الاباضية يكفرون الإمام علي كثيرا منا لم تعد كلمة الاباضية تلك أول مرة تمر على مسمعه بدليل أن موضوع المقال قد استوقفك حتى تعلم من هم الجماعة التي قامت بتكفير الإمام علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم وما السبب الذي دفعهم للقيام وقول هذا الامر ولكي تتعرف على الإجابة عليك أولا بالتعرف على منهم جماعة الاباضية وما هو تاريخهم.
من هم الإباضية
الاباضية هم احدى الفرق التي كانت تنتمي في القدم لجماعة يطلق عليها اسم الخوارج، والخوارج هم في الأساس جماعة من الناس يقومون بتكفير كل شخص يقوم بفعل المعاصي ويقولون انه كافر ويخرجونه من ملة دين الإسلام ولا يطلقون عليه مصطلح مذنب او عاصي كما هو متعارف بوسطية الدين الإسلامي ورحمة الله عز وجل بعباده.
وكثيرا ما يخرج جماعة الخوارج على أئمة وخلفاء المسلمين والسبب كما ذكرناه هو التكفير بالذنب والمعصية وقد اشتملت جماعة الخوارج الأولين على جماعات وفرق هم والصفرية والنجدات والأزارقة والاباضية غلا أن الثلاث فرق الأولى قد محيت ولم يتبق لوقتنا الحاضر سوى فرق الإباضية.
تسمية نشأة الأباضية
أذن تعود نشاة الاباضية لكونها احد فرق الخوارج وعلى الرغم من انتمائهم للخوارج إلا أنهم ينكرون هذا الأمر ويعدون كونهم أصحاب مذهب اجتهادي ويشبهونه بمذاهب الأئمة الأربعة الحنابلة والمالكية والشافعية والحنفية، وهذا أمر بعيد تماما عن الصحة.
أما سبب إطلاق اسم الاباضية على أنفسهم وذلك ينسب إلى أحد بنى مرة بن عبيد من قبيلة بنى تميم وهو عبد الله بن اباض، ويقال انه كان من طبقة التابعين الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب، وعلى الرغم من ذلك لم تتناول كتب التاريخ أي مصادر يوثق بها بخصوص حياة عبد الله بن اباض مثلا تاريخ مولده وفاته او إنجازاته واختصر الحديث على كونه أحد رؤوس الخوارج وانتسب لتولي الإمامة الإباضية.
أفكار و عقائد الاباضية
أما عن أفكار و عقائد الاباضية التي اتخذوها كأساس للمذهب الخاص بهم والتي تتضح بشكل كبير في كافة كتبهم؛
يقوم الإباضية بتعطيل الصفات الإلهية بمعنى مثلا أسماء الله الحسنى والتي وفقا لمذهب أهل السنة والجماعة أطلقها الله على نفسه لتصفه بما تحتويه الكلمة من معنى في التشبيه والفعل وكل شيء نجد أن الإباضية لا يؤمنون بذلك ويقولون انها ما هي إلا صفات مجازية وهذا طبعا يتنافى شكلا ومضمونا مع الحقيقة.
وهكذا يتبعون الأمر في عدد آخر من الأشياء منها أنهم ينكرون أن المؤمنون يتجلى لهم الله تعالى يوم القيامة كما يعرفون وينكرون حقيقة وجود الصراط المستقيم والميزان بين الحسنات والسيئات.
كما أنهم يقولون إن صفات الله جل في علاه المذكورة هي عين ذاته أو حقيقته الا ان الحقيقة المجردة والاساسية أن تلك الصفات زائدة تعالى الله عما يصفون.
يدعون أن القرآن ليس كلام الله ورسالته بل هو احد مخلوقات الله وهذا أيضا قول الخوارج مما يؤكد ان الاباضية هم خوارج في الأصل وليس كما يقولون بأن لهم مذهب ومرجعية خاصة، كذلك ان مرتكب الذنب او المعصية كبيرة كانت أو صغيرة فهو كافر اما كافر نعمة أو كفر نفاق، كما أنهم يصنفون الناس على 3 أوجه وصور هم؛
ان المؤمن هو وفي بأيمانه ويتصور في كافة افعاله وصوره، أما الشخص المشرك فهو واضح في كفره وشركه، أما الأشخاص الذي قالوا كلمة التوحيد ولا تظهر على أفعالهم وتصرفاتهم فهم مسلمين في كلمة التوحيد ومشركين لعدم ايفائهم بالعهود الدينية.
كما يعتقد الاباضية ان المخالفين لهم من اهل الإسلام يحل لهم اسرهم ونكاحهم وغنيمتهم كما يقع في الحرب، كما يطلقون على مرتكب الكبائر كافر ولا يدخل الجنة إلا إذا تاب عن فعله قبل الموت.
كما أن مرتكب المعاصي من المسلمين مخلدون في النار، وينكرون على الله ورسوله صل الله عليه وسلم شفاعته للعصاة والمذنبين من أمته يوم القيامة، كما أنهم قد تهجموا على عدد من الائمة منهم علي بن ابي طالب وعثمان ابن عفان وعمرو بن العاص ومعاوية بن سفيان رضي الله عنهم جميعا.
تكفير الاباضية للأمام علي
نأتي لأهم نقطة في هذا المقال والتي يتناولها العنوان وهي الاباضية يكفرون الإمام علي رضي الله عنه، كما تناولنا في عقائد الاباضية أنهم يقومون بتكفير كل شخص يرتكب ذنبا أو معصية أو حتى خطأ والكفر هنا الخاص بالأئمة والصحابة ليس بتكفير أي خروج عن ملة الإسلام بل يدعون أنه إما كفر نعمة أو كفر نفاق كما ذكرنا.
ومن الائمة والصحابة الذي قام الاباضية بتكفيرهم هم الخليفة عثمان بن عفان والإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص كما يدعي الاباضية ان هؤلاء الصحابة لن يدخلوا الجنة وهم من أهل النار تعالي الله عما يقولون.
أسباب اتجاه الإباضية لتكفير الامام علي
ولكن ما هي الأسباب التي دعت الإباضية للاتجاه لتكفير الإمام علي رضي الله عنه من وجهة نظرهم، والتي كانت تتلخص في ما يلي؛
أن الإمام علي رضي الله عنه لم يكن بخليفة على المسلمين لكونه لجأ إلى التحكيم في أمور الخلافة بعدما وقع عدة خلافات بين الناس لاعتقادهم بأن معاوية أولى منه بالولاية، ونجد ان منهج الاباضية الحديث عندما تناول هذا الأمر قالوا انهم يكنون للامام علي الاحترام والتقدير ولا يكفرونه كما يقال إلا أنهم فقط مختلفون معه في أمر التحكيم هذا فقط حتى ينفوا عن أنفسهم ما ورد في كتب الاباضية القديمة.
كذلك اختلف الاباضية مع الإمام الحسين بن علي في أمور التوريث لكونها ليست من الأمور المتبعة في الحكم بالدولة الإسلامية، وعلى الرغم من أن أساس قيام الاباضية كان الهدف منه الغاء أمور التوريث في الحكم والتحكيم إلا انه بالوقت الحالي تنازل الاباضيين عن أساسيات مذهبهم وتم تعديله وباتوا لا يعترضون على تلك الأمور.
ومن الجدير ذكره أن الإباضية كانوا ينتشرون في عدد من الدول العربية إلا أنهم باتوا الان محصورون أو يتواجدون بكثرة وبشكل معلن عنه في دولة عمان والتي تعد بالوقت الحالي المقر الرئيسي لهم.
بذلك نكون قد وصلنا لختام مقال اليوم الاباضية يكفرون الإمام علي ونرحب بمشاركتك لنا بأي معلومات أخرى بخصوص موضوع المقال مع التعليقات.