حكم الزواج العرفي الثيب بدون ولي نكمل معا من خلال هذا المقال الأحكام المختلفة والمرتبطة بعقود الزواج حيث نتناول أحد أهم عقود الزواج وهي عقد الزواج العرفي والذي اختلف حول صحته أو بطلانه العديد من جمهور العلماء والفقهاء، وعليه فسوف نتناول الرد على عدد من الأسئلة المرتبطة به كبيان حكم زواج الثيب بعقد عرفي وكذلك حكم زواج البكر بنفس العقد مع توضيح المقصود به وأحكامه المختلفة حتى يكون عقد زواج صحيح.
ماهو الزواج العرفي
قبل البدء في بيان الأحكام المختلفة المتعلقة بالزواج العرفي علينا أولا توضيح المقصود من الزواج العرفي أو الزواج بعقد عرفي والذي يعد أحد أنواع الزواج المتعارف عليها بحيث يتوافر فيه ركني الشهود والولي إلا انه لا يتم كتابته في وثيقة رسمية مثل التي يتم كتابتها على يد المأذون كما يتم في عقد الزواج الشرعي على سنة الله ورسوله.
أنواع الزواج العرفي
بعد ان تعرفنا على مفهوم الزواج العرفي نتطرق لذكر انوعه وهما نوعان؛
في بدايات الإسلام كان يتم عقد الزواج بشكل عقد الزواج العرفي لكونه لم يوجد بعد دار لتوثيق العقود كما هو في الوقت الحالي فكان يتم العقد على ورق عرفي أو عقود النكاح والتي تتم برضا الزوجة ووليها والزوج وبشهادة الشهود وإعلان هذا الزواج بين جموع الناس.
وإلى هذا الوقت يتم اتباع هذا النوع من الزواج بالتحديد في عدد من القري الفقيرة ببلد السودان، ويعد هذا النوع من الزواج العرفي صحيح وسليم وذلك لاجتماع كافة أركان الزواج الصحيح به، وفي حالة كتابة عقد الزواج على وثيقة رسمية مع اجتماع الأركان المذكورة فيه أصبح عقدا رسميا وليس عرفيا.
أما النوع الاخر من الزواج العرفي وهو الذي يتم كتابته على ورق أبيض عادي ويكون بين المرأة والرجل بحضور الشهود فقط وبالتالي ينقصه وجود الولي والاعلان، وقد اتجه عدد من العلماء إلى تحريمه وبطلانه لقوله تعالى (فانكحوهن بإذن أهلهن) بسورة النساء كما اختلفوا في كونه احد صور الزنا ويقع على مرتكبيها حد العقاب.
الزواج العرفي حرام أم حلال
أحد أهم الأسئلة التي تتوارد في أذهان مختلف الفئات سواء من الرجال أو النساء هي هل الزواج العرفي حرام أم حلال؟
وقد قام الفقهاء في الرد عليه بإن الزواج العرفي هو زواج حلال إذا اكتمل فيه شروط العقد الصحيح للزواج إلا وهي؛ الرضا والقبول بين الطرفين وجود الولي والذي أجمع العلماء على اشتراط وجوده في حالة الفتاة البكر بينما يجوز تزويج الثيب بدون ولي كما ذكرنا في موضوعنا السابق حكم زواج الثيب بدون ولي، وجود شهود على العقد والاعلان والمهر، فإن أجتمعت تلك الشروط فهو زواج حلال لا إثم فيه.
ويكون الزواج العرفي حرام في حال سقوط أحد الأركان السابق ذكرها والتي أهمها الرضا والولي والشهود، وأجاز بعض العلماء أن عدم الإعلان عن هذا الزواج لا يجعل العقد باطلا إلا أنه يترتب عليه الكثير من المفاسد والأضرار التي يخشى الوقوع فيها وسوف نذكرها تفصيلا فيما بعد.
زوجيني نفسك زوجتك نفسي
من أحدي الصور التي يشاع عنها أنها من احد صور الزواج بين الطرفين هي أن يجتمع الرجل بالمرأة ويقول لها زوجيني نفسك فتقول زوجتك نفسي ليرد عليها وانا قبلت زواجك ويقوما بكتابة ورقة تفيد ما سبق بينهما ويقوم الرجل وقتها بمعاشرتها معاشرة الأزواج تحت مسمى أنه متزوج منها زواجا عرفيا، إلا أن هذا المشهد السابق ذكره لا يمت للزواج بصلة لا عرفيا ولا غيره إنما يقع تحت مسمى الزنا لانعدام وجود الولي والشهود.
