ماهو فضل قراءة سورة التغابن ؟ ما هو ترتيبها في المصحف الشريف ؟ من خلال موضوعنا اليوم نستدل على أهم المضامين والمقاصد التي تناولتها سورة التغابن والمحاور التي ارتكزت عليها السورة والسبب وراء تسمية السورة بهذا الاسم ووقت نزولها وترتيبها في المصحف الشريف .
فضل سورة التغابن
سورة التغابن من السور المدنية وذلك بأغلب الآراء وقول الأكثرين إلا أنه قال عبد الله بن عباس أن سورة التغابن من السور المكية فيما عدا آخر السورة قد نزلت في المدينة المنورة وهي من السور المفصل التي نزلت بعد سورة التحريم وقبل سورة الصف وهي السورة رقم 108 من حيث ترتيب نزولها .
بينما هي السورة رقم 64 في المصحف الشريف وتقع بين سورتي المنافقون والطلاق ويبلغ عدد آياتها 18 آية ويرجع سبب تسمية السورة بهذا الاسم لقوله تعالى :
“يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” والتغابن هو أسم من أسماء يوم القيامة .
فضل تلاوة سورة التغابن
- قبل أن نتعرف سويا على فضل قراءة سورة التغابن نتطرق لذكر أهم مقاصد ومضامين السورة سورة التغابن من سور المفصل وأيضا من السور المسبحات لكونها بدأت بتسبيح الله تعالى وتبجيله والتي تؤكد في أسلوبها على عظمة الله تعالى وجل شأنه وذلك في قوله تعالى “يُسبِّحُ للَّهِ ما في السَّمَاواتِ ومَا في الأَرضِ لهُ المُلْكُ ولهُ الحمْدُ وهُو علَى كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ”
- وتناولت السورة تحذير ووعيد الكافرين والمشركين في كونهم يستمرون في كفرهم و نبهتهم إلى ما وقع للأمم السابقة من عذاب وحساب كما أشارت إلى يوم البعث والجزاء وحساب جميع الخلائق في هذا اليوم قال تعالى: “أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”
- كما تناولت السورة أن القضاء والقدر أو المصيبة التي يصاب بها الإنسان هي من عند الله عز وجل ويجب أن يؤمن الإنسان بكل ما هو من عند الله من خيره وشره وعسي أن تكرهوا شيئا وهو شر لكم قال تعالى “ما أصابَ من مصيبَةٍ إلاَّ بإذْنِ اللَّهِ ومَن يؤمِن باللَّهِ يهْدِ قلبَهُ واللَّهُ بكُلِّ شيْءٍ عليمٌ”
- كما تناولت السورة تنبيه المؤمنين من الوقوع في الفتنة سواء بخصوص الأبناء أو المال قال تعالى: “إنَّما أموَالكُمْ وأولادُكُمْ فتنَةٌ واللَّهُ عندَهُ أجْرٌ عظِيمٌ”
- كما ختمت السورة بحث المؤمنين على طاعة الله عز وجل والتقوى قال تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
فضائل سورة التغابن
أما عن ما قيل في فضل قراءة سورة التغابن في كونها من السور المسبحات السبعة الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى لكونها بدأت بتسبيح الله عز وجل في فعل يسبح
وردَ حديث “المسبِّحات السبع” الذي رواه العرباضُ بن سارية: “أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقرأُ المسبِّحات قبلَ أنْ يَرقدَ، وقالَ: إنَّ فيهِنَّ آيَةً أفضلَ منْ ألفِ آية”
قالَ الإمام القرطبي -رحمهُ الله تعالى- في تفسيرِه: لقد سُمِّي يوم القيامة بيومِ التَّغابنِ لأنَّ فيهِ يغبنُ أصحابُ الجنَّة أصحابَ النَّار، أيْ أنَّ أصحابَ الجنَّة أخذوا الجنَّةَ، وأخذَ أصحابُ النَّار النَّارَ على طريقةِ المبادَلةِ فيما بينَهم، فوقعَ الغُبن لأجلِ مبادلتِهم الخيرَ بالشرِّ، والجيدَ بالرديءِ، والنعيمَ بالعذابِ،
بذلك نصل إلى ختام مقال اليوم ويسعدنا تلقي استفساراتكم ومشاركتكم أسفل المقال .