شرح درس التمييز وأنواعه

في اللغة العربية يعتبر التمييز من أهم دروس النحو التابعة لقسم المنصوبات، ولذلك يجب أن يكون شرح درس التمييز مفصل بشكل كبير، وذلك حتى لا يحدث خلط بينه وبين دروس النحو الأخرى في اللغة العربية.

درس التمييز

  • التمييز هو أحد أقسام المنصوبات الموجودة في دراسة النحو في اللغة العربية.
  • وهو يعتبر من أكثر الأقسام المتنوعة والمتعددة في اللغة.
  • ونحويًا يتم تعريفه على أنه من الأسماء النكرة التي تساعد على تفسير المبهم في الجملة، والذي من الممكن أن يكون إما ذات أو نسبة.
  • ومثال على أن يكون التمييز ذات (حملت البنت خمسة عشر كشكول).
  • ومثال على أن يكون التمييز نسبة (طاب الكريم عملًا).
  • ويقال على الاسم الذي قام التمييز بتفسيره في النحو أنه مميزًا، أو من الممكن أن يطلق عليه البعض مفسرًا أو مبينًا.
  • ويجب أن نكون على علم أن التمييز يأتي في الجمل على معاني حروف الجر المختلفة.
  • جملة حملت البنت خمسة عشر كشكول، يكون أصلها حملت البنت خمسة عشر من الكشاكيل، لكن التمييز يجعل الجملة أخف في النطق.
  • وكذلك في جملة طاب الكريم عملًا، يكون أصلها طاب الكريم بعمله.

أنواع التمييز في النحو

  • عند شرح درس التمييز يجب أن ندقق في الشرح على الأنواع، وذلك لأن كل نوع يخلف حكمه في النحو.
  • ويتوقف حكم كل نوع من الأنواع على الاسم المفسر، والذي يقوم التمييز بإبعاد أي غموض من حوله في الجملة.

1- درس تمييز الذات

  • التمييز في النحو ينقسم إلى نوعين أساسيين، النوع الأول هو تمييز الذات والذي يستخدم في اللغة لتفسير أي اسم مبهم يتم لفظه في الجملة.
  • و لهذا السبب يطلق عليه بعض علماء اللغة العربية التمييز المفرد، وهذا لأنه يقوم بتفسير كلمة واحدة فقط في الجملة.
  • وأيضًا بعض علماء اللغة يطلقون عليه مسمى التمييز الملفوظ، وهذا بسبب أنه يتم لفظه في الجملة.
  • وتمييز الذات يتم تقسيمه إلى أربعة أقسام أساسية وهي:

تمييز العدد

  • وهذا القسم في تمييز الذات يكون مختص بتفسير الأعداد في أي جملة يتم ذكره فيها، ويعد تمييز مفرد أو ذات لأنه يفسر كلمة واحدة.
  • وخير مثال على ذلك الآية رقم 4 من سورة يوسف في القرآن الكريم، في قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ).
  • ويعتبر في هذه الآية الكريمة التمييز هو كلمة كوكبًا، وذلك لأنه قامت بتفسير العدد السابق لها في الجملة (أحد عشر).

التمييز الذي يدل على مقدار

  • أما في هذا القسم من تمييز الذات فإنه يكون مختص بتفسير المقدار الموجود في الجملة التي يتم ذكره فيها.
  • ومن الأمثلة على ذلك (شربت ليترًا سائلًا).
  • كما يعتبر التمييز في هذه الجملة هو كلمة سائلًا، وذلك لأنها قامت بتفسير المقدار السابق لها في الجملة (ليترًا).

التمييز الذي يدل على ما يشبه المقدار

  • وفيما يخص هذا القسم في تمييز الذات، فهو مختص بتفسير ما يشبه المقدار في أي جملة يتم ذكره فيها.
  • والمثال الأفضل لذلك في الآية رقم 7 من سورة الزلزلة في القرآن الكريم، في قوله تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ).
  • وفي هذه الآية الكريمة يعتبر التمييز هو كلمة خيرًا، وذلك لأنها قامت بتفسير ما يشبه المقدار السابق لها في الجملة (مثقال ذرة).

التمييز الذي يجري مجرى المقادير

  • أما في هذا القسم من تمييز الذات، فهو مختص بتفسير ما يجري مجرى المقادير في أي جملة يتم ذكره فيها.
  • وأفضل مثال على هذا في الآية 109 من سورة الكهف في القرآن الكريم.
  • في قوله تعالى (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا).
  • وفي هذه الآية الكريمة يعتبر التمييز هو كلمة مددًا، وذلك لأنها قامت بتفسير ما يجري مجرى المقادير السابق لها في الجملة (مثله).

2- درس تمييز النسبة

  • أما النوع الثاني من التمييز هو ما يعرف بتمييز النسبة.
  • ويطلق عليه علماء اللغة العربية تمييز الجملة أو التمييز الملحوظ.
  • وذلك لأن هذا النوع من التمييز يفسر أي غموض خاص بجملة سابقة له.
  • كما أنه يلاحظ بشكل واضح في نطق الجمل.
  • وخير مثال على ذلك الآية رقم 4 من سورة مريم في القرآن الكريم، في قوله تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
  • وفي هذه الآية الكريمة يعتبر التمييز هو كلمة شيبًا، وذلك لأنها قامت بتفسير الجملة السابقة لها (واشتعل الرأس).

درس التمييز

إعراب التمييز في النحو

  • فيما يخص إعراب التمييز في النحو وكل الأنواع الخاصة به بالرغم من تعددها وفروعها المختلفة، فهو دائمًا ما يكون منصوب.
  • ولكن من الممكن أن يكون إعراب التمييز في بعض الحالات مجرور بحرف الجر، وفي أوقات أخر قد يكون مجرور بالإضافة.
  • ومن أشهر الحالات التي يأتي فيها التمييز في الإعراب ويكون مجرور، التمييز الخاص بالأعداد من رقم ثلاثة وحتى عشرة.

أمثلة على التمييز وأعرابها

المثال الأول: هو من الآية 12 من سورة القمر في القرآن الكريم، في قوله تعالى (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).

  • تعرب فجرنا: على أنها فعل ماض تم بنايته على السكون، وذلك لأنه أتصل (نا) والتي تدل على المتكلم، وهو من الضمائر المتصلة محل رفع فاعل.
  • كما تعرب الأرض: بأنه مفعول به ويكون منصوب بالفتحة الظاهرة.
  • تعرب عيونًا: بأنها تمييز منصوب وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة.

المثال الثاني: هو قصيدة السيف أصدق إنباًء من الكتب لأبي تمام، حين قال (السيف أصدق إنباًء من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب).

  • تعرب السيف: على أنها مبتدأ مرفوع، وتكون علامة رفعه الضمة الظاهرة.
  • كما تعرب أصدق: بأنها خبر مرفوع، وتكون علامة رفعه الضمة الظاهرة.
  • وتعرب إنباًء: بأنها تمييز منصوب، وتكون علامة نصبه الفتحة الظاهرة.
  • تعرب من: أنها حرف من حروف الجر.
  • تعرب الكتب: بأنها اسم مجرور، وتكون علامة جره الكسرة الظاهرة.

الفرق بين الحال والتمييز

  • كما أوضحنا من قبل أن التمييز من أقسام المنصوبات في اللغة العربية.
  • ولكنه يوجد بعض العلامات التي وضح الفرق بين الحال والتمييز.
  • ومنها إن الحال من الأسماء المشتقة، لكن التمييز من الأسماء الجامدة.
  • الحال يقوم بتوضيح هيئة صاحب الحال التي يجب أن يكون عليها.
  • ولكن التمييز يفسر أي غموض أو عدم وضوح في الكلمة أو الجملة السابقة له.
  • التمييز يكون دائمًا في كل أنواعه مفرد.
  • لكن الحال يخلف على حسب أنواعه فقد يكون مفرد أو جملة أو شبه جملة.

عرضنا لكم في هذا المقال شرح درس التمييز، كما أوضحنا الفرق بينه وبين الحال حتى لا يحدث لدى أحد خلط بينهم، فإذا كان لديكم أي استفسار أو تعليق خاص بدرس التمييز وأنواعه نتمنى أن تتركوه لنا في أسفل المقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *