أحاديث نبوية صحيحة عن العفو والتسامح

أحاديث نبوية صحيحة عن العفو والتسامح , تحثنا على نشر هذه الصفة الحميدة فيما بعضنا البعض، فقراءة الإنسان لأحاديث عن العفو والتسامح تزيد من حبه للآخرين وتجعله ذو رغبة كبيرة في تقديم الخير لغيره.

التسامح هو التساهل والتهاون في الأمر وأمرنا الله سبحانه وتعالى به وذكرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً لذلك سنقدم إليكم في هذا المقال أحاديث تدل على تلك الصفة الحميدة.

معنى التسامح ؟

أحاديث عن العفو والتسامح

  • التسامح في اللغة العربية يعني التساهل في الأمر وأخذه بالأمر السهل والهين.
  • إما بالنسبة له في المعنى الاصطلاحي فهو صفة حميدة ومعناها الصفح عن الخطأ الذي قام به الشخص وتمادى فيه سواء كان الخطأ ذلك مقصود أو غير ذلك.
  • ومعناه أيضًا تجاوز أخطاء الأخرين وعدم التركيز على العيوب المتواجدة فيها.
  • فلسفة التسامح هي من الصفات التي يتمتع بها الصالحين والمتقين والعظماء.
  • حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه على تلك الصفة كثيرًا فيما بيننا البعض فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متصالح ومتسامح مع من حوله.

ما معنى العفو ؟

  • هي صفة من الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مؤمن.
  • فالعفو هو ترك العتاب على الذنب ونسيانه والتجاوز عنه والابتعاد عن المعاقبة عنه ويوجد من العفو نوعين.

أنواع العفو

أحاديث عن العفو والتسامح

 النوع الأول وهو عفو الله سبحانه وتعالى عن عباده

  • وهو مسامحتهم على ما ارتكبه من ذنوب وعدم محاسبتهم عليه.
  • فيعفو الله عن عباده ويقوم بمحو جميع سيئاتهم ويحصل العبد على هذا النوع بطرق معينة وهما استغفار الله سبحانه وتعالى.
  • والتوبة عن الذنب والندم عليه بشكل نهائي في التوبة تعتبر من أهم الأعمال الصالحة التي تقوم بالقضاء على السيئات.
  • من أبرز الوسائل التقرب من الله سبحانه وتعالى هي الدعاء بالعفو.

النوع الثاني هو العفو بين الناس

  • فهو من أكثر السمات الحميدة التي يجب أن تكون عند المسلم
  • فكان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من يقوم بطلب العفو من الله سبحانه وتعالى حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أنه قال (قولي : اللهمَّ إنك عفوٌّ تحبُّ العفوَ ، فاعْفُ عنِّي).
  • كما أنها من الصفات التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها فقد حثنا الله بقبول الأعذار من الأشخاص.
  • فالعفو من الصفات التي تجعل المؤمنين يدخلون الجنة.

أحاديث عن العفو والتسامح

عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه و سلم: ((لا تحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابروا، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وَعِرْضُهُ)).

أنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ: أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ وأيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ((أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجد ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ])).

عن الزبير قال: قال صلى الله عليه و سلم: ((دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم أفشوا السَّلامَ بينَكم)).

عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ((إنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم)).

أحاديث قصيرة عن التسامح

من أجمل الخلق الحسن التي يتصف بها الإنسان هي خلق التسامح، في تسامحك مع الآخرين يدل على رفعة أخلاقك وسعة صدرك، وقد حث القرآن الكريم كثيرًا عليه، كما أمرنا رسولنا الكريم بها في الكثير من أحاديثه الشريفة، ومن بينها ما يلي:

عن ابن عمر، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (( المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ

عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((المؤمِنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يشُدُّ بعضُه بعضًا. ثم شبَّك بين أصابِعِه. وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا، إذ جاء رجلٌ يسأل، أو طالبُ حاجةٍ، أقبل علينا بوجْهِه، فقال: اشفَعوا فلْتُؤجَروا، وليقضِ اللهُ على لسانِ نَبيِّه ما شاء)).

عن النعمان بن بشير قال: قال صلى الله عليه و سلم: ((مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى)).

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بُعِثتُ بالحنيفيةِ السمحةِ).

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أَدَخَلَ اللهُ عزَّ وجل الجنةَ رجلًا كانَ سهلًا مشترِيًا وبائعًا وقاضِيًا ومُقْتَضِيًا) [مسند أحمد.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((إيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الحديثِ، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسَدوا ولا تدابَروا، ولا تباغَضوا، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا)).

أهمية العفو والتسامح

للتسامح والعفو الكثير من الفوائد وإليكم في السطور الآتية أهميتها:

  • هما الطريق إلى الجنة كما يزيلا كل حقد وكراهية من نفوس الأخرين.
  • العفو والتسامح سبب رئيسي لتقوى الله سبحانه وتعالى.
  • توثيق العلاقات الاجتماعية.
  • يزيد من الشعور بالراحة النفسية والأمان.
  • يعتبر سبب أساسي للحصول على رضا الله سبحانه وتعالى.
  • سبب لنشر المحبة والألفة بين البشر.

مواقف التسامح الصحابة

هناك الكثير من المواقف النابعة من الصحابة التي تدل على كرم أخلاقهم وتسامحهم عن من آذاهم وإليكم في السطور التالية أهم هذه المواقف:

  • تسامح السيدة زينب عن السيدة عائشة رضي الله عنهما.
  • موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حسان بن ثابت، وذلك عند مسامحته برغم مشاركته في شهادة الإفك.
  • تسامح سعد بن أبي وقاص عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك أثناء قيام نفر بسب وشتم علي ولكنه لم يسكت وقام بالدفاع عنه ودعا على كل شخص دعا عليه.
  • وتسامح أبي بكر الصديق مسطح بن أثاثة برجوعه للنفاق عليه بعد أن توقف عن ذلك بعد ما علم على ما تحدث به في حادثة الإفك.

نماذج عن العفو والتسامح للرسول

اتسم الرسول صلى لله عليه وسلم بصفة العفو والتسامح وإليكم في السطور الآتية أهم المواقف التي تشير على ذلك:

  • “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، فهذه من أهم مواقف عفو رسول الله عندما قال يوم فتح مكة فلم يفكر الرسول نهائياُ في رد الإساءة لمن طردوه ولكنه قال لهم أن يذهبوا دون أن يفكر في رد الإساءة.
  • تسامح الرسول صلى الله عليه وسلم لغلظة عرابي فعن أنس بن مالك قال”كنت أمشي مع رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وعليه برد نجراني (عباءة) غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة ـ [أي جذبه جذبة قوية] حتى رأيت صفح عنق رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جذبته (تركت الجذبة علامة على عنق الرسول”، وطلب من رسول الله أن يعطيه مال من مال الله سبحانه وتعالى فالتفت له رسول الله صلى الله عليم وسلم وضحك ثم أمر له بالعطاء.

وفي ختام موضوعنا أحاديث عن العفو والتسامح نرى أن هذه الصفة من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان فبدونها لا يعيش الناس دون حب وتواد، يسعدنا تلقي استفساراتكم في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *