ماهو حكم زواج المسلمة من مسيحي في الإسلام ؟

حكم زواج المسلمة من مسيحي في الإسلام نعلم جميعا ان الزواج نصف الدين والغرض من قول تلك العبارة لما فيه من عفة الرجل والمرأة كما أنه أساس تكوين الأسرة وإنجاب الأبناء في الإطار الشرعي له إلا أن هناك أسس يجب ألا نغفل عنها أثناء إتمام الزواج ومن أهم الأمور التي نتناول مناقشتها اليوم هو حكم الدين الإسلامي في زواج المرأة المسلمة من رجل مسيحي .

زواج المسلمة من مسيحي

حكم الدين الإسلامي في زواج المرأة المسلمة من رجل مسيحي هو باطل وحرمه الله عز وجل من فوق سبع سماوات قال الله تعالى في كتابه العزيز؛

( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221.

وعلى الرغم أنه ليس هناك كلام أو رأي بعد كلام المولى سبحانه وتعالى إلا أن العلماء والفقهاء أجمعوا لي تناقشوا في هذا الأمر ويبينوا السبب من وراء تحريمه بعد الاجتماع أيضا على تحريمه وبطلانه لتلك الأسباب؛

  • الدين الإسلامي عزز المرأة وقدرها ورفع من شأنها، فلا يجب أن تهين هي من نفسها وتقلل من مركزها في زواجها من كافر تكون له السيادة عليها، وذلك وفقا للاطار الشرعي للزواج والذي يعطي حق القوامة للرجل على امرأته.
  • كذلك يعد زواج المرأة المسلمة من كافر أو رجل على غير ملة الإسلام ليس بزواج إنما يقع عليها حكم الزانية وتعاقب عليه بعقوبة حد الزنا، إلا في حالة جهلها بهذا الأمر ففي تلك الحالة فقط يتم التفريق بينها وبينه وبدون طلاق لأن الزواج في الأصل باطلا.
  • وفي خلاصة الأمر تم بيان حكم الدين في زواج المسلمة من رجل على غير ملة الإسلام سواء كافرا أو نصرانيا فهو باطل أما في حالة اعتناق هذا الرجل لدين الإسلام طوعا منه ورغبة في اعتناق الدين الإسلامي الحنيف وحبا فيه فليس هناك حرج من إتمام أمر الزواج بين الطرفين ما دام قد وافق ولي المرأة على ذلك، كما يؤكد العلماء أن على المرأة اختيار شريك حياتها الذي يعينها على طاعة الله عز وجل والسعي في رضاه وصلاح أمرها وشأنها.

زواج المسلمة من مسيحى

نكاح المسلمة من غير المسلم

صرحت دار الإفتاء المصرية من خلال صفحتها الالكترونية الرسمية على فيس بوك بأن حرام وباطل قطعا زواج المرأة المسلمة من غير المسلم وهذا الحكم نهائي لا رجعة ولا كلام فيه لكون الامر مرتبط المسائل التعبدية وعدم المعقولية للأسباب التالية؛

  • أولا بالنسبة للمسائل التعبدية أن الأصل في الزواج أن يعين الرجل زوجته على طاعة الله وإيتاء المولى جل وعلا حقه في صلاة فروض او سنن إلى أخره من الطاعات والأمور التعبدية، كما ان الرجل هو قدوة أهله في هذا الأمر وغيره وأهله هنا هي زوجته والأبناء الذين ينتجون من هذا الزواج لأنه طبيعي أن يتخذ الأبناء والدهم قدوة لهم في القيام بالامور التعبدية لكونه هو المعلم الأول لهم، فتخيل معي عندما يكون الزوج والأب غير مسلما فماذا ينتج من هذا الزواج؟
  • الأمر الثاني نعلم جميعا أن الأبناء ينتمون إلى الأب في الملة والنسب وهنا إذا تزوجت المسلمة من غير المسلم فإن البنات والبنين الذي ينتجوا من هذا الزواج يتبعوا ملة الاب وهو ما يتسبب في ضياع بنات وأبناء المسلمين وتشتتهم، وعليه فإن أي شخص يخرج ليحلل أمر هذا الزواج فهو آثم ويحاسب يوم القيامة حساب عسير.

زواج المسلمة من مسيحى

زواج المسلمة من مسيحي في القرآن

بعد أن أوضحنا السبب وراء تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل غير مسلم مهما كانت ديانته وقد ورد عدة آيات في القرآن الكريم تؤكد هذا؛

(وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة البقرة، 221

(فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ) سورة الممتحنة، 10

زواج المسلمة من غير المسلم عند العلماء

أجمع أهل العلم على تحريم وبطلان زواج المسلمة من غير المسلم مهما كانت ديانته وعلى رأسهم الإمام مالك والشافعي وأبو عبيد، في حين قال ابن قدامة شارحا قول الخرقي كتابه المغني وكذلك قول ابن المنذر أنه لا يجوز زواج الكافر بالمسلمة لأنه لا يصح أن تكون له ولاية عليها وقد فضلها الله عليه، أما زواج النصراني من المسلمة لا يجوز بحال أن يكون يؤمن بأن الله واحد أحد وأن سيدنا عيسى عليه السلام ليس ابن الله بل هو رسول الله مثله عند الله مثل باقي الرسل والأنبياء وأن ينطق الشهادة ويعتنق الإسلام طوعا في غير تلك الحال لا يجوز ابدا زواج المسلمة من مسيحي.

زواج المسلمة من مسيحى

الزواج في الإسلام

الزواج في الإسلام هو عقد شرعي بين الرجل والمرأة بغرض تمتع الطرفين ببعضهما البعض، والعمل على تكوين اسرة صالحة لبناء مجتمع سليم

عن أنسٍ رضي الله عنه: (أنَّ نفرًا مِن أصحابِ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – سألوا أزواجَ النبيِّ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – عن عملِه في السرِّ؟ فقال بعضُهم: لا أتزوَّجُ النِّساءَ. وقال بعضُهم لا آكلُ اللَّحمَ. وقال بعضُهم: لا أنام على فراشٍ. فحمد اللهَ وأثنى عليه فقال: ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا؟ لكنّي أصلي وأنامُ. وأصوم وأفطرُ. وأتزوَّج النّساءَ. فمن رغب عن سُنَّتي فليس مِنِّي) رواه مسلم .

شروط عقد الزواج الصحيح

اهم شروط العقد الصحيح للزواج في الإسلام؛

  • أن يتم الزواج برضا تام لكلا الطرفين فلا يجوز أن يجبر الرجل على الزواج من امرأة وكذلك لا يجوز أن تكره المرأة على زواجها من رجل .
  • لا يصح الزواج من غير موافقة الولي وذلك لما ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم ” لا نكاح إلا بولي ” وإذا قامت المرأة بتزويج نفسها بدون ولي يعد العقد باطلا، ولا يشترط أن يكون الولي هو الأب قد يكون الابن او الأخ أو العم ويشترط ان يكون بالغ ورشيد وعاقل.

نتائج الزواج الصحيح وكيفية الغاء العقد

  • آثار الزواج الصحيح؛ هو الحل الشرعي المعاشرة والاستمتاع لكلا الطرفين بدنيا ونفسيا وهو حق شرعي وواجب لكلاهما.
  • الأمر الثاني هو التوراث حيث لا قدر الله في حالة الوفاة يرث أي الطرفين من الآخر فهو فريضة واجبة.
  • إثبات النسب للآباء والذي يتم من خلال عقد زواج صحيح والآخر أن تكون مدة الحمل لا تقل عن ستة أشهر، وأن يكون قد تم دخول الرجل بامرأته.

ورد في الحديث الصّحيح: (إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوماً نطفةً، ثمّ يكون علقةً مثل ذلك، ثمّ يكون مضغةً مثل ذلك، ثمّ يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الرّوح…).

وينتهي عقد الزواج بين الطرفين في عدد من الحالات هي؛ موت أحدهما أو الطلاق أو الخلع أو إثبات واقعة الزنا على الزوجة

الدليل على شرعية الخلع في الإسلام رواه البخاري والنّسائي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شمّاس إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – فقالت: (يا رسول الله، إنّي ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكنّي أكره الكفر في الإسلام، فقال صلّى الله عليه وسلّم: أتردّين عليه حديقته، قالت: نعم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقةً)

إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقال اليوم حكم زواج المسلمة من مسيحي في الإسلام نرجو أن نكون قد وفقنا فيه ويسعدنا استقبال اقتراحاتكم وارائكم أسفل المقال مع التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *