تعريف المدرسة التأثيرية تنوعت وتعددت المدارس الفنية؛ فكل مدرسة تختلف عن غيرها من المدارس على حسب طبيعية الفن الذي تتبناه؛ ومن هذه المدارس المدرسة التأثيرية؛ ويرجع ظهورها إلى القرن التاسع عشر، فهي كانت تشبه العطلة من تقليد الرسم الأوروبي، وهذا جعل الانطباعيون يقوموا بإنشاء بحث علمي جديد خاص بفيزياء اللون لجعل الألوان أكثر دقة.
نبذة عن المدرسة التأثيرية
- استطاع التفكير العلمي أن يسيطر على ممثلي هذه المدرسة، وهذا من خلال إدراكهم بأن الأمر الذي تركه العين يتلف تماماً عن الأمر الذي يحفظه ويدركه الدماغ.
- فظهر عدد من الفنانين الذين أشادوا بإعجابهم عن الاكتشافات العلمية التي صنعها الضوء، وحرصوا على أخذ هذه التأثيرات التي يسببها ضوء الشمس مثلما تظهر أمامهم، حتى يقوموا بنقل هذه التغيرات الناتجة عن حالة الطقس، ويبرزوها في لوحاتهم الفنية.
- لم يحاول فناني هذه المدرسة رسم اللوحة مثلما تظهر في الواقع، وإنما كانوا يأخذون الانطباع الأول الذي يظهر عليه الشخص أو المشهد بشكل عام.
- وقاموا باتباع الأسلوب الفوضوي عند رسم لوحاتهم، فكانت اللوحات قبل المدرسة التأثيرية تتمتع بالنعومة والسطحية.
- كما ظهرت المناظر الطبيعية وكأنها قادمة من عالم الخيال وعلى مستوى عالي من المثالية.
- ولكن تلك المدرسة جاءت وغيرت كل هذه المعتقدات، وحرص رواد المدرسة على الرسم من الطبيعية وتصوير الريف والشوارع.
الفن الانطباعي
- هو المنهج الذي اتبعه فنانوا المدرسة التأثيرية من خلال التقاط صورة شخص مثلما يراه الآخرون في حالة رؤيته سريعاً.
- ثم يقوموا بإدخال ألوان كثيرة إلى اللوحة وتعبر عن صور من الخارج، والصورة تكون مشرقة وحية.
- ومن رواد الفن الانطباعي ألفريد سيسلي وإدجار ديجا وكلود مونيه وبرثي موريسوت.
رواد المدرسة التأثيرية
يوجد العديد من الفنانين الذين يمثلون تلك المدرسة، وهما كالتالي:
كلود مونيه:
- اعتبر الفنان مونيه من أشهر رواد التأثيرية، فهو صاحب لوحته الشهيرة لوحة “شروق الشمس“، وكانت لوحته هي السبب الرئيسي على إطلاق اسم الحركة الانطباعية.
- وهذا بجانب اهتمامه البالغ بمدى التأثيرات التي يتسببها الضوء عند وقوعه على الأشياء، فقام مونيه باتباع طريقة مبدعة في رسم جميع اللوحات الخاصة به في الآونة الأخيرة.
- فقام برسم موضوع واحد في لوحات كثيرة على أوقات متفرقة، حتى يتمكن من التعبير عن التغيرات التي يحدثها الضوء.
- وعبر في لوحته المعروفة ” امرأة في الحديقة” عن ظهور زوجته كاميل كبطلة اللوحة.
- وأظهرت فيها التأثيرات التي يتسببها ضوء الشمس على اللوحة، وقدرته على اختراق أوراق الشجر إلى الظلال الخفيفة.
- وبعد ذلك قام الفنان التأثيري فريدريك بازيل بالعمل على شراء كل أعمال مونيه، وهي بمثابة مساعدة للخروج من الديون الشديدة التي تواجهه.
إدوارد مانيه
- أطلق عليه الفنانين التأثيرين زعيم الحركة الانطباعية، نظراً لإعجابهم الشديد بقدرته الإبداعية في التصوير.
- وكانت لوحته “الغداء على العشب” هي البداية الأولى للابتعاد عن التقاليد، والمنهج الأكاديمي.
- وكان قد أثار رواجاً كثيراً عندما قام بعرض اللوحة في صالون الخريق سنة 1863، وهذا بسبب المحتوى التي تضمنه والذي اعتبره البعض فن مبتذل.
- فاللوحة تصور جلوس رجلين على العشب يرتديان ملابس بالزي الرسمي وامرأة متجردة من ملابسها وتظهر بالعرى، كنوع من أنواع التحدي وكسر القيود والتقاليد، وكان هذا يعد شكل من أشكال الإهانة للعادات والتقاليد والأخلاقيات.
- وأكثر ما آثار غضب الكثير هو وضعية المرأة التي تظهر على الجانب الأيسر والتي وتنظر بجرأة إلى المشاهد.
- وهذا بجانب طريقة استخدام الفرش الحادة والتي اعتمدت على ظهور جميع التفاصيل.
إدجار ديجا
- يعتبر هذا الفنان من منظمي معارض المدرسة، ومن أهم الأفراد المؤسسة لها.
- وأراد أن يُعرف باسم الفنان الواقعي أو المستقل، وحرص على أن يقوم بوضع تصور للعصر الحديث.
- وقد أظهر بعض الاهتمام برسم المناظر الطبيعية بالهواء الطلق، معبراً عن المسارح والمقاهي التي تنير بواسطة الإضاءة الصناعية.
- وكان قد استخدمه ليعبر عن الملامح التي تظهر فيها شخصيته، وسار على المنهج الأكاديمي.
- كان معروف برسمه لمسارح الباليه والأوبرا، بالإضافة إلى تصويره لمشاهد السيدات في حياتهم.
