطار الصائم، فأجر إفطار الصائم في رمضان كأجر الصائم نفسه.. ويكون أول ما يتناوله الصائم هو الطعام حتى يصدق عليه أنه فطره.

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ”،

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ، قَالَ: “يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وَسَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ”.

يعد إفطار الصائم في رمضان أيضًا من أنواع الجود الذي يتحلى به المؤمن في رمضان، حيث يشار بأن من الأعمال التي كان يتسابق عليها السلف قديمًا هي تفطير الصائم.. كما كان يفعل بن عمر -رضي الله عنه-، فكان وهو يفطر مع أهله إذا جاءه سائل، يقوم بأخذ نصيبه من الطعام ويعطيه له.

فضل إطعام المساكين في رمضان

إن إطعام المساكين في رمضان له أجرًا عظيمًا في القرآن والسنة، حيث وصف الله -سبحانه وتعالي- في كتابه العزيز الأشخاص الذين يقومون بإطعام المساكين في شهر رمضان بالآتي:

  • وصفهم الله بالأبرار في قوله -تعالى-: إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9).
  • وصفهم الله بأصحاب الميمنة، قال -تعالى-: أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18).

كفارة افطار رمضان وأنواعها

أجر إفطار الصائم في رمضان

في حالة إفطار المسلم في شهر رمضان فيجب أن يقوم بإخراج كفارة عليه، والكفارة هي ثلاثة أنواع: العتق، الصيام، إطعام المساكين، حيث يجب أن تكون هذه الكفارة عند الجمهور بالترتيب، إلا أن المذهب المالكي خالفهم في ذلك؛ فقاموا بجعل إطعام المساكين في المقام الأول.

عتق الرقبة

من الشروط التي اشترطها جمهور العلماء من المالكية، والحنفية، والشافعية، هي أن يكون الرقبة التي يتم عتقها خالية من العيوب التي من الممكن أن تؤثر في العمل؛ حيث قال الحنفية بأنه شرط أن تكون النية واجبة، وأن المعتق يجب أن يكون عبدًا كاملًا تؤدي به المنفعة، فمن يكون فاقد بصره.. أو غير قادر على المشي يكون غير صالح للعتق.

حيث قالت المالكية أن وجود العيب في المعتق لا يمنع من جواز اعتاقه ما إذا كان هذا العيب لا يؤثر على تصرفاته.. أو يمنعه من الكسب، أما في المذهب الشافعي والحنابلة قاموا بمنع أن يكون في الرقبة خلل واضح يمنعها من العمل.

صيام شهرين متتابعين

في أغلب الأحيان يقوم المسلم باللجوء إلى الكفارة إلى صيام شهرين متتابعين في حال عدم وجود رقبة يعتقها، فإذا بدأ بالصيام مع بداية شهر من الأشهر الهجرية.. فإنه يقوم بإكمال الشهر ويستمر حتى الشهر الذي يليه، مع التنبيه بأن يوم القضاء لا يجب أن يتم إدخاله ضمن الشهرين.

يعد شرطًا أساسيًا هو إفطار الشهرين المتتابعين، حتى وإن أفطر يومًا بعذر شرعي، يكون كل ما قام بصومه تطوعًا.. ويبدأ الصيام مرة أخرى من جديد، أما في المذهب الحنبلي اعتبروا أن الصيام الذي انقطع بعذر شرعي لا يقطع تتابع الشهرين، إنما يقوم الشخص بإكمال صيامه الطبيعي.

إطعام ستين مسكين

المقصود هنا هو أن يقوم المسلم بإخراج طعامًا، والمقصود بالطعام هنا هو كافة أنواع الطعام، حيث يقوم بإطعام ستين مسكينًا والذي يعادل صيام شهرين متتابعين.. فإطعام ستين مسكين يكون عن كل يوم صوم.

اختلف العلماء في مقدار الطعام، فقال أبو حنيفة إذا كان الإطعام من القمح فيطعم كل مسكين نصف صاع.. وإن كان شيء غير القمح فيطعم صاع، ويقول “أحمد” أن لكل مسكين مدًا من القمح، أو نصف صاع من الشعير أو التمر.. ويقول الشافعي والأوزعي بأن يقوم بإطعام مدًا مما يشاء.

ذكرنا لكم في هذا الموضوع إجابة سؤال ما هو أجر إفطار الصائم في رمضان.. وفضل إطعام المساكين في رمضان، وتسميتهم في كتاب الله، بالإضافة إلى كفارة إفطار شهر رمضان وأنواعهم المختلفة عند كافة العلماء، ونتمنى أن نكون قدمنا لكم النفع والفائدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *