الرد على أحسن الله عزاكم وحكم التعزية من ضمن أهم وأصعب المواقف التي نتعرض لها في حياتنا هي الذهاب للقيام بواجب العزاء لأحباء في شخص غالي أو شخص معروف لنا قد يكون قريب أو صاحب أو فقيد لشخص غالي عليك وكثير منا قد لا يكون تعرض لمثل هذا الموقف مسبقا أو مر بالفعل به إلا انه لم يعلم الرد والكلام المناسب المفترض قوله في مثل تلك المواقف وهذا ما نتعرف عليه معا في موضوعنا هذا .
التعزية في الإسلام
عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت، فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب.
الكثير من الأسئلة التي تتوارد على خواطرنا فيما يتعلق بالعبارات والجمل الواجب قولها في التعزية وما هو دليلها وحكمها في الإسلام ونظرا لكوننا نتبع شريعة الدين الإسلامي وسنة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بالتالي فإن أي أمر نختلف فيه أو نجهله ولا نعلم التصرف السليم فيه فعلينا بالامتثال بالبحث في كتاب الله وسنة رسوله عنه .
- قال رسول الله صل الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي
- وبالبحث في سنة رسول الله (ص ) نجد موقف تعزية سيدنا محمد (ص) لإحدى بناته في أحد أبنائها قائلا لها إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب
الرد على أحسن الله عزاكم
- بعد ان تعرفنا على الرد السليم والصحيح والذي ورد عن نبي الرحمة المهداة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في حالة العزاء ورد عن العديد من العلماء أنه لا مانع عند عدم تذكر الشخص تلك التعزية أن يقوم بقضاء واجب العزاء بأحد تلك العبارات أعظم الله أجركم، وأحسن الله عزاءكم وغفر لميتكم
- وهنا يأتي دور صاحب العزاء في رد التعزية حيث يجوز الرد عليها بإحدى تلك العبارات على سبيل المثال جزاك الله خيرا، أو رحمنا الله وإياك واستجاب دعاءك إلى أخره من العبارات الأخرى
- ومن العبارات التي تقال في الرد على التعزية ؛ شكراً لكل من قدم واجب العزاء والمواساة، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
حكم أحسن الله عزاكم
مما سبق نستدل على أن حكم التعزية في الإسلام مشروع وواجب وكونه حق من حقوق الأخوة أو الصداقة كونه يقوي المعاملات الإنسانية ويدعمها وفيه التذكير بالصبر والدعاء وهذا يتضح في سيرة رسول الله صل الله عليه وسلم حيث قام بالتعزية في أصحابه كما أن أصحابه كانوا يعزوا بعضهم بعضا كذلك كونها من أحد صور مؤازرة ومساندة الآخرين في مواقف الحياة الصعبة والمؤلمة
جزاك الله خيرا، أو رحمنا الله وإياك واستجاب دعاءك
صيغ مشروعة في التعزية
كما ذكرنا أنه لا توجد صيغ محددة بالنسبة الي أحسن الله عزاكم معينة للقيام بواجب العزاء ولا يوجد نص معين مرتبط بقوله في تلك المواقف إلا أننا يجب أن نتحرى الصيغ المشروع قولها من عدمه والتي يشترط إلا تخالف مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ومن عبارات التعزية المشروعة ؛
- قد أصابني من الحزن ما أصابكم فلا تيأسوا، والله يسمع دعائكم.
- عظم الله أجركم، وأحسن عزائكم، وغفر لميّتكم.
- اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
- يا من يعزّ علينا أن نفارقهم وجدنا كل شيء بعدكم عدم.
- اصبر لكل مصيبة وتجلّد، واعلم بأنّ المرء غير مُخلّد.
- أحسن الله عزاءكم في مصابكم، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
- لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فلتصبر ولتحتسب.
- عظم الله اجرهم وجبر مصابهم وغفر لميتهم اللهم ارحمة ووسع نزله وأكرم مدخله واجمعنا بهم في مستقر رحمتك، اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه لا حول ولا قوة إلّا بالله.
الصيغ الغير مشروعة في التعزية
بعد أن ذكرنا الصيغ المشروع قولها في التعزية يجب علينا التعرف على العبارات الغير مشروعة في التعزية والقيام بواجب العزاء والتي يشاع استخدامها بدرجة كبيرة وهى التعزية بقول البقية في حياتك وهذا القول مناف للشريعة الإسلامية والدين لأن الله تعالى قد حدد لكل منا عمر خاص به لا يزيد عليه ولا ينقص منه شيئا ، ولهذا عليك أخي الفاضل تجنب قزل مثل تلك العبارة .
آداب التعزية في الشريعة الإسلامية
- بعد ان تعرفنا على حكم التعزية في الإسلام نتطرق إلى ذكر عدد من الآداب المتعلقة بالتعزية منها مدة العزاء حيث نعلم جميعا أن مدة العزاء في الإسلام هي 3 أيام فقط ولكن لنفترض عدم العلم بهذا المصاب إلا بعد مرور الأيام ال3 فيكون واجب عليك القيام بالعزاء عند العلم به .
- كذلك التساؤل حول المكان المناسب ليقام فيها العزاء لم يشترط الإسلام مكان معين ومحدد يقام فيه العزاء والأصل فيه البعد عن الإسراف والبذخ والأفضل القيام بالتصدق بتلك الأموال ويكتفي أن يكون العزاء في منزل المتوفي أو أحد القاعات المخصصة لذلك .
أمور ينتفع بها المتوفى
بعد وفاة المرء منا لا ينفعه سرادق العزاء المقام في اغلي قاعات المناسبات وغيره من الأمور إلا انه واجب القيام بما سوف ينفع الميت وهي إخراج الصدقات على روح المتوفى ويفضل القيام بصدقة جارية على روحه والتي تتمثل في العديد من الأشكال منها وضع المصاحف في المساجد أو زراعة الشجر ليستظل بها الإنسان والحيوان إلى آخره من أشكال الصدقات الجارية وأسهل تلك الأمور هي الدعاء له بالرحمة والمغفرة .
بذلك نصل إلى ختام مقال اليوم الرد على أحسن الله عزاكم وحكم التعزية ويسعدنا استقبال ارائكم واقتراحاتكم اسفل المقال .