ما هو حكم زواج المخصي ؟ هل يجوز جواز الشخص المخصي ؟ استكمالا لبيان سلسلة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بالزواج في حالاته المختلفة نتناول اليوم من خلال هذا المقال الحكم الشرعي من زواج المرأة من رجل مخصي مع بيان لمفهوم ومعنى كلمة مخصي وحالات الاخصاء وتأثيرها على الزواج من عدمه كما نعرض الرأي الطبي في قدرة المخصي على الزواج.
معنى كلمة مخصي
قبل أن نبين حكم الشرع في زواج المرأة من رجل مخصي أو في زواج الرجل المخصي على وجه العموم يجب علينا في البداية أن نوضح المعنى والمقصود من كلمة مخصي، والتي تعني الرجل الذي تم إزالة خصيتيه منه أي استئصالها أي تخصيته بالتحديد عندما تتم تلك العملية في بداية مراحل حياته بمعنى أدق قبل أن يدخل في مرحلة وسن البلوغ حتى لا يتأثر الجسم بوجود أي هرمونات ذكورة به.
وفي قديم الزمان بالتحديد في الحقبة التي بها الملوك كان يتم إخصاء الذكور من الأطفال حتى يتولوا أعمال في المستقبل كأن يتم تعيينهم في بلاط الحريم الخاص بالملكة أو بزوجات الملوك والحكام وذلك لقتل الرغبة الجنسية لديهم وائتمانهم على الحريم الخاصة بهم.
كما كان يتم استخدام إخصاء الرجال كنوع من أنواع العقاب في حال تطاول الرجل على السيدات مثل التحرش بهم او التعدي عليهم، كذلك كان يتم اخصاء رجال الدين في بلاط الكنيسة وذلك لأسباب تتعلق بالرهبنة.
أنواع إخصاء الرجال
بعد ان تناولنا مفهوم كلمة مخصي نبين لكم أنواع الاخصاء والذي له شكلان هما الإخصاء الجراحي و الإخصاء الكيميائي؛
أما عن الاخصاء الجراحي وهو استئصال الخصيتين من الرجل بطريقة جراحية وإذا تمت العملية بعد مرحلة البلوغ فهي غالبا لا تؤثر على الحالة الجنسية للرجل حيث يحدث انتصاب طبيعي لذكر الرجل من خلال عملية المداعبة المباشرة له.
كذلك يتم إفراز هرمون التستوستيرون او هرمون الذكورة نسبته الطبيعية في الجسم لكونه يتم إفرازه من الغدة النخامية في المخ ولا علاقة لوجود الخصيتين بإفرازه كما أنه في حالة عدم القدرة على الانتصاب او ضعفها في حالة الاخصاء الجراحي يمكن تعويضها بتناول ادوية تعمل على زيادة هرمون الذكورة في الجسم.
الاخصاء الكيميائي أما عن تلك الحالة من الاخصاء والتي تتم بواسطة بأخذ عقاقير من شأنها تعمل على تثبيط وتقليل شهوة الرجل ورغبته الجنسية وبالتالي انعدام الانتصاب وذلك لفترة معينة من الوقت إلا أن الأمور تعود لمجراها الطبيعي بعد زوال تأثير تلك العقاقير من الجسم ولكن يجب التنويه ان لتلك العقاقير آثار جانبية خطيرة على المدى البعيد.
حكم زواج المخصي
أجاز الشرع زواج المخصي ما دام لديه ميول جنسية تجاه النساء وليست منعدمة عنده الرغبة الجنسية والشهوة، كذلك القدرة الجنسية على المعاشرة وإتيان المرأة والمقصود بها الفحولة و قدرة العضو الذكري على الانتصاب لإتمام العلاقة الزوجية.
ويجب في تلك الحالة إطلاع المرأة التي يرغب بالزواج منها على حالته تلك والتي من شأنها تفقده القدرة على إنجاب الأبناء وفي حالة موافقة المرأة على ذلك يكون عقد الزواج صحيح ولا شيء فيه.