حكم الزواج العرفي عند العلماء
- صرح الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق أن الزواج العرفي هو زواج حلال وهو ما أثار ضجة كبيرة وجدل واسع حيث خرج العلماء ليؤكدوا على كلامه مضيفين إلى أن الزواج العرفي حلال في حال إذا توافرت به الأركان الثلاثة وهم الرضا والشهود والصيغة، وقد أكد الفتوى الدكتور مجدي عاشور.
- كما قال الشيخ اشرف اسعد وهو احد علماء هيئة الازهر الشريف ان الزواج العرفي معناه زواج الرجل بالمرأة بحضور الشهود والولي أو بدون ولي وذلك اتباعا لمذهب أبي حنيفة لأن الولي شرط كمال الزواج وليس من شروط صحة العقد.
الزواج العرفي للثيب بدون ولي
ووفقا لما سبق ذكره من مفهوم الزواج العرفي وشروط صحته وما علمناه من صحة زواج الثيب بدون ولي لها لكونها هي أولى بنفسها من وليها، يكون حكم زواج الثيب زواجا عرفيا هو صحيح ما دام استوفي شروط العقد الصحيح للزواج وهو الرضا والشهود، كما أنه من الأفضل الإعلان عن هذا الزواج والقيام بتوثيق العقد لتجنب أي أضرار قد تقع فيما بعد نتيجة للمشاكل الأسرية التي من الممكن أن تحدث.
حكم الزواج العرفي بدون توثيق
اختلف العلماء حول صحة الزواج العرفي في حالة عدن التوثيق حيث اتجه البعض لكونه حلال إلا انه يفضل التوثيق، والبعض الاخر ذهب لكونه باطلا لانعدام شرط الإعلان فيه.
الأسباب وراء ضرورة توثيق عقد الزواج العرفي؛
من الأفضل أن يتم توثيق عقد الزواج العرفي حتى تضمن الزوجة كافة حقوقها مثل حق نسب الأبناء لابيهم في حال نتج هذا الزواج عن أبناء وقام الزوج بإنكار علاقته بهم ليكون الفيصل هنا هو عقد الزواج الموثق، كذلك كافة حقوق الزوجة الأخرى من المسكن والنفقة وذلك لكون المحكمة او الهيئة القضائية لا تعترف بالزواج إلا من خلال الوثيقة الرسمية له او العقود الموثقة.
آثار الزواج العرفي على المجتمع
- يرجع جهل الكثير بأحكام الزواج العرفي الصحيحة بالاخص فئات الشباب الغير واعي لهذا الأمر والذي اعتبر الزواج العرفي بمثابة باب شرعي حتى يعيش كلا منهما علاقة زوجية بدون أي مسئولية أحد الأسباب التي أثرت على المجتمع بشكل سلبي.
- يتسبب الزواج العرفي في العديد من المشاكل للمرأة مثل أن تحرم من حقوقها الشرعية كما هو مكفول لها في الزواج الرسمي الشرعي (يمكن تفادي هذا الأمر بإضافة بنود متفقة عليها بين الطرفين في عقد الزواج العرفي بحيث يضمن للزوجة كافة حقوقها الشرعية)
- يفقد الأبناء من هذا الزواج متعة العيش في جو من السكينة والهدوء وذلك في حالة أن يكون هذا الزواج قد تم دون الإعلان عنه، مما قد يتسبب في عدم معرفة الأخ لأخته أو الأخت لأختها وذلك في ان يكون الرجل متزوج من امرأة اخرى بعقد شرعي أو بامرأة أخرى عرفيا أيضا، كما أنه قد يتسبب في إنجاب أبناء لا تعلم عن أهلها شيئا حيث قد يتجه الزوجين في عدد من الأحيان للتخلص من الأبناء في حال عدم رغبتهما في الإعلان عن الزواج او وقوع الانفصال بينهما.
- نشر المفاهيم الخاطئة بين الشباب عن الأسلوب الصحيح للزواج وكون الغرض الأساسي منه هو السكن والمودة والرحمة وبناء مجتمع فاضل وليس الهدف منه هو المتعة في إطار شرعي.
- قد يذهب الرجل وينفصل عنها لمجرد وقوع مشاكل بينهما لكونه لا يوجد طلاق إلا في الزواج الرسمي فقط مما يتسبب في العديد من المشاكل التي يكون الطرفين في غنى عنها.
بذلك نكون قد وصلنا لختام مقال اليوم حكم الزواج العرفي الثيب بدون ولي ويسعدنا انضمامكم لنا المناقشة والأسئلة أسفل المقال مع التعليقات.