من هو النبي دانيال عليه السلام ؟ نتناول اليوم من خلال هذا الموضوع خبر النبي دانيال وهو أحد الأنبياء التي لا يعلم الكثير منا عنه شيئا، ومن الجدير ذكره أنه عندما سئل رسول الله صل الله عليه وسلم عن عدد الأنبياء والرسل الذي أخبرهم الله عز وجل به قال أن عددهم 124 ألف نبي ورسول يبلغ عدد الرسل منهم 315 نبي وذكر في القرآن الكريم منهم 25 نبي ورسول فقط.
النبي دانيال عليه السلام
النبي دانيال عليه السلام هو أحد الأنبياء الأربع المذكورين بالتراث اليهودي والمسيحي وهو من أنبياء الإسلام ووفقا للرواية المسيحية في ينتسب النبي دانيال إلى سفر دانيال واليهودية ينتسب إلى سبط يهوذا، أما ما قيل عنه في الرواية التوراتية أن النبي دانيال عندما كان شابا اسر وانضم إلى السبي في بابل حيث تعلم هناك.
ليحضر إلى بابل بعد ذلك بأمر من نبوخذ نصر وهو من أحد أكبر الملوك الكلدان وأقواهم وتولي حكم بابل كما خاض عدد من الحروب الهامة في حكمه وحضر النبي دانيال إلى بابل وبرفقته 3 من الشبان الآخرين والذين يعدون من الاشراف ويذكر ان أسمائهم هي وعزريا وميشائيل وحنينا وكان هذا في عام 605 قبل الميلاد، ليتعلم النبي دانيال اللغة البابلية حينئذ ويتم ترشيحه للعمل في القصر الملكي بعدها يهديه الله عز وجل الحكمة والعلم والقدرة على تفسير الأحلام حيث عاني الملك نبوخذ نصر من حلم أفسد عليه حياته وأعلن عن مكافأة لمن يستطيع تفسير هذا الحلم.
ليعين الله عز وجل نبيه دانيال ويقوم بتفسير هذا الحلم ليكافئ بعدها ويعين حاكم على مدينة بابل ورئيس على كافة الحكماء بالمدينة ويصبح بعدها أكثر شخصية بارزة في البلاط الملكي البابلي ومن أشهر المواقف التي مر بها النبي دانيال عليه السلام والتي تعد من أحد أهم المعجزات التي تمتع بها هو نجاته بعد الوقوع في أحد أوكار الأسود.
خبر دانيال عليه السلام
دانيال عليه السلام يقال انه واحد من انبياء بني إسرائيل ولا يعلم عن وقتها بالتحديد إلا أنه يؤكد أنه قد جاء بعد زمن سيدنا داود عليه السلام وقبل زمن سيدنا زكريا عليه وابنه سيدنا يحيى عليه السلام، وكان في أثناء الوقت الذي قام به نبوخذ نصر أو بختنصر كما كان يطلق عليه وهو احد اكبر حكام مدينة بابل عندما ذهب إلى بيت المقدس وسعى بالخراب فيها حيث قام بختنصر بقتل العديد من بني إسرائيل وسبي العديد منهم أيضا كما قام بحرق التوراة.
كما يقال إن في بني إسرائيل كان يوجد دانيال الأكبر واخر دانيال الأصغر وذلك وفقا لرواتين أحدهما يقال أن نبوخذ نصر كان قد حلم بحلم قام بتفسيره أحد الحكماء بولادة ولد يأخذ الحكم منه فقام وقتها بقتل كافة الأبناء إلا ان والدة دانيال خافت عليه فالقته في احد الحفر التي اكتشفت فيما بعد أنها أحد أوكار الأسود إلا أن الأسد وزوجته قاموا بالعناية بهذا الطفل وأخذ يلحسه ويقدموا له الطعام، وبرواية اخرى يقال ان نبوخذ نصر خشي على نفسه من النبي دانيال بسبب حب الناس له وحكمه وما كرمه الله به من علم تفسير الاحلام ورؤية المستقبل فأمر اتباعه بالتخلص منه فرموه في احد اوكار الأسود وتركوه هناك.
دانيال عليه السلام في الإسلام
إلا أنه من المرجح أن الرواية الثانية هي الصحيحة حيث ان هناك احد الروايات التي تحدث فيها ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن أبي الهذيل أنه بعد أن القي النبي دانيال في بئر الأسود ولم يفعلا به شيئا وتعايش النبي دانيال معهم لحين، فاشتهي النبي دانيال في وقت ما إلى أن يأكل ما يأكله الآدميون من طعامهم وشرابهم، حيث وقتها اوحي المولى سبحانه وتعالى إلى نبيه أرميا وهو أيضا أحد انبياء بني إسرائيل ولكنه يتواجد بالشام وامره الله عز وجل بأن يجهز لنبيه دانيال ما يشتهى من الطعام والشام وبالفعل قام بذلك النبي ارميا إلا أنه سأل الله بأنه في الشام والنبي دانيال في مدينة بابل بالعراق فكيف يذهب إلى هناك ليسخر الله تعالى من ينقله ويحمله لنبيه دانيال.
وعندما رأه نبي الله دانيال سأله عمنه بعثه له فقال له إن الله تعالى ذكره عنده وهو من أمره فحمد الله وقتها حمد كثيرا وقال الحمد لله الذي لا ينسى أحد من خلقه ولا من يذكره ولا من دعاه ولا يخلف ظن من وثق به وزاد في الحمد لله الذي يجزي الخير بالخير والصبر بالنجاة وهو كاشف الضر والكرب وحده لا أحد سواه وخرج وقتها من البئر ليحكم بابل عدد من السنين إلى وفاته، ولذلك ارتبطت صورة النبي دانيال بالاسود.
دفن دانيال عليه السلام
عثر صحابة رسول الله صل الله عليه في عهد الخليفة سيدنا عمر بن الخطاب بالتحديد في عام 21 هجرية وذلك عند فتح مدينة تستر، وعندما دخلوا لبيت المال وجدوا سريرا نائم عليه رجل ميت موضوع عند رأسه مصحف خاصته، فقاموا بأخذ المصحف لسيدنا عمر بن الخطاب الذي يأمر وقتها بأن يترجم للغة العربية، ليكمل ابي خالد بن دينار قائلا انه هو اول من قرأ هذا المصحف، حيث وجد كلامه مثل القرآن وكان فيه سيرة الاولون والسابقون وسيرة العهد وقتها الذي يعيش فيه عمر بن الخطاب وسيرة ما هو قادم من الأزمنة.
وعندما سئل ماذا فعلوا مع النبي دانيال قال أنهم قاموا بحفر 13 قبر ووضعوا النبي دانيال بواحد منهم ثم ردموا ال13 قبر مرة أخرى، حتى يعمي الناس عنه ولا يقوموا بنبشه لانهم كانوا عندما يقطع الله عنهم المطر يذهبون إلى السرير النائم عليه فتمطر عليهم، وعندما سئل عند وقت موته قالوا انه قد مات منذ قبل 300 عام إلا أن جسده لم يتغير منه شيئا على الإطلاق إلا عدد من الشعرات عند قفاه فقط، وذلك لأن لحوم الأنبياء لا تأكلها السباع ولا تفسدها الأرض.
وعليه فيكون النبي دانيال هو النبي الذي دفن بعد نبي الله ورسوله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وذلك بناءا على دعاء قد دعا به النبي دانيال عليه السلام ربه بأن من يقوموا بدفنه هم امة محمد حتى يدفن على الشريعة الإسلامية فتحققت له الأمنية، ويشاع أن مقام النبي دانيال متواجد في ايران والله اعلى واعلم.
النبي دانيال حسب المعتقدات المسيحية
وفقا للمعتقدات المسيحية فإنه يتم الاحتفال بذكرى النبي دانيال في عدد من المراسم ففي الكنيسة القبطية الارثوذكسية يوم الثالث والعشرين بشهر برمهات، اما في الكنيسة الارثوذكسية الشرقية يوم 17 كانون الأول كما أن النبوءة الخاصة بنبي دانيال عليه السلام كثيرا ما يتم ترتيلها بالكنيسة الارثوذكسية، وتحتفل بذكراه أيضا الكنيسة الكاثوليكية في ال21 من شهر يوليو.
النبي دانيال حسب المعتقدات اليهودية
أما وفقا للمعتقدات اليهودية فلا يعتد بالنبي دانيال عليه السلام عندهم من ضمن الأنبياء وذلك لان في التناخ لديهم لم يذكر به وهذا بالطبع لكون مخالف ومحرف عن الكتاب السماوي الأصلي لليهود، وعلى الرغم من ذلك فيذكر النبي دانيال لديهم في العديد من مخطوطات البحر الميت مما يؤكد على شعبية ووجود النبي دانيال في العصر القديم.
بذلك نكون قد وصلنا لختام مقال اليوم من هو النبي دانيال عليه السلام ؟ ونرجو أن نكون قد وفقنا به ويسعدنا مشاركتكم لنا اسفل المقال والتعليقات والمقترحات ومزيد من المعلومات الأخرى.