لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن ؟

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن؟ وما هو تفسير التغابن بالقرآن الكريم؟ لقد سُمي يوم القيامة بالكثير من الأسماء الأخرى التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، وفي هذا اليوم يبعث الله تعالى الخلق بعد موتهم ويسألهم عن أعمالهم في الدنيا ويحاسبهم عليها.

التغابن اسم من أسماء يوم القيامة

لقد سُمي يوم القيامة بيوم التغابن لأن في هذا اليوم يغبن الكافرون والفاسدون ويندمون على أعمالهم  الغير صالحة في الدنيا ويعملوا أن الدنيا التي فضلوها عن الآخرة ليست دائمة، ويعلموا أن الله سبحانه وتعالى سيعاقبهم على كافة تلك الأعمال وأنهم سيدخلون النار التي وعد الله تعالى بها.

حيث يتمنى الناس في يوم التغابن أن يكونوا قد أكثروا في الحياة الدنيا من التصدق وإقامة الصلاة في مواقيتها وطاعة الوالدين وغيرها من الأعمال الصالحة التي حثهم عليها الله تعالى ورسوله، ويشعرون بالغبن على كل عمل حرمه ونهى عنه الله تعالى كالغش في التجارة والكذب والفتنة والزنا والقتل وغيره.

لا يفوتك أيضًا: ماهو فضل قراءة سورة القيامة ؟ ما هو ترتيبها في المصحف الشريف ؟

تفسير التغابن بالقرآن الكريم

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن

بعد أن أوضحنا لكم في الفقرة السابقة لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن سنشرح لكم ما هو تفسير يوم التغابن بالقرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة التغابن:

(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

يُذكر الله سبحانه وتعالى عباده في هذه السورة بيوم الجمع والمقصود به يوم القيامة الذي يجمع فيه جميع خلقه لسؤالهم ومحاسبتهم على أعمالهم، وأطلق على هذا اليوم يوم التغابن لظهور الغبن والندم على الكافرون والفاسقون.

كما ذكر في هذه السورة أنه من يقوم من الخلق بطاعة الله ورسوله والأعمال الصالحة يغفر الله تعالى له ذنوبه ويدخله جنات النعيم ويخلد فيها، ومن يعصي الله تعالى ورسوله ويرتكب الذنوب والمعاصي يدخله النار ويعاقبه عقابًا شديد.

معنى التغابن في اللغة العربية

يمكن معرفة لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن بشكل أوضح عند معرفة معنى هذه الكلمة في اللغة العربية، وهي لها العديد من المعاني التي تتمحور حول الخداع كالخداع في البيع والتجارة أو كخداع الناس بعضها لبعض، و تشير كلمة التغابن أيضًا إلى النقص في صفة معينة في الأشخاص.

كما يمكن أن يكون معناها التغافل عن شيء أو نسيانه مثل الغبن عن وقت الصلاة وغيره من الأمور، وكلمة التغابن عبارة عن صفة يتسم بها الخلق يوم القيامة كما أنها اسم من ضمن أسماء يوم القيامة المتعددة.

أسماء يوم القيامة الواردة في القرآن الكريم

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى يوم القيامة في القرآن الكريم حوالي 70 مرة في سورة البقرة والنساء والمائدة ومريم، وسورة الكهف وطه والحج والأنبياء وغيرها من السور، وأشار إليه بالعديد من الأسماء الأخرى في سور مختلفة ومن الأمثلة على تلك الأسماء ما يلي:

اليوم الآخر

سُمي يوم القيامة باليوم الآخر وذُكر ذلك الاسم كثيرًا في القرآن الكريم والأحاديث النبوية فقال الله تعالى:

 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

كما تم تسميته بهذا الاسم دلالة على انتهاء الدنيا وفنائها.

لا يفوتك أيضًا: 20+تفسير حلم يوم القيامة في المنام بالتفصيل

يوم الحساب

سمى الله سبحانه وتعالى يوم القيام يوم الحساب لأنه في ذلك اليوم سوف يبعث الخلق بعد موتهم ويحاسب كل عبد من عباده على جميع أعماله في الدنيا ويدخل من أطاعه وعمل عملًا صالحًا الجنة، ويدخل من كان يعصيه وعمل عملًا فاسدًا النار ويعاقبه ويعذبه عذابًا شديد.

ذكر يوم الحساب في بعض آيات القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:

(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ).

القارعة

قال الله عز وجل عن القارعة:

(الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ).

لقد كرر الله تعالى في هذه السورة لفظ القارعة أكثر من مرة دلالة على الأحداث العظيمة التي سوف تحدث في ذلك اليوم وليكون العباد على استعداد له، وسمي بذلك لأنه يقرع القلوب والآذان بتلك الأحداث.

يوم الجمع

المقصود بيوم الجمع في القرآن الكريم هو يوم القيامة وتم تسميته بذلك لأنه الله عز وجل في ذلك اليوم يجمع عباده جميعًا ليحاسبهم ويُدخل الجنة أهل الجنة ويدخل النار أهل النار.

كما ذكر يوم الحساب أكثر من مرة في كتاب الله تعالى فقال:

(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

الساعة

لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن

ذُكر لفظ الساعة في الفرآن الكريم مرات عديدة والمقصود به هي الساعة التي تنتهي فيها الدنيا والتي تبدأ فيها الآخرة، ومن الأمثلة على تلك الآيات ما يلي:

قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.

أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ.

قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ.

وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ.

لا يفوتك أيضًا: تجربتي مع سورة البقرة يومياً لقضاء الحاجة

سورة التغابن

تتضمن سورة التغابن على ثمانية عشر آية وهي السورة رقم 64 من بين سور القرآن الكريم من حيث الترتيب وهي في الجزء الثامن والعشرون وعدد كلماتها يبلغ 241 كلمة

وكان السبب في نزول هذه السورة بالنسبة لآياتها الأولى هو توضيح الله عز وجل قدرته على خلق الكون وليعلم الفاسقون أنهم سوف يلاقون عذابًا شديدًا يوم التغابن.

كما كان السبب في نزولها هو قيام أهل قريش بمنع من يؤمن بالله تعالى من الذهاب إلى نبي الله صلى عليه وسلم ليعلنوا إسلامهم، وفي حين ذهابهم يُشترط عليهم أن يتركوا أولادهم وأهلهم ويذهبون إلى المدينة من دونهم، وأيضًا للتخفيف عن المؤمنون الذين يطيعون الله تعالى بكل ما بهم من قوة.

إن يوم القيامة هو اليوم الموعود الذي ينبغي على كل مسلم أن يكون على  أتم استعداد له من خلال طاعة الله ورسوله والابتعاد عن الذنوب والمعاصي ليحظى بالجنة ونعيمها، وكان السبب في لماذا سمي يوم القيامة بيوم التغابن هو الغبن الذي يحدث بين الخلق في ذلك اليوم بسبب أعمالهم الفاسدة وارتكابهم الذنوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *