تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة؟ وما فضائل صلاة الجماعة التي تميزها عن صلاة الفرد؟ تُعد الصلاة إحدى أهم الفرائض التي أمرنا الله عز وجل بالقيام بها، فهي الفريضة التي تفرق بين الإنسان المسلم وغيره من أصحاب الأديان الأخرى، لذلك تأتي في المقام الأول من بين أركان الإسلام بعد الشهادتين، ويعرف المسلمون أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد، لكن ما مقدار هذا الفضل؟
تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة
تعتبر صلاة الجماعة في الإسلام نوع مخصص من الصلوات، والتي يجب وجود إمام واحد ومؤتم به واحد على الأقل لإتمامها، حتى يصلي خلف الإمام ويقتدي به ويستمع لما يتلوه من آيات قرآنية.
ويتابعه في أفعاله أثناء الصلاة، ويُمكن تطبيق ذلك على أي صلاة يُمكن تأديتها من خلال الذهاب إلى المسجد أو الجامع، وكذلك يُمكن أن تتم في أي منطقة طاهرة.
حتى يعرف المسلم أو المسلمة تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة عليه أن يرجع إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي نُقلت عن النبي من خلال الرواة الموثوقين.
مع التأكد من صحة الحديث، حيث تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد بسبع وعشرين أو خمس وعشرين درجة، حيث كثرت الأحاديث التي تُشير إلى عدد درجات التفضيل وانحصر الصحيح منها بين سبعة وعشرون وخمسة وعشرون درجة.
لا يفوتك أيضًا: صلاة الاستخارة للعمل متى تصلي؟ وما شروطها
أحاديث نبوية توضح فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد
يُمكن معرفة تُفَضَل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة من خلال رواية عبد الله بن عمر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال: “صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً” حيث جاء هذا الحديث في صحيح البخاري، والذي لا يُمكن التشكيك في صحته.
كذلك ورد عن النبي محمد في رواية أبو هريرة رضي الله عنه قوله: “صَلَاةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وفي سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ ضِعْفًا، وذلكَ أنَّهُ: إذَا تَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إلَّا رُفِعَتْ له بهَا دَرَجَةٌ، وحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عليه، ما دَامَ في مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عليه، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ولَا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلَاةٍ ما انْتَظَرَ الصَّلَاةَ” صحيح البخاري.
لكن يختلط الأمر على الكثيرون عندما يرون أن أبو هريرة قام بنقل رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: “صَلَاةُ الجَمِيعِ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ دَرَجَةً” صحيح البخاري.
بعد التوضيح أن هناك الكثير من الأحاديث الصحيحة التي وردت بكلا الإجابتين في الصحيحين، والتي وردت في أحاديث منقولة من مصادر موثوقة قد يتساءل المرء إذًا من أين نتج هذا الاختلاف وأيهما أدق في الصحة؟
لذا جدير بالذكر أن كلاهما صحيح، لكن تختلف الدرجات وفقًا لأحوال المصلين والصلاة، فيكون لبعضهم خمس وعشرون درجة فقط، والبعض الآخر سبع وعشرون.
أي أن الاختلاف يرجع إلى درجة أداء الصلاة على أكمل وجه، مع المحافظة على هيئتها وهيئة المكان الذي تتم فيه، بالإضافة إلى درجة خشوع العبد فيها، فلا شك أن من يؤديها وقلبه متعلق بربه في هذه اللحظة سيختلف عن مؤديها الذي يتمها بغرض تأدية الصلاة فقط لا غير.
قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من المعايير التي تختلف حسبها درجات صلاة الجماعة ما بين خمس وعشرون وسبع وعشرون، فقال في حديثه موضحًا سبب الزيادة وهو أن يتوضأ المسلم فيسبغ الوضوء أي يحترم كافة سننه وآدابه.
ثم يتوجه إلى المسجد بهدف الصلاة فقط لا غير، فيظل الله يرفع في درجاته ويكفّر عن سيئاته حتى يصل إليه ويدخله، والكثير من الفضائل الأخرى التي تعود على العبد من صلاة الجماعة، والتي سنهتم بتوضيحها تفصيلًا في الفقرة التالية.
فضائل صلاة الجماعة
الصلاة هي عماد الدين وأساسه لدى كل مسلم ومسلمة، لذلك نجد أن الشريعة الإسلامية تحثنا على المحافظة على الصلاة والإسراع في إصلاحها، والاهتمام بتأدية صلاة الجماعة لما فيها من أجر مضاعف، لكن هناك الكثيرون ممن لا يُدركون حجم هذا الأجر المضاعف.