حكم الغش في الزواج من مخصي
في تلك الفقرة نوضح رأي الشرع وحكمه إذا قام رجل مخصي بالزواج من امرأة دون أن يطلعها على حقيقة حالته حيث ورد أنه لا يجوز الكذب والخداع او عدم البوح بالحقيقة في هذا الأمر لكونها كما سبق وذكرنا يترتب عليها عدم إنجاب الأبناء وللمرأة الحق في معرفة هذا الأمر كاملا قبل الزواج حتى تتخذ رايها بكامل إرادتها وعن رضا.
اما إذا تم الزواج دون علم الزوجة بتلك الحقيقة عن زوجها فمن حقها طلب الطلاق إن رغبت بذلك دون أن تحرم من أي حق شرعي لها بمعنى أنها تأخذ كافة حقوقها الشرعية كاملة من مهر ونفقة إلى آخره.
الفرق بين المخصي والخنثى
كثيرا ما يحدث لغط كبير بين مفهوم المخصي والخنثى، فالمخصي قد أوضحنا المقصود منه مسبقا، أما الخنثى فهو رجل لا يعلم حقيقة ميوله الجنسي فإن كان ميوله الجنسي للنساء فتطبق عليه حكم زواج للرجل أما إذا كان ميوله الجنسي للرجال ويطبق عليه حكم زواج المرأة، أما المخصي فيختلف اختلافا كليا عن الخنثي لكونه رجلا ولا ينقص من ذكورته شيء.
المخصي والحالة الإنجابية
ورد تساؤل هام بخصوص قدرة المخصي على الانجاب والتي جاءت الإجابة عليها كما يلي؛
- أنه في حالة اخصاء الرجل بطريقة جراحية كلتا الخصيتين لا يمكن المخصي الانجاب لكون السائل المنوي الخاص به سيكون خاليا من الحيوانات المنوية، لكون الخصيتين هي المصنع المسؤول عن انتاجهم.
- أما في الاخصاء الجراحي لاحدي الخصيتين وليس الاثنين معا يمكن المخصي من الانجاب وذلك مع اخذ المقويات والفيتامينات اللازمة التي تساعد على زيادة إنتاج الحيوانات المنوية وتحفيز الخصية على انتاجهم بصورة سليمة.
- صغر حجم الخصيتين بشكل ملحوظ لا علاقة لحجم الخصيتين بالحالة الإنجابية للرجل ما دام أكد الكشف الطبي قدرة الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية ووجودهم في السائل المنوي للرجل.
حكم تحول المخصي لانثي
لا يجوز شرعا قيام المخصي بالتحول الجنسي لأنثى لكون فقد الخصي لا يقل من ذكورة الرجل في شيء ولا يجعله أنثى سواء في الطبيعة او الشكل، بينما إذا تسبب فقد الخصي في انعدام الشهوة لدى الرجل فيكون بذلك غير أولي الإربة.
والمقصود بغير أولي الإربة هم الرجال الطاعنون في السن والخصي ومن افقده مرضه قدرته الجنسية والمخنث الذي ليس لديه شهوة للنساء، أما عن تحويل الجنس فهو أمر محرم إلا في حالة الخنثى والتي تتم بناءا على رأي الأطباء حيث يتم إزالة مظاهر الانوثة أو الذكورة وفقا للجنس الذي يتبعه الخنثى.
حكم زواج العنين
- الرجل العنين وهو الرجل الغير قادر على الجماع والتي ترجع إلى كون ذكره صغير وضعيف فلا يستطيع الوطء بامراته ولا يصل لها، أو يكون عضوه ذات حجم طبيعي ولكنه لا ينتصب وبالتالي لا يستطيع إتمام المعاشرة الزوجية أو من كان مقطوع ذكره.
- والحكم في حالة الرجل العنين الغير مقطوع ذكره أنه يجوز زواجه وبالتحديد إذا كان من الممكن ان يقوم بواجباته الزوجية مع العلاج مثلا وفي جميع الأحوال يجب أن يقوم الرجل العنين بمصارحة المرأة قبل الزواج بحالته تلك حتى لا يقع عليه إثم الغش والتدليس، ولكونه يجوز للزوجة في تلك الحالة فسخ عقد الزواج مع أخذ كافة الحقوق الواجبة لها.
بذلك نكون قد وصلنا لختام موضوعنا اليوم ما هو حكم زواج المخصي ويسعدنا دوما مناقشتكم لنا واستقبال آرائكم واستفساراتكم أسفل المقال مع التعليقات.