- ركز بشكل كبير على الخط، كما أنه كان يصر على مدى أهمية الرسم بشكل كبير، فسعى إلى تطوير الأسلوب الخاص به الذي كان يتبعه من خلال رفضه للألوان الزيتية، والاعتماد على ألوان الباستيل.
- حرص على أن يقوم باستخدام قلم الفحم الأسود في تحديد الأشكال وبروزها.
أوجست رينوار
- اعتبر رينوار على أنه من أعظم المصورين بالقرن التاسع عشر، كما أنه يمثل عضو أساسي في التأثيرية.
- فكان رينوار قد اشترك مع مونيه على وضع القواعد الخاصة بهذه الحركة.
- وحرص على أن يذهب إلى اللوفر، حتى يقوم بالاطلاع على أعمال الفنانين من القرن الثامن عشر.
- وكانت المدرسة الواقعية والرومانسية لها تأثير كبير عليه، وهما قد سبقوا التأثيرية وبالتحديد كوربيه.
- اتخذ قرار بأن يقوم بالابتعاد عن التأثيرية، وهذا بعدما قام بزيارة إيطاليا، وقد تأثر شديداً بالفن الروماني، وبالتحديد الأعمال بمدينة بومبي، وعاد بعد ذلك إلى الكلاسيكية مجدداً.
- رفض أن يستخدم الألوان حتى يوحي إلى الشكل، وبدأ يهتم بالخط.
- جمعت لوحاته بين ألوان التأثيرين التي تتمتع بدرجة عالية من النقاء وبين أسلوب العباقرة الموجودين من القدم.
أهم خصائص المدرسة
تمتلك المدرسة التأثيرية مجموعة من الخصائص، وهي كالتالي:
- يعتمد الرسم فيها على التحليل العلمي لاستخدام الألوان، والتركيز على ألوان الطيف.
- عدم اهتمام الفنان بالتفاصيل الخاصة بالمشهد، والتركيز يكون على اللوحة بشكل عام.
- تركز على الرسم ومدى توافقه مع الواقع وهذا على حسب القوالب العامة.
- يعرف فنانوا المدرسة التأثيرية باسم الفنانين البيئيين، وهذا بسبب رفضهم لطريقة الرسم التقليدية، وهي أن يظلوا جالسين في المرسم، وكسروا كل هذه القيود بأنهم اعتمدوا على الرسم في الهواء الطلق.
أسلوب المدرسة
اعتمدت المدرسة التأثيرية على أساليب متعددة، وهي كالتالي:
- الأسلوب التنقيطي:
- من خلال رسم اللوحة عن طريق وضع عدة نقاط بجانب بعضها البعض، وهي تشبه إلى حد كبير للصورة التي تظهر على شاشة التليفزيون، في حالة فقدانه للإرسال أو في حالة سوء الأوضاع الجوية.
- يتم رسم الأمور نفسها ولكن على أوقات مختلفة، كأن يقوم أحد الفنانين برسم مشهد محدد في بداية اليوم، وبعد ذلك يقوم برسم نفس المشهد في الظهيرة، وبعد ذلك يقوم برسمه هو الآخر خلال الغروب، حتى يتم توضيح الاختلاف بالألوان.
- الأسلوب التقسيمي:
- وهو استخدام الرسام الألوان الواضحة والنقية بدون أي مزج، فاللوحة تكون منقسمة إلى ألوان مختلفة، ولكن يشترط وجود التماثل بالألوان.
النحت في المدرسة التأثيرية
- ترجع بداية ظهور النحت الجديد عموماً على أيدي النحات الفرنسي أوجست رودان.
- وعبر النحت الجديد على كل الموضوعات الجديدة عوضاً عن الموضوعات الأسطورية أو الدينية، مثلما هو الوضع بالتصوير.
- واهتموا بتجسيد الشخصية العامة والنفسية أكثر من التجسيد الطبيعي.
- كان أوجست رودان يميل إلى نحت الأسطح المعقدة والتجاويف والنتوءات أكثر من السطوح التي تتميز بالنعومة بمنحوتاته.
- تميز رودان بأسلوب تعبيري قوي، والذي استخدمه في كافة أعماله التي كان يهدف بها إلى أخذ صور من قبل المصورين.
المدرسة التأثيرية فان جوخ
- تأثر فان جوخ بالمدرسة التأثيرية، وحرص على تطوير الأسلوب الخاص به، وهذا بعدما انتقل إلى باريس.
- بعد ذلك انتقل إلى آرل بجنوب فرنسا، وبسبب الأجواء المشمسة والألوان الطبيعية الموجودة بها، قام برسم اللوحات العديدة للحقول والأرياف.
أهم لوحات المدرسة
- لوحة “شروق الشمس”.
- “الغداء على العشب”.
- لوحة ” امرأة في الحديقة”.
المدرسة التأثيرية في الفن الحديث
- ظهرت في البداية على أنها مدرسة في التصوير، حيث يقوم الفنان بالتعبير عن كل ما يراه بطريقة معتمدة على البساطة، دون النظر إلى جميع الأسس العلمية، وبالتحديد بميدان النقد الأدبي.
- وأهم شيء هو ناتج انعكاس الضوء على الشيء المرسوم وليس الشيء ذاته.
- وكان بعض فناني الانطباعية قد تعرضوا إلى نقد من قبل النقاد الفنيين، ولكن بعدما اتجهت إلى الأدب كان النقد أقل، فالرسم كان سبب في التوجه إلى الأدب.
ومن هنا نكون قد تعرفنا على تعريف المدرسة التأثيرية ، كما تعرفنا على أهم رواد المدرسة، يسعدنا تلقي استفساراتكم على الموضوع.