وبعد الإجابة على سؤال “تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة؟” بشكل مفصل، سنقوم بتوضيح الفضائل الخاصة بصلاة الجماعة في السطور التالية:
1- فضل السير إلى المسجد لتأدية صلاة الجماعة
إذا سأل شخص غيره “تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة؟” و “ما هي فضائل صلاة الجماعة على العبد؟” سيجيبه بما سبق ذكره من إجابات وافية مذكورة في الفقرات السابقة،.
يما يلي من أدلة موثوقة منقولة من السُنة النبوية الشريفة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم ليوضح لنا مقدار هذا الفضل:
رواية أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً” صحيح مسلم.
رواية أبّي بن كعب: “كانَ رَجُلٌ لا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ منه، وَكانَ لا تُخْطِئُهُ صَلَاةٌ، قالَ: فقِيلَ له: أَوْ قُلتُ له: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ في الظَّلْمَاءِ، وفي الرَّمْضَاءِ، قالَ: ما يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلِي إلى جَنْبِ المَسْجِدِ، إنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لي مَمْشَايَ إلى المَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إذَا رَجَعْتُ إلى أَهْلِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قدْ جَمع اللَّهُ لكَ ذلكَ كُلَّهُ” صحيح مسلم.
لا يفوتك أيضًا: افضل دعاء صلاة الظهر مكتوب ومستجاب
2- فضل أداء صلاة الفجر والعشاء في جماعة
خصّ النبي فضل صلاة الجماعة في صلاتي الفجر والعشاء، بشبه فضل أداء الأولى في جماعة بالفضل الذي يحصل عليه من ظل طوال الليل يصلي ويتعبد ربه، وفضل أداء الثانية في جماعة بالفضل الذي يحصل عليه من ظل يصلي القيام نصف الليل، وقد جاء الدليل على ذلك في الأحاديث التالية:
“ دَخَلَ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ المَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، فَقَعَدَ وَحْدَهُ، فَقَعَدْتُ إلَيْهِ فَقالَ: يا ابْنَ أَخِي، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ” صحيح مسلم.
رواية أبو هريرة: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ” صحيح مسلم.
3- دعاء الملائكة للمصلي بالرحمة والمغفرة
تبدأ الملائكة في الدعاء للمصلي فور جلوسه في موضع صلاته في المسجد ليؤدي صلاة الجماعة، وتظل مستمرة في ذلك ما دام في مكانه الذي يصلي فيه، ويستمر هذا الفضل ما دام العبد لم يفعل شيء ينقض وضوءه، فيدعون له بالمغفرة والرحمة.
المغفرة هي أن يتجاوز الله عن ذنوب العبد، أما الرحمة فهي إفاضة الإحسان إليه، وقد جاء الدليل على هذا الفضل في رواية أبو هريرة عن النبي محمد حينما قال: “المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ” صحيح البخاري.
لا يفوتك أيضًا: دعاء صلاة المغرب ودعاء قبل الإفطار
4- الحصول على أجر الصلاة في وقت انتظار الإقامة
حيث يمنح الله للمصلي أجرًا عظيمًا إذا جلس المصلي في المسجد ينتظر الإقامة حتى يؤدي صلاته، كما لو كان يصلي في هذا الوقت.
5- فضل صلاة الفجر في جماعة وذكر الله
خص الله بركة ورزق لمن يصلي الفجر في جماعة ومن ثم يجلس ويذكر الله حتى طلوع الشمس، ومنحه ثواب الحج والعمرة كاملًا، وقد جاء الدليل على ذلك في رواية أنس بن مالك: “مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ” صحيح الجامع.
لا يفوتك أيضًا: طريقة الوضوء للصلاة وسنن الوضوء بالصور
الأسئلة الشائعة
يعرف كافة المسلمون من كلا الجنسين أهمية المحافظة على الصلاة، لكن هناك عدد كبير ممن لا يعرفون تفضل صلاة الجماعة على الفرد بكم درجة، فهم لا يعرفون الكثير عن فضل صلاة الجماعة بشكل عام، مما يدفعهم إلى طرح بعض الأسئلة، والتي تم ذكر أبرزها في الجدول التالي:
السؤال | الجواب |
ما أقل عدد تقام به صلاة الجماعة؟ | أقل عدد هو اثنان من المصلين. |
هل يؤجر المرء على سيره إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة؟ | نعم.. لقد وردت العديد من الأحاديث عن النبي التي تثبت ذلك. |
ما هي أهمية صلاة الجماعة؟ | تعلم المسلم تجويد القرآن الصحيح. |
الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة من أعماله، فمن اهتم بأن يتممها على أكمل وجه صلحت أعماله، ومن لم يهتم فسدت أعماله.