أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل

أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل من فضل الله عز وجل على عباده أنه من علينا بأيام وأوقات كثيرة في العام الهجري يعد استغلالها في الطاعات والعبادات فرصة كبيرة بالتحديد لكل شخص قد أخذته الدنيا بالمتاعب وانشغل بها عن ذكر الله أو أرهقته الذنوب والمعاصي واثقلت كاهله حيث أن تلك الأيام تكون من الأوقات المباركة المجاب بها الدعاء يغفر الله فيها الذنوب لمن يشاء من عباده وينزل بها الرحمات علينا.

تسمية أيام التشريق بهذا الاسم

سميت أيام التشريق بهذا الاسم لكونها تأتي في الأيام الثلاث التي تلي اول أيام العيد وهم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهي أيام يتم فيها ذبح الاضاحي وتشريق لحومها أي تجفيفها بالشمس ولذلك أتت كلمة أيام التشريق، كما ان أيام التشريق المقصود بها الأيام المعدودات التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة.

قول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»

أعمال الحجيج أيام التشريق

شهر ذي الحجة هو شهر أداء فريضة الحج، وبه يتوجه الحجاج لزيارة بيت الله الحرام والقيام بأداء مناسك الحج وفقا لما وضحه رسول الله صل الله عليه وسلم في كل يوم، بخصوص أعمال الحجاج في أيام التشريق هي؛

اليوم الأول وهو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك ويوافق يوم ال11 من شهر ذي الحجة حيث يرجع الحاج إلى منى ويقوم في ذلك اليوم بفعل أمرين أولهما هو القيام برمي الجمرات الثلاثة و يبدأ وقت رمي الجمرات في هذا اليوم بعد زوال او غروب الشمس حيث يقوم الحاج بالقاء الجمرة الخاصة بـ العقبة الصغرى والوسطى والكبرى في كل رميه يرمي ب7 حصيات، بعد الانتهاء من رمي الجمرات عليه بالمبيت ليلة هذا اليوم في منى وهو أمر واجب عند كافة العلماء إلا أنه سنة في مذهب الحنفية.

ليأتي اليوم الثاني من أيام التشريق وهو ثالث أيام العيد الكبير ويوافق يوم ال12 من ذي الحجة ويتم به أيضا رمي الجمرات كما فعل في اليوم الأول يتاح له النفر الأول أي مغادرة منى والذهاب لمكة ولكن يجب ان يفعل هذا أما قبل غروب الشمس وفقا للشافعية أو قبل فجر اليوم الثالث وفاقا للحنفية فإن لم يستطع أن يغادر فوجب عليه المبيت لليوم الثاني بمنى وعليه برمي الجمرات لليوم الثالث اما إذا تمكن من المغادرة فلا اثم عليه ويسقط عنه رمي الجمرات لليوم الثالث.

اليوم الثالث من أيام التشريق وهو رابع أيام العيد ويوافق يوم ال13 من ذي الحجة ويقوم به الحاج الذي لم يغادر منه وفقا لما سبق و ذكرناه برمي الجمرات لليوم الثالث وهو النفر الثاني، ويبدأ بعدها بانتهاء مراسم الحج حيث لا يجوز المبيت بمنى في اليوم الثالث وعليه التوجه لمكة.

أيام التشريق

أعمال غير الحجاج أيام التشريق

أما عن أعمال غير الحجاج في أيام التشريق فهي أيام عبادة وطاعة وذكر لله وتناول الطعام والشراب، وأفضل الأعمال في تلك الأيام هي التكبير طوال اليوم وذكر الله وشكره على نعمه التي أنعم بها علينا من أكل لحوم الأنعام.

أيام التشريق

صيام أيام التشريق

ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم في حديثه عن أيام التشريق إنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى مما يشير إلى عدم إجازة الصيام بها بل منع الصيام وحرم بتلك الأيام بشكل قاطع استنادا إلى حديث رسول الله (ص)

عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ»

أيام التشريق

حكم صيام أيام التشريق

أما عن حكم صيام أيام التشريق فقد حرم الصيام بتلك الأيام بشكل عام وفقا لعدد من الأحاديث النبوية ولم يتم إعطاء رخصة صيام أيام التشريق إلا للحاج المتمتع أو الحاج القارن أي الذي يقوم بأداء فريضة الحج والعمرة معا ولم يجد لذبح اضحية الهدى، وتلك الحالة فقط هي المجاز لها الصوم أيام التشريق وغير ذلك لا يجوز مطلقا ومحرم، واتجه جمهور العلماء كذلك لعدم صيام تلك الأيام تطوعا، وكذلك عدم صيامها حتى وان كان قضاءا عن أيام رمضان على الرغم من إجازة القليل له في تلك الحالة.

عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.

صيام ثالث أيام التشريق

يوافق ثالث أيام التشريق يوم ال13 من شهر ذي الحجة وهو يتضمن الأيام البيض وهم ال13 و14 و15 من كل شهر عربي، حيث حثنا رسول الله صل الله عليه وسلم على صيام تلك الأيام وكذلك أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع لما بها من فضل كبير وأجر.

إلا أن رسول الله صل الله عليه وسلم حرم علينا صيام 5 أيام هي يوم العيدين أي أول يوم من عيد الفطر وكذلك اليوم الأول من يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاث، وبالتالي لا يجوز صيام يوم ال13 من شهر ذي الحجة ومن يرد فعليه بصيام يوم ال14 وال15 من الشهر فقط وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم عن صيام هذا اليوم انه لو قام بصيامه لا يحسب عليه اجر.

أيام التشريق

فضل صيام الأيام البيض

يجب ان نعلم ان الأيام البيض ليست هي أيام التشريق، وبعد ان علمنا ما هي أيام التشريق تعال لنتعرف سويا على الفرق بينها وبين الأيام البيض حيث كما ذكرنا أن الأيام البيض هي أيام ثابتة متتالية في كل شهر عربي هي ال13 و14 و15 كما علمنا ولكن ما السبب وراء حث رسول الله صل الله عليه وسلم على صيام تلك الأيام وهي ما يطلق عليها بصيام التطوع كما في صوم أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع.

يعتبر الصيام من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد لله عز وجل والصوم اجره كبير عند الله حيث ان كل العبادات معلوم اجرها إلا الصوم يجزي الله به خير كثيرا لا يعلم الا هو، كما أن أحد أبواب الجنة يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون أي من أكثر من الصيام في دنياه.

كذلك الصوم يعين المرء على الطاعات ويهذب النفس عن ارتكاب الشهوات والوقوع فيها، كما أن صيامها يعادل أجر صيام العام كله والله يضاعف لمن يشاء من عباده، كما أن الصوم يطهر القلب من الرياء، كما اجيز ان تقوم بتعويضها في أيام أخرى من الشهر نفسه إذا انشغلت عنها او وقع لك ظرف قهري منعك من صيامها.

كما أن في الأيام البيض يكون القمر مكتمل ويزيد الخير بتلك الليالي والبركة فيجب أن يقوم بلياليها بالقيام والصلاة والدعاء وقد ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم في صيام الأيام البيض عدد من الأحاديث منها؛

  • قال النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عن الله -تعالى-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)،
  • ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صِيامُ ثلاثةٍ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ صِيامُ الدَّهْرِ، و هِيَ أيامُ البِيضُ : صَبيحةُ ثلاثِ عَشْرَةَ ، و أربعِ عَشْرَةَ و خمسُ عَشْرَةَ)
  • ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم– أخبره قائلاً: (وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ)

وإلى هنا ينتهي مقالنا اليوم أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ونكون أيضا قد علمنا الفرق بين أيام التشريق والأيام البيض، نرجو ان نكون قد وفقنا فيه، وفي انتظار مشاركتكم لنا بمعلومات إضافية متعلقة بالمقال أو أي استفسارات و يسعدنا تقييمكم لنا في أسفل المقال مع التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *